رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحساني حسن عبدالله: كنت من صفوة العقاد وأثبت لصالح جودت أنه مخطئ

الحساني حسن عبدالله
الحساني حسن عبدالله

رحل اليوم عن دنيانا الشاعر الحساني حسن عبدالله، وذلك عن عمر ناهز الـ 86 عاما، والحساني حسن عبد الله، ابن الأقصر وابن عم يحيي الطاهر عبدالله ورفيقه في الكرنك قبل أن ينتقل كلاهما للقاهرة ويكملا رفقتهما، كان أحد خواص ندوة العقاد وتلميذه، عمل "عبدالله" بالتدريس قليلا وقضى بعض الوقت في السعودية، وعاد ليعمل في مجلة "المجلة" مع يحيى حقي، ثم انتقل للجنة القراءة مع نجيب محفوظ بهيئة السينما.

صالح جودت اتهمني بأنني مخطئ فأظهرت له العكس

وكانت "الدستور" قد التقت الحساني حسن عبدالله والذي قال: عرفت صالح جودت عن طريق يوسف السباعي، وكان عامر العقاد ابن أخى العقاد الكبير على علاقة بكليهما، كنت قد جهزت ثلاث قصائد، وقلت لعامر أن يرسلهم لصالح جودت لينشرها في مجلة الزهور وهي الملحق الخاص بمجلة الهلال، لأنه كان يعمل رئيسا للمجلة والتي تصدر عن دار الهلال.

وتابع عبدالله: وقرأهم جودت واتهمني بأنني مخطئ في تقطيع الأبيات عروضيا، وكتب بخط يده "تقطيع"، وكان مخطئا"، وجائني عامر وقال لي إن جودت قال له: "صاحبك الحساني لا يعرف كيف يكتب الشعر"، فاندهشت جدا، فأخبرته أنني أريد أن أقابل يوسف السباعي، فقال لي تعالى معي غدا فنقابله معا.

وواصل عبدالله: وبالفعل ذهبت مع عامر العقاد وجلست مع يوسف السباعي، وعرفني به، فأخرجت الثلاث قصائد وقلت للسباعي إن صالح جودت لا يراني شاعرا وكتب تقطيع على الأبيات، وأنا أريد منك أن تهاتف صالح جودت وتطلب منه المجئ الآن، وسأثبت لك أنه مخطئ تماما، وقلت له إن هناك مشكلة صغيرة لأنهم يقولون إن العروض علم صعب وأنا قول لك إنه علم سهل جدا، ويمكنني أن أشرح لك قصة هذا البيت الآن، ومد السباعي يده ولملم الثلاث القصائد وقال لي اتركهم لي.

وأكمل عبدالله: وبالطبع تحدث مع صالح جودت ونشرت القصائد في ملحق الزهور، ولكني كنت غاضبا من صالح جودت، وفي مرة دعاني يوسف السباعي للقاء وفد روسي في دار الأدباء، وذهبت بالفعل ووجهت للوفد سؤالا ولاحظت أن صالح جودت متواجد، وبعد نزولنا أشار لي جودت وقال لي تعال يا حساني، وتحدث معي وقال لي أنت غاضب مني لأني تحدثت معك عن العروض، أنت استاذنا يا حساني، وضحكت لأنه قال ذلك لأن السباعي تحدث معه، وأصبحت بعد ذلك صداقة وطيدة بيني وبين صالح جودت.

للعقاد قيلولة مقدسة وكنت من صفوته

وعن معرفته بالعقاد حكى الشاعر الكبير الحساني حسن عبدالله: "دخلت دار العلوم عام 1955، كنت أعرف العقاد قبل دخولي دار العلوم، ولكن في الكلية وجدت له صيتا قويا فيها، فأضمرت في نفسي أن أزوره، وتأخرت الزيارة إلى خريف عام 1958، وبت يوما بنية أن أذهب إليه صباحا، وجهزت نفسي للزيارة، كان العقاد يومها يسكن بمنطقة "روكسي" وبالفعل ذهبت إليه، وطرقت باب بيته وفتح لي أحمد حمزة طباخ العقاد والذي كتب عنه في كتابه عالم السدود والقيود، وكان العقاد يسميه الشيخ أحمد، وأشار لي بالدخول، وكنت أول الذاهبين إلى ندوته في الثامنة مساءً، ولم يكن هناك أحد بعد".

وأضاف عبدالله: "وجاء العقاد وقال لي "أهلا يا مولانا" - كانت طريقته أن يقول لكل شخص أهلا يا مولانا - وأكمل "من أي معهد أنت" قالها بطريقة معربة وأضاف التنوين، فقلت له دار العلوم، واثنى عليها وقال:"إنها حريصة على علوم اللغة العربية"، وبدأ رواد الصالون في المجئ، وكان معنا من تلاميذ العقاد محمد خليفة التونسي، وأحمد إبراهيم الشريف وهو من أقارب العقاد، ومحمد حسين سباق، وأحمد إمام، وعثمان أمين وكان يأتي أحيانا نظمي لوقا وغيرهم.

وتابع: "ومن هنا بدأت علاقتي بالعقاد وتوثقت بمعرفتي بعامر العقاد ابن اخ العقاد، ودعاني عامر للجلسة التي يعقدها الأستاذ في الشقة الأخرى المقابلة، وسبب الشقة الأخرى لأن الكتب زادت عن الحد فأخذ شقة مجاورة ووضع فيها الكتب الزيادة وحتى الشقة الجديدة التي استأجرها امتلأت مرة أخرى بالكتب أيضا فيما بعد.

وواصل: "كانت هناك مجموعة مختارة يأنس بهم العقاد بعد العصر، أي بعد قيلولته المقدسة، ويشرب قهوته معنا، وكنت من حضور هذه الجلسة الخاصة، وكانت للصفوة من الذين يحبهم