رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رفاق الأستاذ».. حكاية نجيب محفوظ ورجل الضباط الأحرار الفنان أحمد مظهر (4)

نجيب محفوظ وأحمد
نجيب محفوظ وأحمد مظهر

"ومن الفنانين الذين عرفتهم واقتربت منهم والتقيت بهم كثيرًا باعتباره من رواد شلة الحرافيش، الفنان أحمد مظهر، وهو من الضباط الأحرار الأوائل على الرغم من أنه حين قامت الثورة كان خارج مصر"..  هكذا حكى أديب نوبل نجيب محفوظ في مذكراته المنشورة بعنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للكاتب والناقد رجاء النقاش. 

وأشار إلى أن الفنان أحمد مظهر كان من نفس دفعة جمال عبدالناصر في الكلية الحربية، وكان له دور في التمهيد لقيام الثورة، حيث اختار تنظيم الضباط الأحرار للاتصال بالدكتور محمد صلاح الدين باشا وزير خارجية الوفد، وكان في الوقت نفسه والد زوجة أحمد مظهر.

كلف تنظيم الضباط الأحرار الفنان أحمد مظهر بالذهاب إلى زوجة الدكتور محمد صلاح الدين باشا برسالة مضمونها يتعلق بالخلاف بينه وبين فؤاد سراج الدين، حيث كان صلاح الدين يتهم فؤاد باشا بالابتعاد عن مبادئ الوفد، وأنه من كبار الإقطاعيين الذين يحاولون أن يجعلوا من الوفد حزبًا مستأنسًا، وعرض الضباط في رسالتهم إلى صلاح الدين القيام باغتيال فؤاد سراج الدين، ولكن صلاح الدين رفض الفكرة بشدة. 

وأكد نجيب محفوظ أن الفنان أحمد مظهر هو أحد مؤسسي "شلة الحرافيش"، بل إنه صاحب هذه التسمية، مضيفًا: "فكما قال لي إنه قرأ هذا اللفظ الحرافيش في كتاب تاريخ قديم، وأعجبه اللفظ فأطلقه على شلتنا لأنه معبر عنها، فالحرافيش تعني الصعاليك، وكنا نحن أقرب إلى هذا المعنى بالفعل، ومظهر بالإضافة إلى ذلك هو من أكثر الفنانين الذين التقيت بهم ثقافة واحترامًا وحبًا للحياة وللوطن".

وأوضح نجيب محفوظ أن الأدب كان السبب الرئيسي لنشأة الحرافيش، فمن خلال مجموعة من الشبان فازوا بجائزة وزارة المعارف في مطلع حياتهم الأدبية تكونت الحرافيش، وضمت؛ عادل كامل وأحمد باكثير ويوسف جوهر ومحمد عفيفي وتوطدت صداقتهم بعد أن أنشأ عبدالحميد جودة السحار "لجنة النشر الجامعيين" وطلب من نجيب محفوظ الاتصال بهذه المجموعة لينشروا أعمالهم من خلال هذه اللجنة، ووافقوا جميعًا على العرض باستثناء محمد عفيفي الذي قرر طبع مؤلفاته على نفقته الشخصية، كما رفض يوسف جوهر لأنه وجد عملية النشر عن السحار غير مجزية من الناحية المادية.

في أحد اللقاءات أخبر عادل كامل بأنه يلتقي ومجموعة من أصدقائه في سهرة أسبوعية منتظمة، وطلب من نجيب محفوظ الانضمام إليهم فوافق، وعندما انضم إليهم وجد بينهم أحمد مظهر وعاصم حلمي وأحمد زكي مخلوف، وتوطدت علاقة "محفوظ" بهم وحرص على حضور الجلسة الأسبوعية، وكان عاصم حلمي يستضيفهم مرة واحدة كل عام في مزرعة يمتلكها بناحية "أسطنها" بمحافظة المنوفية.