رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس عمليات الثورة

نجل زكريا محيي الدين يروي ذكريات والده مع «23 يوليو»

نجل زكريا محيي الدين
نجل زكريا محيي الدين

قال النائب السابق محمد زكريا محيي الدين، نجل زكريا محيي الدين، عضو تنظيم الضباط الأحرار ورئيس عمليات حركة 23 يوليو، إن الحركة واجهت صعوبات كثيرة وكانت نسبة النجاح ضئيلة وشبه معدومة ونتيجة للحظ والظروف وتقاعس الآخرين تم تحقيق النجاح.

وأشار في حواره لـ«الدستور» بمناسبة الذكرى الـ70 للثورة، إلى أنه قد عُهد إلى والده أن يضع خطة الحركة والسيطرة على الجيش وكان رئيس العمليات الخاصة بالحركة، منوهًا إلى أنه كانت الكتيبة 13 هي العمود الفقري لكل التحركات التي تمت.

وكشف أن استقالة والده التي قدمها لعبد الناصر، من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية في 1968، جاءت بسبب الخلاف في كيفية إدارة المرحلة اللاحقة لنكسة 67 ووجود رغبات إصلاحية لديه مختلفة عن رؤية عبد الناصر.

 

  • ما هي أسباب نقص المعلومات والتصريحات الصادرة عن الوالد؟

عادة الوالد أنه لا يدلي بتصاريح أو يكتب مذكرات وعزف عن المشهد السياسي تمامًا بعد 1968، ورفض أي مطالبات بكتابة مذكرات أو حتى الإدلاء بتصريحات إعلامية عن أحداث وأشخاص عاصرهم.

  • حينما كانت تأتي ذكرى الثورة.. ما الذي كان يرويه الراحل لأسرته؟

الوالد كان كتومًا للغاية حتى مع أسرته، ولكن عندما كان يتحدث قص علينا ببساطة شديدة أنه لم يكن في تنظيم الضباط الأحرار الأصلي، وانضم قبل الحركة بـ3 أشهر فقط، حيث دخل التنظيم من خلال صلاح سالم، وكان له علاقة سابقة بجمال عبد الناصر، الذي كان يعرف جميع أعضاء التنظيم وحده.

عُهد إلى الوالد أن يضع خطة الحركة والسيطرة على الجيش وكان رئيس العمليات الخاصة بالحركة، وكانت الكتيبة 13 هي العمود الفقري لكل التحركات التي تمت لاحقًا، وهي الكتيبة التي كان أركان حربها صلاح نصر وقائدها أحمد شوقي، الذي انضم قبل الحركة بأيام.

  • ما الذي حدث يوم الحركة؟

ليلة 23 يوليو، عندما كان يخرج الوالد من الكتيبة 13 بسيارة جيب، يقودها جمال حماد، تفاجئوا بوجود البوليس الحربي، وطالب الوالد جمال حماد قائد السيارة بأن يهدئ سرعته حتى رأى أن قائد البوليس الحربي هو حسن عبد الوهاب، وكان دفعته وطلب منه أن يركب معهم "واقفًا على السيارة".

دار حوار مع عبد الوهاب، الذي تساءل عما يتم وما يحدث داخل الجيش، ولم يجيب عليه زكريا محيي الدين إلا بعدما تخطى طابور البوليس الحربي، حتى يضمن عدم وجود أي عراقيل أو اشتباك، ووصلوا إلى قيادة المدرعات بعد القبض على حسين حشمت، قائد سلاح المدرعات، عندما انتبه “عبد الوهاب” إلى أن الأمر كبير وخطير، تساءل مجددًا عما يجري، فأخبره محيي الدين، عن الأمر وطلب منه أن يتجاهل أي معلومة.

