رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمين «البحوث الإسلامية»: وثيقة الأخوة الإنسانية تكفل للمجتمعات حرية الأديان

د.نظير عياد
د.نظير عياد

قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن وثيقة الأخوة ليست وليدة اليوم، وإنما هي امتداد لوثيقة المدينة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم مع جميع فئات المجتمع في المدينة ليتحقق السلم المجتمعي.

ولفت "عياد"، إلى أن الدين جاء ليحقق مصالح العباد، وما تتهم به الأديان من عنف أو رذائل كلها افتراءات والأديان منها براء، لأنه من غير المعقول أن تحمل الأديان في نصوصها دعوات للرحمة والتعايش ونبذ العنف وفي نفس الوقت تكون مصدرا لتأجيج الصراع.

أضاف عياد، خلال محاضرة بجناح حكماء المسلمين بمعرض الكتاب الإسلامي ٢٠٢٢ بإندونيسيا، أن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت ضمن لقاءات متعددة، حيث خرجت مشتملة على جملة من البنود المهمة والتي عند مراعاتها تكون المحافظة على تقدير الأديان، وعند الخروج عليها وازدرائها يكون التحقير والتطاول على كرامة الإنسان.

 وأوضح أن الوثيقة بما تحمله من بنود مهمة ترسخ لمفاهيم المواطنة والتعايش السلمي، وتكفل للمجتمعات حرية الأديان وتوفر لها عوامل الأمان والسلمي النفسي والمجتمعي، بما تحمله من قيم وأخلاق تسهم في التعايش المشترك بين بني الإنسان ورفضها الإرهاب. 

ونوه بأن الوثيقة تتعلق بالأديان وقدسيتها وموقفها خصوصًا وأن الأديان تدور محاورها بشكل عام حول علاقة الإنسان بخالقه وعلاقة الإنسان بنفسه وعلاقته ببني جنسه وعلاقته ببقية المخلوقات، وهو أمر لا شك أنه مهم؛ لأن هذه العلاقات متى ضُبطت بضوابط دينية واقترنت بنتائج إيجابية في الدنيا والآخرة كان ذلك أدعى للإقدام عليها والتمسك بها والعمل لأجلها، مؤكدا أنه لا تتوقف الأهمية عند هذا الحد، بل تتجاوزه عندما تصدر هذه الوثيقة من خلال رمزين من رموز الأديان في العالم: فضيلة الإمام الأكبر، وقداسة البابا فهذا يؤكد على أهمية هذه الوثيقة لأنها تكشف عن نظرية الأديان للأمور بشكل صحيح وهو ما يدفع إلى احترامها وتقديرها حق تقديرها.

من جانبها، أشارت الدكتورة نهلة الصعيدي، إلى أن الوثيقة لاقت تقديرًا عالميًا كبيرًا مما يؤكد على أنها مشروع واقعي من أجل حياة إنسانية متكاملة، مضيفة أن الوثيقة رسمت علاقة البشر بأنفسهم من أجل نشر السلام والعدل بين الناس، والاهتمام بالمرأة والطفل، والعمل على نشر المودة والرحمة والإنسانية بين الجميع. 

وذكرت أن العالم كله بحاجة اليوم إلى وثيقة الأخوة الإنسانية ‏التي ‏جاءت موجهة للفقراء والمظلومين والبائسين، والأرامل والمساكين، بل لجميع ‏البشر، وهي مستمدة من شريعتنا الغراء، وإذا كان العالم اليوم يريد تحقيق السلام ‏‏العالمي وسلامة الأوطان، فإن ذلك لن يكون من دون العودة الحقيقية إلى الدين، ‏وأي تصور ‏لحضارة دون الدين هو سراب، فلا بد أن يكون الدين قائمًا في حياة ‏الإنسان كلها.‏