رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لتسكنوا إليها».. حكايات خاصة لفتيات وشباب خفضن تكاليف الزواج

«لتسكنوا إليها»
«لتسكنوا إليها»

حين تزوجت منار وعمرو سعيا سويًا إلى تخفيض تكاليف الزواج والابتعاد عن كل ما هو تقليدي وشائع في المجتمعات العربية، فكان الاستغناء عن كل ما هو ليس ضروري مبدأ لديهما جعلهما يتزوجان في خلال 8 أشهر من الخطبة.

البداية كانت في السنة النهائية من الجامعة حين تواعدا على الزواج عقب التخرج، إلا أن الظروف الاقتصادية اصطدمت بطريقهما، فلم يكن هناك بُدًا من الاستغناء عن بعض الخطوات والأشياء لإتمام الزواج.

تقول منار: «استغنينا عن المهر أنا وأهلي، وكذلك هو استغنى عن بعض الأشياء التي تجلبها العروس في الشقة، مثل أطقم الطعام الكثيرة والمتنوعة وظهرت بكثرة خلال الفترة الأخيرة وهي أحد الاهتمامات التي يعلق عليها ذوي العريس دومًا».

أما عن الشبكة فقد استغنت منار عما يقرب من نصفها عن طيب خاطر كما تصف: «كتبنا أغلب الذهب على الأوراق لكن في الواقع جلب لي نصفه فقط، وبعد الزواج عوضني بما هو أفضل من ذلك».

سارت منار على نهج تخفيض تكاليف الزواج وهي وزوجها الحالي، وهو ما تدعوا إليه الآن مبادرة «لتسكنوا إليها»، والتي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وهي مبادرة موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج في محافظات الجمهورية بعنوان: «لتسكنوا إليها».

 وتسعى المبادرة لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تقضي على العادات السيئة والمتبعة في الزواج، أملًا في تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع.

وأعلن المُجمع أن المبادرة يتولى نشرها بين الناس والدعوة إليها وعاظ وواعظات الأزهر في جميع محافظات مصر من خلال متابعة الأمانة العام للدعوة والإعلام الديني، بهدف التغلب على التكاليف الباهظة للزواج من خلال 3 مراحل.

وبالفعل فإن العديد من الشباب قاموا بتخفيض تكاليف الزواج عبر الاتفاق على الاستغناء عن الكثير من الأشياء التي تعد غير ضرورية في الزواج، «الدستور» استمعت لحكايات البعض منهم وكيف تقبل الأهل ذلك الأمر.

«حور وأمجد» كانا من الشباب الذين خفضوا تكاليف الزواج في ظل تلك الظروف الصعبة، تقول: «فيه مراحل كتير بالزواج ممكن الاستغناء عنها، منها سيشن التصوير اللي أصبحت أسعاره مرتفعة للغاية وكذلك شهر العسل».

وتوضح أنها استغنت عن تلك الأشياء وكانت فارقة في الميزانية الخاصة بالزواج، وتم ضخها في الكثير من البنود الآخرى وساعدت على إتمام الزواج: «أما الشبكة فكانت دبلة فقط لأنها هدية من العريس للعروسة».

أتمت مصر في العام 2021 نحو 947 ألفًا 493 عقدًا للزواج، مقابل 255 ألف عقد طلاق وكانت أعلاهم القاهرة، حيث ذكر التقرير أن محافظة القاهرة سجلت 166 ألفًا و212 عقد زواج بنسبة 16.5% من إجمالي العقود، تلتها محافظة الجيزة بعدد 66 ألف 141عقد بنسبة 7.1%، وسجلت الدقهلية 62 ألف و338 عقد بنسبة 9% وفي المركز الرابع جاءت محافظة الشرقية بنسبة 7.9% إجمالي 60 ألف و865عقد زواج.

وكشف التقرير أيضا عقود الزواج في محافظة الإسكندرية وبلغت 53 ألف 753 عقد بنسبة 9.9% من العدد الإجمالي للعقود وجاءت محافظة البحيرة في المركز السادس بنسبة 7.9% فقد سجلت 52الف 766 عقد كما سجلت محافظة الغربية 49 ألف و31 عقدا بنسبة 9.2%.

المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء

لم يختلف الأمر لدى شروق ومحمد، التي لديها طفلان منه الآن، بعد زواج دام 6 سنوات ولازال مستمرًا، تقول: «محمد كان وقتها مش معاه حاجة يقدر يتجوز بيها ولولا استغنائي عن حاجات كتير مكنتش الجوازة بتاعتنا تمت».

توضح أنها استغنت عن المؤخر والمهر ونصف الشبكة وكذلك استغنى هو عن أشياء كثيرة في الجهاز بالرغم من رغبة والدته وشقيقته على عدم الاستغناء عن شيء من أدوات المطبخ تحديدًا وملابس العروسة.

تضيف: «وقتها اتفقنا على أن التضحية هتكون من الطرفين أنا هتنازل عن بعض الحاجات وكذلك هو هيتنازل، وأن المشاكل والاتفاقات هتكون بينا بعيدًا عن الأهل، خصوصًا أن أهلي كانوا موافقين على مبدأ التسهيل».