  • بما أن الوالد كان مسئول العمليات ليلة الحركة.. ما هي الصعاب التي واجهته؟

الأمر برمته صعوبات ونسبة النجاح كانت ضئيلة وشبه معدومة، ونتيجة للحظ والظروف وتقاعس الآخرين تم تحقيق النجاح.

مثلًا تحرك يوسف صديق قبل الموعد المحدد بساعة ووصوله لقيادة الجيش وإلقائه القبض على القيادات بضربة واحدة، بالإضافة إلى تقاعس الناحية الأخرى حيث أنه في القراءات اللاحقة روى مرتضى المراغي وزير الداخلية وقتها أنه حاول الاتصالات بالملك وحيدر باشا وزير الحربية وكل القيادات يخبرهم بأن هناك تحرك في الجيش ولكن لم يرد عليه أحد حتى الصباح، وحينما علم القادة بأن هناك تخطيط لشيء خطير يتم داخل الجيش، وتجمعوا تم القبض عليهم من قبل يوسف صديق.

حتى حسين حشمت قائد سلاح الفرسان والشهير بقوته، حينما ذهب إلى السلاح، ووجد أن سيارة تقف أمام المقر بها إبراهيم العرابي، فتساءل عن سبب وجوده ورد عليه بأنها تعليمات وتم إضاعة وقت في الحديث معه مؤخره عن الانضمام إلى باقي القيادات حتى تمكن حسين الشافعي وثروت عكاشة من القبض عليه، ولو كان دخل كان أفسد العملية برمتها.

وجراء التخوفات، تم تكليف والدي بمهام أمنية لتأمين الثورة، حيث تولى رئاسة جهاز المخابرات الحربية وبعدها وزير الداخلية.

  • ما الذي فعله الوالد بعد تكليفه برئاسة الجمهورية بعد تنحي عبد الناصر؟

والدي لم يتولى رئاسة الجمهورية لمدة يومين كما يتداول ولم يحلف اليمين وكان الوالد في الإسماعيلية لتنظيم المقاومة الشعبية من 8 مايو حتى نهاية اليوم التالي وخطاب عبد الناصر في نوفمبر 67 يحكى دور الوالد في هذه الفترة وأنه كان مسئول عن المقاومة، وحينما حضر إلى القاهرة ذهب إلى منزل عبد الناصر، وسجل فى بيت عبدالناصر رفضه تولى الرئاسة من خلال خطابًا لكن لم تتم إذاعته.

  • حينما كانت تأتي ذكرى النكسة ما الذي كان يحكيه الوالد؟

والدي نبه عبد الناصر، بعدم جاهزية القوات للحرب، وطالب بتغيير قادة الأسلحة، لكن تم رفض الأمر، ولكن النكسة أظهرت أن موقفه كان سليمًا، وبعد الكارثة غاب عن المنزل لمدة أسبوع ودخل في حالة من الحزن بسبب الهزيمة ورغبة جمال عبد الناصر في التنحي، وطالبه بالتراجع عن قرار التنحي.

  • ما هي شهادة الوالد في حق عبد الحكيم عامر؟

لهذا السبب لم يقبل الوالد كتابة أي مذكرات وفضل احتفاظه بالأحداث ومواقفه من الأشخاص لنفسه فقط دون أن يبوح عنها لأحد أو يحرص على تدوينها لاحقًا، ولم يستجب لأي محاولات تمت معه حتى يتحدث.

  • ما هي أسباب استقالة الوالد الذي ذكرها لكم.. وما الذي كان يفعله منذ ذلك التاريخ؟

خلاف في كيفية إدارة المرحلة اللاحقة لنكسة 67 ورغبات إصلاحية مختلفة عن رؤية عبد الناصر وقتها، ومنذ 1968 عاد الوالد إلى كفر شكر وتحول إلى فلاح يزرع ويربي فقط وابتعد عن المشهد تمامًا، وأثرت تربيته العسكرية في رفض البوح بأي تصريحات أو كتابة مذكرات رغم المطالب الكثيرة.