رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسين حمودة: نجيب محفوظ لم يكتب مجبرًا وما تردد يتنافى مع طبيعته الإبداعية

الناقد حسين حمودة
الناقد حسين حمودة

جدل بين أوساط المثقفين أثارته صفحة تحمل اسم الكاتب محمد حسنين هيكل بعد أن أعادت نشر تقرير من مدونة مجهولة حول إجبار هيكل، الأديب نجيب محفوظ على كتابة رواية "أولاد حارتنا" لينشرها بجريدة "الأهرام"، وهو ما دفع الأزهر الشريف لمقاضاة نجيب محفوظ ووقف نشر الرواية.

 وقال كاتب التدوينة إن هيكل أصبح في مواجهة الأزهر الشريف المعارض ونجيب الجبان، والشعب المذهول من نقد المقدس بهذا الشكل المباشر، وهذا العنف غير المعتاد في بلدان الشرق، وماطلت جريدة الأهرام التي نشرت الرواية كاملة تحت حماية هيكل. 

ولم يسلم الكاتب زكى نجيب محمود من نشر أخبار وأكاذيب عنه والتي جاءت كالتالي: "إنه غير عنوان كتابه من "خرافة الميتافيزيقا" لـ"موقف من الميتافيزيقا"، لأنه ارتد عن أفكاره فهو أيضًا غير صحيح".

وحول هذه الواقعة عقب الناقد الكبير حسين حمودة، قائًلا: "إن "الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أجبر الأديب نجيب محفوظ على كتابة رواية "أولاد حارتنا" لينشرها بجريدة الأهرام"، مجرد كلام مرسل، كما يقال، لا يستحق التوقف عنده كثيرًا، وربما لا يستحق عناء نشره ولا عناء قراءة الرد عليه! وفيما يخص ما يتعلق بنجيب محفوظ من هذا الكلام لا أعرف ما هو مصدره. 

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" فنجيب محفوظ، مع هذه الرواية، ومع غيرها في كل عمل من أعماله، لم يكتب مجبرًا من قبل أي أحد، وإنما كان يكتب مدفوعًا بما يريد أن يكتبه وأن يقوله وأن يصوغه على المستوى الجمالي.

وتابع: "وهذا التصور عن الدفع به لكتابة "أولاد حارتنا" ضد طريقة نجيب محفوظ ومنهجه في الإبداع ابتداء هو صاحب رؤية وتصور، وصاحب تجربة إبداعية تنتمي لمشروع كبير قام على نوع من التطور والتسلسل، ابتداء من أعماله الأولى ثم خلال "المراحل" المتعددة التي مر بها وحتى آخر ما كتب".

وأكمل حمودة: "بالتالي فكل عمل كتبه ينتمي موقعه في مسيرة محفوظ.. أي إلى حلقة من حلقات تنامي تجربته بوجه عام..وموقع "أولاد حارتنا"، تبعًا لهذا التنامي، يأتي بعد رواياته التي سماها بعض النقاد بـ"الواقعية"، وبعد توقفه عن الكتابة ليبلور وجهة نظر فيما أحدثته "ثورة يوليو" من تغييرات في المجتمع، وهذه الرواية تمثل محطة من محطات تأمله لقضايا تتجاوز الاهتمام بفترة بعينها من فترات التاريخ المصري الحديث، أي تنتمي إلى رؤيته للقضايا العابرة للأزمنة، هكذا كانت اختياراته، وهذا كله لا يمكن أن يتم وهو مجبر على هذا التأمل ولا على هذه الرؤية ولا على هذه الاختيارات".

وأشار إلى أنه باختصار مثل هذا الكلام المرسل يتنافي وطبيعة إبداع محفوظ، بل ويتنافي وطبيعة الإبداع  الحقيقي بوجه عام.

56405629_2328489277408507_3744389743199125504_n
56405629_2328489277408507_3744389743199125504_n