لماذا تعد بحيرة المنزلة ركيزة مهمة من ركائز الاقتصاد؟

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، اجتماعًا مع د.مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء لاستعراض جهود الدولة في تطوير وتطهير البحيرات الطبيعية على مستوى الجمهورية وعلى رأسها بحيرة المنزلة. 

وعادت الحياة الطبيعية والتوازن البيئي للبحيرة بعدما شهدت تغييرًا كليًا إثر إزالة التعديات المزارع غير مرخصة عليها وتطهيرها من الرواسب والحشائش الموجودة بها وتعميقها ووقف تدفق مياه الصرف إليها، بجانب تطوير البواغيز التي تربط البحيرة بالبحر المتوسط وإنشاء طريق دائري حولها لحمايتها وتسهيل حركة النقل والتجارة منها وإليها. 

لكن، لماذا يركز الرئيس السيسي على تطوير البحيرات الطبيعية، خاصة بحيرة المنزلة؟ وكيف لهذا التطوير أن يساهم في رفع الاقتصاد المصري؟

في السياق، تحدثت "الدستور" مع د.أحمد حنفي، باحث في مركز بحوث الصحراء قسم الدراسات الاقتصادية ومحلل اقتصادي الذي قال: إن "بحيرة المنزلة واحدة من أكبر البحيرات العذبة في مصر وتقع على مساحة 404.6 كليو متر مربع بعمق 1.01 متر وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من دلتا نهر النيل وتعمل على ربط 3 محافظات ذات مواقع لوجستية واقتصادية هامة في المنطقة وهم محافظات دمياط وبورسعيد والدقهلية".

وأضاف "تكمن أهمية بحيرة المنزلة في أنها تحتوي على أنواع كثيرة ونادرة وذات ميزة نسبية وتنافسية من الثروة السمكية مثل سمك قشر البياض والبوري والجمبري والكابوريا وغيرها. كما أنها تعد موطنا لأندر الطيور المهاجرة على مستوى العالم وهو ما يجعلها مزارا سياحيا هاما.."

وتابع "تتميز بحيرة المنزلة أيضًا بكونها لا تسمح بدخول مياه البحر إليها كما أنها تتضمن أراضي زراعية بمنسوب أعلى من منسوب البحر، وهو ما يمثل حائط صد لدخول المياه المالحة إليها، وبالتالي تعتبر بحيرة المنزلة كنزا للثروة السمكية والنباتية والحيوانية والسياحية على حد سواء".

أشار حنفي، لـ"الدستور"، إلى أن "بحيرة المنزلة تعد أيضًا مصدرًا هامًا للمياه العذبة في حالة تم تحلية وتنقية هذه المياه وبكل أسف أصبحت هذه المياه، الآن، مصدرا رئيسيا للتلوث؛ لأنها بجانب مصرف بحر البقر ومصرف زراعي وعدة مصارف أخرى، بجانب العديد من المعوقات الأخرى التي أثرت بشكل سلبي على البحيرة، حيث تأثر نمو النباتات والزراعة في المنطقة سلبيًا وأيضًا ورد النيل وهو ما يعوق حركة الملاحة داخل البحيرة، وبالتالي يؤثر على الثروة السمكية داخلها".

وأوضح "أنه نظرًا لموقع بحيرة المنزلة الاستراتيجي وأهميتها الاقتصادية كان من الضروري أن يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي مشكورًا لتطويرها. وذلك لأنها ملف تنموي متكامل ومتنوع لجني المكاسب منها يتضمن جزءا اقتصاديا وجزءا قانونيا وجزءا اجتماعيا وجزءا تنفيذيا وجزءا تجاريا وجزءا زراعيا".

وأوصى حنفي بأنه "من الضروري وضع قانون أو مشروع قانون للتخلص من التعديات التي تنتهك قوانين تنظيم الصيد واستخدام الصيد الجائر في المنطقة. كما أنه يجب تشريع قوانين تجرم الاعتداء على هذه البحيرة. وأيضًا إلزام الجهات المعنية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بالتأكيد على ضرورة عدم التعدي على هذه المنطقة بأي وسيلة أو شكل كان. كما أنه إذا تم تنفيذ مرافق سياحية حولها ومرافق للصيد مع إنتاج الأصناف السمكية النادرة التي بدأت في الانقراض من هذه البحيرة ستكون بمثابة انطلاقه قوية نحو تنمية الاقتصاد المصري".

وأنهى حديثه قائلًا: "إن تطوير بحيرة المنزلة سيؤدي إلى تحسين وتعزيز ثرواتها المتنوعة التي ستساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصادي المصري من منطقة حيوية لوجستية هامة جدًا في مصر.