رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإليزية: ماكرون سيعقد محادثات مع أحزاب المعارضة الفرنسية عقب نتائج الانتخابات البرلمانية

ماكرون
ماكرون

أعلن قصر الإليزية في نبأ عاجل، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعقد محادثات مع أحزاب المعارضة الفرنسية عقب نتائج الانتخابات البرلمانية، حسبما أفادت قناة العربية الإخبارية.

وقد تعرض الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لانتكاسة انتخابية، أمس، بخسارة تحالفه الأغلبية البرلمانية المطلقة في الجمعية الوطنية خلال الدورة الثانية من الانتخابات التشريعيّة التي جرت أمس الأول، ما سيُعقّد قدرته على الحكم إثر انتخابات حقّق فيها اليمين المتطرّف واليسار اختراقًا كبيرًا، ويتوجب على ماكرون، الذي أعيد انتخابه في إبريل الماضي لولاية ثانية مدتها 5 سنوات، أن يعقد تحالفات مع أحزاب أخرى لتنفيذ برنامجه الإصلاحي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وحسب التوقعات الأولية لمراكز الاستطلاعات، جاء ائتلاف «معًا» بقيادة رئيس الجمهورية فى صدارة النتائج، مما يعطيه غالبية نسبية لكنها لا تمكنه من الحكم وحيدًا، إذ إن الغالبية المطلقة تبلغ 289 نائبًا من أصل 577 إجمالي مقاعد الجمعية الوطنية «البرلمان».

وأسفرت نتيجة الانتخابات عن انقسام المشهد السياسي إلى ثلاث كتل، هي كتلة الوسط التي يمثلها تحالف «معًا» بقيادة ماكرون، وحصل على نحو 245 مقعدًا، واليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان ونال 89 مقعدًا، وتحالف اليسار واليسار الراديكالى والاشتراكيين ويمثله ما بين 150- 200 نائب بقيادة جان لوك ميلانشون، ليكون أكبر كتلة معارضة فى الجمعيّة الوطنية، بحسب التوقعات.

وتضاعف عدد مقاعد حزب اليمين المتطرف بقيادة لوبان 15 مرّة، بعد أن وصلت زعيمته إلى الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأعيد انتخابها نائبة فى البرلمان، مما سيخوله تشكيل كتلة للمرة الأولى منذ أكثر من 35 عامًا.

أما اليمين التقليدي فقد فاز بنحو 60 مقعدًا، ويمكن أن يؤدّى دورًا حاسمًا فى البرلمان الجديد رغم أنه خسر مكانته كأكبر كتلة معارضة فى المجلس.

وبات أمام تحالف ماكرون خياران، هما إما أن يبرم اتفاقًا مع أحزاب أخرى على غرار الاتفاقات الحكومية فى ألمانيا، أو أن يتفاوض على كل نص يريد تمريره.

وذكرت صحيفة «لاكروا» الفرنسية فى افتتاحيتها عن الوضع قائلة: «بعد أقل من شهرين من إعادة انتخاب ماكرون، يحرم تصويت الفرنسيين فى الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية رئيس الجمهورية من التحكم بالجمعية الوطنية»، وقالت صحيفة «لوفيجارو» فى افتتاحيتها: «قفزة نحو المجهول»، وتحدثت الصحيفة عن «زلزال فى الجمعية الوطنية، وفرق متناحرة تثير ضجيجًا وتحول البرلمان إلى قِدر يغلى».

وتضع نتيجة الانتخابات البرلمان فى قلب اللعبة السياسية فى فرنسا، فى سابقة فى ظل الجمهورية الخامسة منذ عهد الجنرال الراحل شارل ديجول عام 1958، لتجنب عدم الاستقرار في النظام البرلماني الذي كان سائدًا في ظلّ الجمهورية الرابعة.

وبينما أكدت كل الأحزاب من اليسار إلى اليمين المتطرّف أنها ستتحمّل «مسؤوليتها»، وأنها لن تقف في صفوف المعارضة بشكل منهجي لعرقلة الحكومة فقط، إنما ستكون منفتحةً على التفاوض، وسط دعوات لإبرام اتفاق لتشكيل حكومة بين ماكرون والجمهوريين في مواجهة صعود المتطرفين.

وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إن نتائج الانتخابات البرلمانية وفشلها في منح الغالبية لأي حزب تُشكّل خطرًا على البلاد، وتعهدت بأن يسعى حزب ماكرون لبناء تحالفات على الفور.

واحتفل الزعيم اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون بنجاحه في الجمع بين الأحزاب الرئيسية من اليسار مع الشيوعيين والخضر في تحالف «نيوبس» أو (الاتحاد الشعبى الاجتماعي والبيئي الجديد)، وقال لمؤيديه إن «الحزب الرئاسي عانى من هزيمة كاملة، وإن كل الاحتمالات أصبحت بأيديهم»، إذ خسر تحالف «معًا» الموالي لماكرون عشرات المقاعد وخلفت نتيجة الانتخابات جمعية وطنية منقسمة بشكل غير مسبوق.