رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النجاح على طريقة الملياردير هنرى فورد: «الفشل فرصة لبداية أكثر ذكاءً»

هنرى فورد
هنرى فورد

هنرى فورد، هو مؤسس شركة فورد للسيارات الأمريكية، المعروف على نطاق واسع ليس فقط بإنجازاته ولكن بطريقته فى التفكير والقيادة، حيث يمتلئ إرثه باقتباسات وذكريات رائعة تشير إلى فلسفة قوية لريادة الأعمال.

غالبًا ما يُنسب الفضل إلى هنرى فورد باعتباره الرجل الذى اخترع السيارات، ولكن هذا ليس صحيحًا تمامًا، لأنه كان شغوفًا جدًا بالسيارات، وكان له دور فعال فى إدخالها للثقافة الأمريكية والعالمية.

فشل «فورد» عدة مرات قبل أن ينجح فى النهاية، مثل هذا المسار شائع بشكل لا يصدق بين رواد الأعمال، يميل البشر إلى التقليل من شأن إخفاقاتهم، ولكن الحقيقة هى أنه لا يوجد شخص محصن ضد الفشل، وهذا أمر جيد، لأن الفشل مجرد فرص مقنعة للنجاح، أو كما قال ذات مرة: «الفشل هو ببساطة فرصة للبدء من جديد، هذه المرة بشكل أكثر ذكاءً».

بطبيعة الحال، لا أحد يحب تجربة الفشل، إنه أمر مزعج للغاية، ومع ذلك لا يمكننا الاستفادة إلا من تغيير الطريقة التى نميل بها إلى التفكير فى الفشل.

ينصح «فورد» فى أوقات الإخفاق بالتركيز على المكاسب الفكرية بدلًا من التركيز على خيبة الأمل العاطفية، ويرى أن كل فشل يتضمن معلومات قيمة، وأنه علينا أن نسأل أنفسنا فى كل مرة نخفق فيها: ما الخطأ الذى ارتكبناه؟ كيف يمكننا التعامل مع الأمور بشكل مختلف فى المرة المقبلة؟

الإخفاقات من وجهة نظر الملياردير الأمريكى شكل من أشكال التعليقات التى نتلقاها فى سياق تجربة الحياة.

يقول: «تُعلمنا الإخفاقات ما لا يصلح لنا، إذا فشلنا فى الاستفادة من الدرس، وواصلنا تكرار الأخطاء نفسها، فعندئذ فإنه محكوم علينا بالفشل حقًا، ولكن إذا استوعبنا الدرس وعدلنا مسارنا، واكتسبنا عادة مراجعة القرارات والمسارات عند حدوث الفشل، فإننا سنحظى بفرصة النجاح حقًا فى النهاية».

ومن أقواله أيضًا: «آخر شىء يريده رائد الأعمال هو الانزلاق فى فخ الظهور بمظهر مثير لإعجاب الآخرين دون وجود أشياء قيمة خلف الأبواب المغلقة، لأن الجودة تعنى القيام بما تريد بشكل صحيح عندما لا ينظر أحد إليك».

فى عام ١٨٩٢ تمكن «فورد» من صناعة أول سيارة مزودة بمحرك بقوة أربعة أحصنة وأسطوانتين، قطر كل منهما بوصتان ونصف البوصة، ثم فى عام ١٩٠٣ تمكّن من إنشاء شركته الخاصة «فورد العالمية للسيارات»، وأنتج أول سيارة تحت اسم A١٩.٣، وعمل رئيسًا لمهندسيها، فحقق الكثير من النجاح المستحق، بعد أن ذاعت شهرته عالميًا وجنى ثروة بلغت ٦٧.٢ مليار دولار.

هناك قصة رائعة عن «فورد» تشرح طريقته لاختيار الملابس، فقد كان من المعروف عنه تواضعه، وأنه يرتدى ملابس بسيطة وغير رسمية، وذات يوم سألته سكرتيرته لماذا لا ترتدى ملابس أكثر رسمية؟ فاستهزأ «فورد» بالاقتراح، موضحًا لها أن الجميع يعرفون بالفعل أنه «فورد»، لذلك لم يكن مطلوبًا منه التأكيد على هذه الحقيقة، وقال: «العمل الذى لا يجنى صاحبه من ورائه سوى المال هو عمل ضعيف».

كان «فورد» يؤمن بأن الكثير من الشركات تستهدف فى الأساس الاستيلاء على الأموال فقط، أو اللعب على دوافع الناس الأضعف، أو الأسوأ من ذلك احتياجاتهم المباشرة والملحة، لذا حرص على ألا يكون فقط ذلك الرجل الذى كسب المال فحسب، لكنه جعل الناس يتذكرونه بأنه الرجل الذى أهداهم سيارات رائعة وفريدة من نوعها.