رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الناقد سيد الوكيل: جيل الثمانينيات يمثل لحظة التحول الرئيسية فى الأدب العربى

الناقد سيد الوكيل
الناقد سيد الوكيل

قال الناقد الكاتب الكبير سيد الوكيل، إن كتابه “الحالة دايت .. سيرة الموت والكتابة” من الأعمال المحببة إلي قلبه. 

 

وأوضح خلال لقائه في برنامج “في المساء مع قصواء”، أن: جيل الثمانينيات من أكثر الأجيال التي ظلمت، فهو الجيل الخارج من حرب أكتوبر 1973، وعندما خرج من الحرب وجد أن الحياة المصرية منهكة بشكل حقيقي وبالتالي لم يكن لهذا الجيل مكان. والمفارقة الأغرب أن هذا الجيل اشتهر بـ “الجيل الضحية” الذي ترصده القدر، وعدد كبير من كتاب هذا الجيل الموهوبين قد توفوا .

 

ولفت سيد الوكيل إلي أن: القلة التي نجت من مذبحة التهميش، بعضهم أخذ على عاتقه أن يخلد ذكرى هذا الجيل ويشير إليه. 

 

كانت رواية “الحالة دايت .. سيرة الموت والكتابة”، موضوعها الموت والكتابة، بالتالي أحيانا يمكن اعتبارها مرثية ذات طابع روائي وسردي حكائي، فيها الكثير من المتخيل، البعض تصور أنها مجرد مذكرات وهو ليس صحيحا، حتى أن الشخصيات المذكورة بأسمائها وهي شخصيات حقيقية موجودة وعاشت وعرفتها، منهم محمد مستجاب وكتاب كثر. حتي هذه الشخصيات عندما كتبت، لم تكتب باعتبارها توثيق أو مذكرات أو أشياء من هذا القبيل، ولكن كان بها نوع من الخيال الذي أطلقته داخلي. لدرجة أنني تحدثت عنهم في المستقبل نفسه.

 

وتابع أن الرواية، معبرة عن تطلعات بشكل شخصي ونفسي في الوقت ذاته، كما أنه يشير إلي أن هذا الجيل ــ جيل كتاب الثمانينيات ــ يمثل لحظة التحول الرئيسة في الأدب العربي كله خلال هذه المرحلة. ولا أقصد جيل الثمانينيات في الكتابة فقط، إنما كانت الثمانينيات لحظة تحول مهمة جدا. 

 

واعتبر أن مفهوم الأدب كان قائما علي مفهوم الأدب الواقعي، الواقعية والاشتراكية، بالتالي كان مهموما طوال الوقت بالقضايا العامة والكلية، العدل والمساواة، وهذا الحس النضالي.

 

واستطرد الوكيل: بعد 1967 وخلال  سنوات الحرب، والثمن الغالي الذي دفعته مصر لكي تسترد سيناء، فأصبحت وجهة النظر لدي هذا الجيل مختلفة، والبحث عن الإنسان وليس الأيدولوجية، ليس البحث عن الواقع الكلي، وإنما الواقع الحقيقي الذي يتمثل في الإنسان نفسه وليس في مقولات كلية أو شعارات. هذه كانت نقلة مهمة جدا، لكن للأسف النقد لم يلتفت إليها كثيرا نتيجة الظرف الاقتصادي والسياسي في الثمانينيات.

 

وعن التصارع الذي صبغ فترة ثمانينيات القرن المنصرم، قال الناقد سيد الوكيل: في رأيي أن هذا التصارع كان مصنوعا، ومع بداية التسعينيات كان هناك رغبة في صناعة جيل من الكتاب، لا شك أن كثير منهم موهوبين ومتميزين، لكن توظيفهم لاتجاهات معينة. علي سبيل المثال الواقعية السحرية عند ماركيز، أصبحت في فترة من الفترات هي صك القبول لأي كاتب علي الرغم من أنها انحصرت في مجموعة موتيفات بسيطة عن المتخيل للتراث الجمعي القديم.