رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اتهام أوبر

550 دعوى قضائية ضد «أوبر».. حكايات التحرش داخل سيارات النقل الذكي

أوبر
أوبر

دفع خوف ندى.م، عشرينية من القيادة إلى الاستخدام الدائم لشركات النقل الذكي في مصر، والتي تعددت تطبيقاتها خلال السنوات الأخيرة وتنافست، إلا أن آخرة مرة استخدمت فيها سيارات تلك الشركات كانت منذ عام حين عقدت العزم على عدم استخدامها مرة آخرى نتيجة محاولة تحرش تعرضت لها.

تتذكر ندى: «كان وقت رمضان وكنت معزومة على الفطار ونزلت قبل آذان المغرب بحوالي نصف ساعة، وكانت الشوارع فاضية وقتها وطلبت سيارة من أحد أبلكيشنات النقل الذكي وفضلت منتظرة حوالي ربع ساعة لحد ما جه وكان راجل كبير في السن».

سائق يتحرش بندى: «قاطعت شركات النقل الذكي من يومها»

توضح أنه ظل يجول بالسيارة في شوارع مختلفة عن مسار الرحلة وحين سألته أجابها بأنه طريق مختصر، ثم أوقف السيارة بشكل مفاجئ وطلب منها النزول من أجل إصلاح بعض الأعطال بها: «بدأ يعلق على لبسي وشكلي وإني حلوة بدأت اتوتر وأقوله إني مستعجلة».

بعد برهة من الوقت ظل فيها السائق بحسب رواية ندى يجول حول السيارة دون أن يصلح بها شيء: «فوجئت أنه بيمسكني من إيدي وقتها صرخت وبدأ الناس تتلم ومن الخوف سبته معاهم وطعلت عمارة قريبة كأني بستخبى وبعد مشادة بين السواق والناس مشيوا كلهم ووقتها نزلت من العمارة وأنا بعيط وخايفة أنه يرجع».

550 دعوى قضائية تتهم «أوبر» بالتحرش بالراكبات

ندى واحدة ضمن فتيات كثيرون يتعرضن للتحرش اللفظي أو الجسدي داخل سيارات النقل الذكي في مصر وربما العالم، إذ تنتشر كل فترة حكايات عن التحرش عبر تلك التطبيقات، منهم 550 امرأة رفعن دعاوى قضائية ضد شركة «أوبر» أحد أشهر الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية.

النساء اتهمن الشركة بتهم الاعتداء الجنسي عليهن، وزعمت راكبات أوبر المشتكيات بأنهن تعرضن «للاختطاف، الاعتداء الجنسي، التعنيف الجنسي، الاغتصاب، الاحتجاز، المضايقات، والتحرش، أو الاعتداء على يد سائقي أوبر».

وردت الشركة عليهن بتأكيدها أن: «الاعتداء الجنسي جريمة مروعة، وإننا نتعامل مع كل شكوى بجدية، ليس هناك ما هو أهم من السلامة، لذلك وضعت أوبر خاصيات سلامة جديدة، وتدابير الحماية، كما أنها أصبحت أكثر شفافية بخصوص الحوادث الخطيرة، لا يمكننا التعليق على القضايا محل النزاع حاليا، لكننا مستمرون في جعل مسائل السلامة مركز اهتمامنا».

وأعلن محامي الشاكيات أن 150 تهمة محتملة أخرى يجري التحقيق فيها، متهمًا الشركة بإنها كانت على علم منذ 2014 أن سائقيها يعتدون جنسيًا ويغتصبون الراكبات وأن أوبر أعطت الأولوية للنمو بدل السلامة.

توضح ندى أنها قدمت شكوى لدى الشركة التي تحفظت على ذكر اسمها، إلا أنها لم تلق اهتمامًا منها مع وعود بإتخاذ الاجراءات اللازمة: «وقتها تواصل معايا مسؤول من الشركة وقالي أن مفيش دليل على كلامي لكن هنفتح تحقيق».

لم تستطع ندى الإفصاح عما حدث لذويها وكذلك تقديم محضر في الشرطة ضد ذلك السائق، بالرغم من أنها لديها بياناته كاملة: «فضلت فترة اتابع الشكوى من خلال رقمها مع شركة أوبر، لكن مفيش جديد ولا أي حاجة حصلت وممكن يكون السواق إلى الآن شغال معاهم».

حجم النقل الذكي والتشاركي في مصر

في 2014 كان الظهور الأول لسيارات النقل الذكي في مصر، بدأته شركة «أوبر» والتي تعد أكبر شركة نقل ذكي في العالم ومن ثم توالت الشركات في السوق المصري وأثرت سلبًا على التاكسي الأبيض.

يتضح ذلك في هبوط مبيعات التاكسي الأبيض خلال العام 2017 بنحو 359 وحدة مباعة فقط، مقارنة بـ 13 ألف سيارة خلال 2010، وكانت مبيعات 2016 أظهرت تراجعًا كبيرًا بنسبة 52% بالمبيعات خلال 2015.

ويعمل لدى «أوبر وكريم» أكثر من 150 ألف كابتن يقدمون الخدمة للعملاء عبر سيارات ملاكي يخدمون ما يقرب من 4 مليون مستخدم، بينما يقدر عدد سيارات التاكسي الأبيض فى مصر بنحو 376 ألف تاكسي، بحسب جمعية سائقي ومالكي التاكسي الأبيض.

انفوجراف الدستور

آيات: «تعرضت لتحرش لفظي وابتزاز إلكتروني من سائق»

ما تعرضت له آيات.ك، 27 عامًا، كان مختلفًا بعض الشيء، حيث فوجئت بعد رحلة داخل أحد شركات النقل الذكي للتحرش الإلكتروني واللفظي من السائق دفعها إلى تقديم شكوى لكن دون جدوى من قبل الشركة: «بعد عملية التوصيل بساعتين لاقيت رقم شخصي بيكلمني على تطبيق واتساب وبيقولي إنه السواق، ولاقيته بيعلق على صوري وشكل جسمي وأنه عايزنا نتصاحب، عملت بلوك في المرة الأولى وتوقعت أنه خلاص هيسكت».

فوجئت آيات بالسائق يرسل لها صور مخلة لها بعدما قام بتركيبها على صور آخرى ويقوم بابتزازها من أجل أن تجري معه مقابلة: «أسلوب كلامه كان مبتذل جدًا وكله تحرش لفظي وتهديد وقتها أنا أرسلت شكوى للشركة».

ظلت تتابع الشكوى لفترة طويلة دون جدوى من الشركة، سوى أنه أوقف كل تهديداته وتعاملاته معاها، لكنها أصرت على اتخاذ إجراء ضده من قبل الشركة: «هما كانوا السبب في أنه بطل مضايقاته وسحب تهديداته لكنه تحرش في الآخر ومعملوش حاجة».

الدنبوقي: «لا يوجد آلية لحماية النساء داخل سيارات النقل الذكي»

رضا الدنبوقي، محامي حقوقي، يؤكد أن شركات النقل الذكي ليس عليها رقابة كافية، فضلًا عن كونها لا تضع بنود واجراءات لحماية النساء من التحرش أو المعاكسات، وتسعى للانتشار دون توفير توصيل آمن للنساء.

يضيف: «في حال حدوث واقعة تحرش داخل سيارة نقل ذكي خاصة ما الإثبات الذي تستطيع به النساء أخذ حقوقهن به؟، لا بد من وجود آلية لمواجهة العنف الذي يقع على النساء أثناء عملية التوصيل داخل السيارات الخاصة».

رضا الدبنوقي