رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع ثبات الحصة والموارد المتاحة.. كيف واجهت الدولة زيادة الاحتياجات المائية؟ (حوار)

الدكتورعلاء عبدالله
الدكتورعلاء عبدالله الصادق مع "الدستور"

قال الدكتورعلاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية ورئيس المؤسسة العربية لعلماء الشباب، إنه يتم تنفيذ خطة مشروعات قومية خلال الفترة الحالية للحفاظ على الموارد المائية فى مصر، خاصة مع مع ثبات الحصة والموارد المتاحة وزيادة الاحتياجات، مؤكدا اتخاذ خطوات لمواجهة زيادة الاستخدامات في مختلف القطاعات من خلال تحلية المياه واستخدام الطاقة المتجددة.

وأضاف الصادق في حوار، لـ"الدستور"، أن الصعوبة تتمثل فى تزايد الاحتياجات المائية ‏وثبات مواردنا من المياه، فالاحتياجات المائية لسكان مصر حاليا يصل إلى 110 مليارات ‏متر مكعب، يتم استيراد 30 مليار متر مكعب منها بما يسمى المياه الافتراضية، التى تأتى فى صورة ‏حاصلات زراعية، لذلك تنفذ الدولة خطة متكانلة لتنمية الموارد المائية.

بداية ما تقييمكم للوضع المائي.. وكيف واجهت الدولة زيادة الاحتياجات؟

الموارد المائية تتمثل فى 60 مليار متر مكعب، وهي عبارة عن 55.5 مليار متر مكعب حصة مصر ‏المائية من مياه نهر النيل و2.5 مليار متر مكعب مياه جوفية عميقة، وحوالي مليار متر مكعب تحلية مياه ‏البحر، لذلك هناك عجز مائي سنويا يقدر بحوالي 20 مليار متر مكعب، وتتم تغطيته من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي المقدرة ‏بـ15 مليار متر مكعب و6.5 مليار متر مكعب مياه جوفية فى الوادي والدلتا.

هل هناك تزايد للاحتياجات المائية مستقبلا؟

فى الحقيقة، فإن ‏الاحتياجات المائية لمختلف القطاعات من مياه رى وشرب وقطاعات اقتصادية تتزايد كل عام، لدرجة أنه مطلوب من وزارة الري 2.5 مليار متر مكعب زيادة فى ‏مياه الشرب، لذلك من الضرورى أن تلعب الموارد المائية غير التقليدية، وخاصة تحلية المياه دوراً أساسياً كجزء من ‏الميزان المائي لمصر للتغلب على العجز فى الموارد المائية مقابل الموارد المتاحة. ‏

ما هى القطاعات الأعلى استهلاكا للمياه، وما هو المطلوب؟

بداية من الممكن أن تكون المياه معوقاً رئيساً للتنمية ويمكن أن تتسبب في تدني مستوى المعيشة والصحة والبيئة، وفي الحقيقة، القطاع الزراعي هو المستهلك الأكبر للمياه في مصر بنسبة تصل إلى 85% من مياه نهرالنيل، لذا فإن أي ترشيد أو توفير في هذا القطاع ستكون له جدوى كبيرة على الموارد المائية المتاحة حاليا. 

لذلك، فمن هنا يجب العمل على تخطيط وإدارة المياه في هذا القطاع المهم بكل دقة، وبما لا يؤثر على إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية والأساسية التي تحتاجها مصر، وبما لا يؤدي أيضا إلى أي زيادة في أسعارها، وذلك عن طريق إيجاد وسائل مبتكرة من شأنها تعظيم إنتاجية وحدة المياه المستخدمة في الري، منها مثلا تعظيم إنتاجية محصول الأرز عن طريق تنفيذ زراعة الأرز بنظام التكثيف والذي يؤدى إلى توفير كمية مياه الرى ورفع إنتاجية وحدة المياه وإنتاجية الفدان، وهو ما يسهم فى مضاعفة إنتاج الأرز.

