ياسر رشاد عبدالعال: هناك خلط بين الفلكلور وملكية الأشخاص.. وفن الجنوب مهدد
هناك خلط كبير بين الفلكلور والتراث وما بين غناء الناس في الجنوب، فالبعض يظن أنه من تكرار بعض الأغنيات فهي من الفلكلور، وهذا خطأ كبير، لأن الفنان الجنوبي كان يرتجل على المسرح، وهناك فنون كاملة قائمة على الارتجال، مثل فن الكف الجنوبي، والكف هو أن يقف الفنان على المسرح ويصطف أمامه "الكفافة" وهم أربعة أشخاص وربما أزيد قليلًا، ويبتكرون هؤلاء مذهبًا غنائيًا من أربع شطرات، وواجب على الفنان أن يكمل من عنده ويرد عليهم بنفس أسلوب مذهبهم، ومن هنا فإن الفنان البارع هو من يكون لديه ذخيرة وقاموس جنوبي ووعي بهذا الفن، ويمكنه الغناء بأكثر من طريقة على عشرة مذاهب أو عشرون مذهبًا في بعض الأحيان لفرق الكفافة التي تأتي من كل القرى للفنان.
الفلكلور معرض كثيرًا للاستخدام بطرق مختلفة، والغناء فيه والتجويد أحيانًا على مذاهبه، ولكن الملكيات الخاصة للأفراد من الغناء والتي تستخدم أحيانا تحت مسمى "تراث" جعل الكثير من أغنيات أهل الجنوب توظف في أغنيات دون علم أصحابها، ودون علم من يقومون بغنائها أيضًا، وبالتالي تطرح بين الحين والآخر قضية الفلكلور والتراث وحماية الأرصدة الغنائية للفنانين من الجنوب، ومنع الزج بأغنياتهم تحت هذا المسمى، والذي يتيح لكل شاعر أن ينهل منها دون وجه حق.
وفي هذا الصدد تواصلت "الدستور" مع الفنان ياسر رشاد عبدالعال، والذي قال: "التراث ليس موثقًا وصعب حصره بالفعل، والكفاف حين يقف أمام المطرب ويذكر خانته في الأفراح يصبح الأمر غير موثق، وغير مصنف، وبالتالي يضيع حقه".
وأضاف "عبدالعال" في تصريح خاص لـ"الدستور": "بالتالي لا بد من تصنيف النصوص أولًا، والحفلات ليست تصنيفًا في حد ذاتها، وبالتالي معرضة للسرقة، وسرق منها الكثير بالفعل".
وأكمل: "لا بد من توثيق النصوص، والتوثيق هو أن تاخذ المذهب وما قيل عليه وتدفع له رسوم في الشهر العقاري، وفي الفترات القديمة لم يكن أحد من المطربين مهتم بهذا الأمر، ما عدا الذي سجل أغنياته أو كلماته في شركات كاسيت لأن هناك تنازلات، وغير هذا وما قيل في الأفراح والحفلات لا يعتبر موثقًا، وبالتالي هناك قصور كبير في هذا الأمر".
ويستطرد: "ما قاله أبو برين والعجوز ورشاد عبدالعال وغيرهم، معرض للسطو في أي لحظة، وبالتالي يعتبره الكثير فلكلور أو تراث بشكل خاطئ، ولكن إن لم يسجل في شرائط كاسيت فلن تستطيع أن تثبت شيئًا، هم كانوا يرتجلون في الحفلات، والحفلات ليست مصدرًا للتوثيق في حد ذاتها".
