رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد سمير أستاذ جراحة القلب: 25 ألف طفل يولدون بعيوب خلقية سنويًا (حوار)

خالد سمير أستاذ جراحة
خالد سمير أستاذ جراحة القلب

أصبحت إصابات الشرايين التاجية من الأمراض التي زادت الأعوام الأخيرة ومن الأمور التي تؤرق الكثير، فمن المعروف أنها تظهر في العمر الكبير نتيجة لترسبات أنواع معينة من الدهون في جدران الشرايين، فيما بعد ذلك يحدث ترسبات من عنصر الكالسيوم.

وفيما يلي "الدستور" أجرت حوارًا مع الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب، فيما يخص الأمراض التي تتعلق بالقلب وكيف يمكن التعامل معها وماذا في جعبة الأطباء من أمور مستقبلية. وإلى نص الحوار:

في البداية.. ما هو السبب في إصابات الشرايين التاجية؟

عضلة القلب من أكثر العضلات التي لا تتوقف خلال عملها، فهي عضلة مستمرة في الانقباضات الخاصة بها، إذا حدث وتوقف الدم أو انخفض في فترات معينة تعاني من نقص الأكسجين، ويحدث حينها نوع من موت الخلايا أو ما يُسمى (الجلطة).

يوجد بمصر حوالي ثلاث أرباع مليون مصاب بأمراض القلب، وهذه نسبة كبيرة، وأغلب الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية بالقلب، إما تحدث الوفاة أو تحول الطفل لمُعاق، فهناك ما يسمى بالإعاقة القلبية، وهى عدم قدرة الطفل على بذل المجهود.

وهناك من 10 إلى 15 مليون مريض ضغط وسكر، وفي مرحلة ما من حياتهم سيتعرضون إلى مشاكل في القلب في أغلب الحالات.

لماذا يُصاب الشخص في سن مبكرة بإصابات الشرايين؟

هناك أسباب وراثية تصيب الشرايين نفسها، مما يعمل على اضطراب نسب الدهون في الدم، ومنها لحدوث ترسبات زيادة في عمر مبكر، مما يؤدي لحدوث مشاكل في شرايين القلب في سن الـ30.

الرجال أم السيدات.. أيهما أقرب للإصابة بوجود مشكلات في الشرايين؟

الرجال والنساء، ولكن عند مرحلة ما بعد انقطاع الطمث عنها فما يحمي النساء مرحلة التغييرات في الهرمونات بشكل طبيعي.

وماذا عن إصابات الأطفال؟

هناك أمراض في الشرايين التاجية في الأطفال، فيحدث أن تكون الشرايين خارجة من أماكنها غير الطبيعية، وتختلف درجاتها بحسب كل حالة، وهناك الحالات الوراثية منها.

فيما يخص الأطفال ماذا عن نسبة المصابين بعيوب خلقية في القلب؟

تعد أكثر المشكلات التي تواجه الأطفال وجود عيوب خلقية في القلب، فهناك حوالي 25 ألف طفل كل عام يولدون مُصابون بعيوب خلقية، وهناك من يُصاب بأمراض القلب التطورية بعد الولادة بفترة، وهناك أمراض أخرى تنتج بسبب العدوى البكتيرية أو عدوى فيروسية.

ونسبة 1% من الأطفال من المواليد معرضون لأمراض القلب بمختلف أنواعها.

هل يمكن للضغوط النفسية والحزن أن تتسبب في مرض القلب؟

لا يمكن أن نقتصر عاملًا واحدًا يكون السبب في الإصابة، فهناك استعداد يكون في المريض، وتأتي العوامل لمساعدته في الظهور، والعوامل هي الضغوط النفسية، الشراهة في التدخين، طريقة التغذية وضغوط العمل، وبذل المجهود بشكل مبالغ فيه.

ماذا عن تاريخ جراحات القلب؟

عام 1944 تاريخ أول عملية لها علاقة بجراحات القلب، وقبل ذلك كانوا يعتبرون القلب خط أحمر العضو الذي لا يمكن المساس به خلال الجراحات، أما في الخمسينيات الأمر تطور وأصبح الأطباء يفكرون في كيفية عمل دورة دموية تحافظ على الجسم خلال العمل الخاص بالأطباء داخل القلب.

فأُجريت أول عملية جراحة القلب لطفل، وتم تخدير الطفل والأم وأصبحت الأم تغذي طفلها كما لو كان في بطنها بالدم الشرياني حتى الانتهاء من عملية القلب، أي ما يُسمى (الدورة الدموية التشاركية).

متى تم اللجوء إلى الأجهزة الصناعية للقلب؟

في الستينيات تطور الأمر، وتم دخول جهاز صناعي، حتى تم الوصول للصمامات الصناعية والبيولوجية، ومن ثم العمليات الخاصة بالشرايين التاجية في السبعينيات تم تطويرها إلى أن وصلنا لفكرة عمليات نقل القلب.

هل تم وصول عمليات نقل (زراعة) القلب لمصر؟

الدولة الوحيدة في العالم التي لا تقبل بإجراء عمليات زراعة القلب هي مصر، لأسباب من وجهة نظري لا تتعلق بدين أو بعلم، فبعض الأشخاص يطلق عليهم (شيوخ) حرموا عمليات نقل القلب، كل أعضاء الجسم التي تحتاج للتبرع من متوفين من الضروري أن يتم نقلها لإنقاذ حياة المريض، وهذا لا يتم.

فنجد أن الفراعنة كانوا يقدسون جسد الشخص المتوفى، بل تم بناء الهرم بمشقة وتعب بخلاف ما تم صرفه من أموال وقتها حتى يحافظون على الجسد، فكيف يمكن إقناعهم بفكرة نقل الأعضاء!

من هي أشهر الدول العربية التي تقبل بذلك؟

السعودية نفسها تقبل بذلك منذ عام 1986، ودولة إيران من أكثر الدول التي تُصدر أعضاءً بشرية.

وماذا عن أحدث ما توصل له العلم في اكتشاف أمراض القلب؟

يعملون الآن على أبحاث ودراسات جينية يتم من خلالها معرفة درجة استعداد الطفل لبعض الأمراض.