رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفكرون وكتّاب العالم العربي يناقشون جابر عصفور في قضايا التنوير

جانب من جلسات ملتقى
جانب من جلسات ملتقى "جابر عصفور الإنجاز والتنوير"

انطلقت صباح اليوم  فعاليات الملتقى الدولي "جابر عصفور الإنجاز والتنوير" المنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن العويس بالقاهرة في الفترة من 26 يونيو - 27 يونيو الجاري.

جاءت فعاليات الجلسة الثانية تحت عنوان "جابر عصفور وقضايا التنوير" برئاسة الكاتب ناصر الظاهري من الإمارات وبمشاركة الكاتب الصحفي والأكاديمي  البحريني الدكتور حسن مدن، والمؤرخ الثقافي شعبان يوسف، والأكاديمي الدكتور نبيل عبد الفتاح، والكاتب الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي السوري نبيل سليمان.

وقال الكاتب الإماراتي ناصر الظاهرين، إن اليوم نحتفي بعزيز غال غائبًا وحاضر  الدكتور جابر عصفور في جلسة تناقش قضايا التنوير من خلال منجزه، مضيفًا: “افتقد جابر عصفور صديقا ومعلمًا، طارحًا الأسئلة الموجعة وافتقد ظله البازغ في مدنا كثيرة كالإمارات والقاهرة وبيروت ودمشق وغيرها".

وتابع “أتذكر اللقاء الأول كان في باريس 95  تجلى لنا مولانا جلال الدين الرومي وكان جابر يومها استاذًا ومعلمًا وأخذ بيدي يومها سميته عصفورًا، لأنه يحمل على كتفيه  كثيرا من القضايا القومية الكبيرة”.

من جانبه قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، اعتبر أن رحيل جبر عصفور خسارة قومية كبيرة ، جزء من ثقافتنا ذهب، وشيئ من السعادة كان يراهن دائما على الحلف ، الذين يأتون فيما بعد ، وراء جابر جيل بكامله يحمل لواء الثقافة.

وتابع الأعرج "قضيتنا اليوم تدور حول "محنة التدوير" كما اسماها دكتور جابر عصفور ، فى التنوير في مجتمعات يسود فيها الظلام ، لا يمحى بسهولة ، وعندما نقرأ نصوص الناقد جابر عصفور نجد أن هناك خط متعلق بكيفية فهم الحاضر، وليس فقط الماضي وأن رهان جابر عصفور لم يكن أبدًا رهانا ماضيا، لكن رهانه يشغل الحاضر ويقفز إلى المستقبل".

وأشار الأعرج إلى أن أسئلة جابر عصفور جاءت لتضع القطار على القضبان الحديدية ، لذا جاءت مصطلح محنة التنوير.

ولفت ان اطروحات جابر عصفور غيرت كثيرا في نظرات المواطن والمثقف العربي ، عبر اسئلة كثيرة تم طرحها  منها مثلا اسئلة  العلاقة مع الدين. ومن بين الحوارات التي قادها كانت ضد الحركات المتطرفة  وكانت هذه مسألة مهمة  ولم تكن تتطور، إلا إذا كان تم طرحها عبر حوارات مجتمعية، لم ينجز جابر عصفور عبر كتاباته رؤية متطرفة ، رغم  أن الحداثة أنتجت بعض الرؤى المتطرفة.

من جانبه قال الكاتب والمؤرخ الثقافي شعبان يوسف،  ليس غريبا ان نشارك في فعاليات بالمجلس الاعلى للثقافة، الغريب ان نشارك في احتفالية كبرى حول الحاضر الغائب دكتور جابر عصفور ، وليس هناك احد منخرط بالحياة الثقافية إلا وانخرط واشترك وتشابك وتواصل معه ،  ذلك  نتيجة لحضوره الفكري والأدبي والإنساني.

وتابع "المتن الأساسي الذي بدأ به وانتهى إليه هو ناقد أدبي في الأساس ، كلمة التنوير جاءت  بمثابة عرضا في مشوار جابر عصفور الناقد الأدبي ، وارى انه ناقد أدبي في الأساس منذ سنواته الأولى ، وأن عصفوراستطاع  أن يضع كثير من الأفكار في الشعر القديم والحديث عبر كتاباته.

لفت شعبان يوسف إلى أن “صلاح عبد الصبور يكاد يكون أستاذا بشكل غير مباشر لجابر عصفور، وقد كتب أول دراسة نقدية عام 69 حول والوزن والإيقاع عند صلاح عبد الصبور، وقرأه صلاح عبد الصبور لتبدأ صداقة ممتدة حتى رحيل عبد الصبور”.

اعتبر جابر عصفور أن التطور الذي حدث في كتابات الدواوين الثلاثة والتي منها مأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور ناتج عن الأحداث السياسية في تلك الفترة ، وهي كلها تدور على عن العدالة الإجتماعية .

 ذكر عصفور أن صلاح عبد الصبور أنتمي إلى الحركات الشيوعية في الخمسينيات ، ونشر قصيدته "عودة الوجه الكئيب، وقيل إنها قصيدة  في جمال عبد الناصر، وقد نشر الديوان في دار الآداب.

ولفت يوسف إلى أن الناقد الراحل جابر  عصفور أشار إلى أسباب انقلاب وتخلي عبد الصبور عن الحركة الشيوعية ، نتيجة الأحداث السياسية. 

الكاتب والأكاديمي والمفكر دكتور نبيل عبد الفتاح قال أنه لا يميل إلى استخدام المجاز " التنوير" ولكن أميل إلى تاريخ التجديد  في الفكر الحديث والمعاصر.هذا المصطلح "التنوير"يتسم بقدر كبير من السيولة ،من هنا كان استعارة مصطلح "التنوير" أقرب إلى المجازات في مصر منذ نهاية القرن الـ19.

ولفت إلى أن إنتاج جابر عصفور النقدي الترجمي والتطبيقي والتأليف نضعه كجزء من المجددين الذين صاغوا الفكر المصري الحديث.

وأشار عبد الفتاح إلى أن "مركزية وتأثير طه حسين كانت له أكبر الأثر في تكوين جابر عصفور الناقد البارز، والتي وصلت إلى حد النقد الانطباعي وصولا للمرحلة التفكيكية استطاع أن يطور الوظيفة  الهامة في تاريخ تطور الأفكار.

وختم "ربط جابر بين اقتران الحرية والعدالة والمساواة ، كان الأثر الاعتزالي والرشدي ومرجعية الأستاذ العميد محركة في مساجلاته الخلاقة في محاوراته للفكر السلفي منذ تسعينيات  القرن الفائت، وبنظرة طائر محلقة تشير إلى دفاعه إلى العقل الحر.

من جانبه، قال المفكر والأكاديمي البحريني حسن مدن إن رحيل جابر عصفور بمثابة حياة جديدة كونه يعيش بيينا بما كتبه وساجل وما ينطبق على جابر عصفور ينطبق على كثيرين مفكرا عربيًا، لم يقف عند قراءة النصوص الصادرة للمصريين من الأفق الواسع ينظر إلى كل الأعمال باريحية، هو الرجل متعدد الأوجه ، في مجالات مختلفة.

وعن جائزة باسم جابر عصفور في الإبداع، قال:"من وجهة نظري أن تكون هناك جائزة تحمل اسم جائزة التنوير باسم جابر عصفور ، وستكون أكبر تقدير لقيمة جابر عصفور  الفكرية والثقافية".