رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمي..

«الكلاب التي تنبح لا تعُض».. رسالة أجاثا كريستي من «المضطهد»

اجاثا كريستى
اجاثا كريستى

«المضطهد» هي واحدة من القصص التشويقية الممتعة للكاتبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستي، التي تفوقت على أقرانها من الأدباء في أدب الجريمة، لذا نالت من الشهرة ما لم يحققه غيرها. 

وتُعد قصة «المضطهد» من القصص التي تتميز بالعمق حيث الاتكاء على البُعد النفسي، غير أن العيب الوحيد في القصة هو العنوان.

تفاصيل القصة 
تبدأ القصة من المحقق الشهير في قصص أجاثا كريستي، والذي يُدعى «بوارو»، حيث تجلس أمامه فتاة جميلة تُدعى «ليلى مارجريت»، وهي خادمة في بيت السيد «روبن» الذي قُتل أمس في غرفة مكتبه داخل قصره، لذا أرسلتها زوجته إلى المحقق «بوارو» ليكشف لها اللغز.

ومع بدء التحقيقات، تتمكن الشرطة من القبض على ابن شقيقة القتيل الذي يُدعى «تشارلز»، بعد أن رآه الخادم خارجًا من غرفة خاله وقت حدوث الجريمة، غير أن السيدة «روين» تنكر ارتكاب «تشارلز» هذه الفعلة النكراء، وتوجه الشكوك نحو سكرتير زوجها المُقيم معهم في القصر، ويُدعى «تريفوسيس». 

ويتوجه المحقق إلى القصر ويسأل السيدة عن أسباب شكوكها في السكرتير، فتقول إنه مجرد حدس، ويجلس المحقق مع السكرتير، فيجده شابًا هادئًا وديعًا لا يمكنه قتل فأر، ويعرف منه أنه مستكين كان يقبل بالعيش لدى سيده دون أجر تقريبًا متحملًا كل توبيخاته المتكررة. 

منتصف الأحداث

تبدأ أجاثا كريستي، كعادتها في توزيع الاتهامات على  كل أهل البيت، بدءً من الزوجة، حيث كانت على خلاف مع زوجها لأنه يكره خادمتها «ليلى» التي دخلت البيت كخادمة بتوصية مزورة، ثم الشك في «ليلى» التي كان يكرهها السيد «روبن»، كما توجه الكاتبة أصابع الاتهام إلى الخادم وشقيق «روبن» وشريكه وهو سكِّير أهوج.

ومع كثرة الشكوك، يصبح القارئ في حيرة من أمره، فكل فرد من أفراد البيت له مصلحة في قتل السيد «روبن»، وهناك أدلة تؤكد أنه الجاني، وبعد صراع شيِّق بين الكاتبة والقارىء تصل بنا أجاثا كريستي، إلى أن الفاعل هو السكرتير المضطهد. 

الهدف من القصة
تقول أجاثا كريستي، على لسان المحقق «الكلاب التي تنبح لا تعض»، وفي هذه العبارة حل للغز القضية لأنها تبرئ شقيق «روبن» وكذلك «تشارلز» وكلاهما انفعالين، كما أنها دليل على أن السكرتير الصامت الذي اضطهده سيده 9 سنوات وصل إلى حد الانفجار لذا تخلص من سيده وهذا هو الهدف من القصة بأن الضغط يولد الانفجار، لذا كانت «المضطهد» قصة نفسية بامتياز، وإن جاءت في شكلٍ تشويقيِّ يعتمد على الإثارة.