رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (1)

عزيزي عمر خورشيد
يتساءل الجميع لماذا أكتب لك. فأجيبهم ولماذا لا أفعل؟!
لا أخفي عليك أنني أحب دومًا الإجابة عن هذا السؤال، أعتبره سؤالي المفضل..!
لأن إجابته ترتبط ارتباطًا وثيقًا بي، وبك، وبلحنك الذي أعشق، وبرصاصتك التي صوبتها لقلبي أولًا، قبل أن ترتد وتستقر في قلوبنا جميعًا.
جذبني لحنك الملحمي، عشت معه  طفولتي، عبرت معه مراحل حياتي المختلفة، تمامًا كأبطال فيلمك الذي أُحِبّ.
شاهدت مراحل تعجب واندهاش الجميع من مراسلتي لك. راقني ذلك.
فكل ما هو غير مألوف محبوب.. لا سيما إذا  كان هذا غير المألوف متعلقًا بك أنت، رمزًا وأيقونة للحب والنصر والحياة!
عزيزي عمر خورشيد
عندما يحدث أمر جلل أجدك مجسدًا أمامي حاملًا جيتارك الذي أُحِبّ وأسمع لحنك الملحمي الذي أعشق في خلفية المشهد.
شب حريق ضخم في إحدى الكنائس في بلدنا الحبيب مصر. عندما  يكون الجرح  قِبْطِيًّا، ولن أقول مَسِيحِيًّا لأننا جميعًا أقباط.. عندما يكون الجرح قِبْطِيًّا، يكون الألم عظيمًا، ويمسنا جميعًا،
لذا نقف جميعًا جنبًا إلى جنب ويدًا بيد.. متناسين من نكون ولا  نتذكر سوي كوننا مصريين.
الأجمل من كل ذلك أن من هب لنجدة هؤلاء، أناس بسيطة لم تفكر، لم تتردد لحظة  فيما  تفعل، حرّكتهم إنسانيتهم ومشاعرهم فقط.

عزاء بعد 40 عاماً.. لغز موت عمر خورشيد يعود للواجهة من جديد - CNN Arabic


وهذا ليس بغريب عنّا.. ولنا  في قصص المقاومة والحرب عظة.. أمثلة عديدة بطلها المصريون دون الالتفات لدين أو لون.
لذا  تجدني على يقين تام من قدرتنا على عبور أي شيء، مهما كان مستحيلًا.
سنعبر الصعاب، وسنجتاز أي محنة بفضل دعوات الطيبين ممن يعيشون بيننا على هذه الأرض التي نعشق.
عزيزي عمر خورشيد
عبور أبطال فيلمك على نغمات لحنك الذي أعشق لم يعد مشهدًا خاصًا بفيلمك الذي أحب، بل أصبح مشهدًا متكررًا في كل تفاصيل يومي، أثناء حديثي مع من أُحِبّ ومع من أختلف ومع من أسرتي.. أثناء  إنهاء  عملي، أثناء ثوراتي..!
لحنك الملحمي الذي أُحِبّ له مفعول السحر، قادر أن  يغير حالتي النفسية من النقيض للنقيض.
ربما لأنك لحنته بروحك وعزفته على أوتار قلبك فأصبح له هذا التأثير المتميز.
لم أكن وحدي من يحب لحن رصاصتك التي لا تزال في قلوبنا وليست جيب بطلك.
كنت أعتقد أنني وحدي من تعشقه، من أثر بي وفي!!
الحقيقة أن هناك من يعشقه مثلي، والأجمل أنه يدمن لحنك الملحمي أيضًا.

https://www.alaraby.co.uk/sites/default/files/1228222586.jpeg


بدأ معه طفولته وعبر معه للمستقبل محققًا أحلامًا ظن أنها بعيدة المنال مثلي تمامًا.
كنت أظن أن من يحبك مثلي شخص توهمت وجوده، شخص خَيَالِي لا وجود له، اختلقته على الورق، وتمنيت أن أجده في الواقع حتى وجدته ووجدني.
لا أخفي عليك، أنت ولحنك الذي أُحِبّ، كنتما سببًا كبيرًا في أن يجد إحدانا الآخر...!
ملهمي صديقي الفيلسوف الذي أثق به تمامًا وأتمنى أن نظل معًا للأبد أنا وأنت وهو.!!
حلم آخر أتمنى أن يتحقق.!
كيف لا أكترث..؟!
ولماذا.. لن أخبرك..!!
سأكتفي فقط بأن أخبرك، بأننا أنا وأنت وهو نسخ مكررة من بعضنا البعض، أنت بحضورك الطاغي الذي يحسدك عليه الجميع وعبقريتك الموسيقية التي خلدتك كأحد أشهر المبدعين، وأنا لأني أراسلك، وهو لأنه شريكي الخفي والأوحد في رسائلي.
نسخة مني، وأنا نسخة منك، أرواحنا واحدة، حُبنا واحد، عشقنا واحد، لك وللحن رصاصتك التي أحُبها، وأحبها من يُحْبَك.
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير دومًا حتى نكون مثلك
وحتى نلتقي.
وإلى لقاء
 

شقيق عمر خورشيد لـ 'النهار': رواية مساعد وزير الداخلية الأسبق خاطئة ومديحة  كامل لم تكن إلى جواره | النهار


ملحوظة:
رسائل لن تصل أبدًا توجهها الكاتبة للراحل "عمر خورشيد"، ليقينها أن لحن فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي، للمؤلف إحسان عبدالقدوس، كان سببًا كبيرًا في تكوين شخصيتها، وشريكًا لها في كل محطات الحياة.. الفيلم إنتاج 6 أكتوبر 1974، كان اللحن بطلًا ورمزًا لمشاهد العبور بالفيلم.. الفيلم بطولة محمود يس ونجوى إبراهيم وحسين فهمي.