إذن ما هي البدائل غير التقليدية الممكن اللجوء إليها لتعويض العجز المائي؟

أولا تحلية مياه البحر، التى تعد أحد البدائل الاستراتيجية لمواجهة الندرة المتوقعة فى الإيراد المائى خاصة فى ظل ‏الزيادة السكانية المتزايدة، خاصة أن تحلية المياه مورد غير تقليدى وأولوية ملحة تسهم فى دعم آليات الاستخدامات الحالية والمستقبلية، ومن ثم يجب تعميق هذه الثقافة لدى المؤسسات والهيئات المعنية بالدولة وتحقيق شراكة فاعلة مع القطاع ‏الخاص وتعظيم فرص ومصادر التمويل وجذب فرص الاستثمار فى هذا القطاع الواعد مستقبلا.

الدكتورعلاء عبدالله الصادق مع " الدستور" 

إذن ما هي أبرز الحلول العلمية للتغلب على مشكلة نقص موارد المياه؟ 

وقامت الدولة ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى، بالتخطيط لمواجهة زيادة الاحتياجات، وذلك من خلال وضع رؤية مستقبلية واستراتيجية للتعامل مع المياه، وذلك من خلال 4 محاور تتمثل فى تنمية الموارد المائية، وترشيد الاستخدام، وتنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، وأيضا تهيئة البيئة المناسبة من خلال التشريعات والقوانين المنظمة لذلك. 

ما هى أوجه الاستفادة من تنمية الموارد المتاحة؟

بداية فبالنسبة لتنمية الموارد المائية، يمكن الاستفادة من الإمكانات المتاحة من ‏المياه الجوفية فى تنفيذ التنمية الزراعية لزيادة المساحات المزروعة بكافة المحافظات، وأيضا مشروع المليون ونصف المليون فدان، عبر تحلية واستخدام المياه الجوفية عالية الملوحة فى الزراعة لسلالات محددة من ‏المحاصيل، وأيضا استغلالها فى المزارع السمكية.

هل يمكن إحداث طفرة في الموارد عن طريق التحلية؟

يتم تنفيذ مشروعات كبرى لتحلية المياه لمواجهة الاحتياجات، كما تدعم الدولة إنشاء محطات التحلية، وأيضا أهمية منح القطاع الخاص تسهيلات تمويلية مشجعة للاستثمار في هذا ‏المجال، ومن أجل الاعتماد على المياه المحلاة، يجب أن تحدث طفرة كبيرة في طريقة صناعتها، وأن يتم تصنيع معظم أدوات التحلية محليا حتى تستطيع الدولة تخفيض ثمن التحلية المرتفع.

الدكتورعلاء عبدالله الصادق مع " الدستور" 

هل يمكن استحداث أنظمة توفر مياه محلاة بتكلفة زهيدة؟ 

بكل تأكيد، وبالفعل اتجهت عدة دول لتطوير خبراتها في مجال تحلية المياه باعتبارها إحدى الوسائل المستخدمة للحد من العجز المائي ومن منطلق رؤيتها الخاصة بالكف عن الاعتماد على الموارد المائية التقليدية لتلبية الاحتياجات من المياه والذهاب إلى البحر، فزادت من قدرتها على تحلية المياه، ونجحت هذه الدول في تقليل تكاليف تحلية المياه، ومن المتوقع أن تقل التكلفة الإجمالية للمياه المحلاة من دولارين للمتر المكعب خلال العقد الماضي إلى حوالي نصف دولارللمتر المكعب.

ما هى المحاصيل التي تحقق عائدا عن طريق التحلية؟

هناك عدة محاصيل تحقق عائدا وصافي دخل مناسبا مشجعا للاستثمار فيها عند ريها بالمياه المحلاة، منها البصل والبرسيم والقمح والطماطم كمحاصيل شتوية، وكذلك الفول السوداني والطماطم كمحاصيل صيفية، والتفاح والعنب ونخيل البلح كمحاصيل فاكهة أيضا.