رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمين العام للأمم المتحدة: العنف الجنسى أصبح أسلوبًا من أساليب الحرب والتعذيب

أنطونيو جوتيريش
أنطونيو جوتيريش

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن العنف الجنسي أصبح أسلوبًا قاسيًا من أساليب الحرب والتعذيب والإرهاب والقمع الذي يرهب السكان ويدمر الأرواح ويقسم المجتمعات.

وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، الذي يُحتفل به يوم الأحد، أشار الأمين العام، أنطونيو جوتيريش، إلى أن الجناة نادرًا ما يحاسبون على ما اقترفت أيديهم.

وأضاف يقول: إن الناجين هم الذين يتحمّلون عبء وصمة العار والصدمة طوال حياتهم، وتتضاعف في أحيان كثيرة المحنة المسلطة عليهم من جراء الأعراف الاجتماعية الضارّة، وبإلقاء اللوم على الضحايا.

وأشارت فيرجينيا غامبا، ممثلة الأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، إلى أنه بينما تم التحقق من وجود 14,200 طفل على الأقل كضحايا للعنف الجنسي، فإن هذا "ليس سوى غيض من فيض".

وأضاف جوتيريش "إننا نقف متضامنين.. ندعم النساء والفتيات والرجال والفتيان الأكثر ضعفًا وهم يناضلون من أجل العيش بكرامة وسلام في خضم الأزمات الإنسانية"، بما في ذلك عن طريق زيادة الدعم للضحايا والمشرّدين المعرّضين للاتجار والاستغلال الجنسي.

وأضاف أن المناطق الريفية ذات أنظمة الحماية الضعيفة تحتاج أيضًا إلى التركيز للحصول على دعم إضافي، مشيرًا إلى أن هذا يعني تعزيز أنظمة العدالة الوطنية لمحاسبة الجناة، وضمان حصول الضحايا على الدعم الطبي والنفسي، ودعم حقوق الناجين.

إضافة إلى ذلك، ينبغي دعم منظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء لكسر الحواجز الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمنع الحماية، والمساواة والعدالة، وكذلك معالجة الأسباب الكامنة وراء العنف الجنسي في النزاع.

وشدد الأمين العام على أنه "مع زيادة العزيمة السياسية والموارد المالية، يمكننا مطابقة الأقوال بالأفعال وإنهاء بلاء العنف الجنسي في حالات النزاع، مرة واحدة وإلى الأبد".

وأصدرت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات، براميلا باتن، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، دعوة مشتركة للمجتمع الدولي للمساعدة في القضاء على العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وإنقاذ الأجيال المقبلة من هذه الآفة.

وأضافتا، في البيان المشترك: "لقد حان الوقت لتجاوز النُهج التفاعلية ومعالجة الأسباب الكامنة والدوافع غير المرئية للعنف الجنسي.. وكذلك الأعراف الاجتماعية الضارّة المتعلقة بالشرف والعار وإلقاء اللوم على الضحايا".

وأعربتا عن صدمة عميقة إزاء تأثير الحرب في أوكرانيا على المدنيين، وعن قلقهما البالغ إزاء الشهادات الشخصية المروّعة ومزاعم العنف الجنسي المتزايدة، وتابعتا: "ندين بشدة مثل هذه الجرائم وندعو إلى وقف فوري لأعمال العنف".

وقالتا إنه من الأهمية بمكان تعزيز بيئة رادعة تحمي من العنف الجنسي وتمنعه في المقام الأول وتتيح الإبلاغ الآمن والاستجابة المناسبة.

وأضافتا أن الوقاية هي أفضل شكل من أشكال الحماية، بما في ذلك منع نشوب الصراع نفسه.

وقالتا إنه لمواجهة العنف الجنسي، هناك حاجة إلى مزيد من المشاركة السياسية والدبلوماسية في وقف إطلاق النار واتفاقات السلام، وتحليل نمط التهديدات وتعزيز العدالة المراعية للمنظور الجنساني وإصلاح قطاع الأمن؛ وأيضًا من أجل إعلاء أصوات الناجين والمجتمعات المتضررة.

من جانبها، قالت ناتاليا كانيم، رئيسة صندوق الأمم المتحدة للسكان، إنه عندما تبدأ الحروب، يبدأ الإرهاب والدمار الناتج عن العنف الجنسي.

وأوضحت أن أجساد النساء والفتيات تتحول إلى ساحات قتال، ويتم استخدام الاغتصاب كسلاح حرب تمامًا مثل القنبلة التي تنفجر في مبنى أو الدبابة التي تخترق حشدًا.

وتحدثت بالتفصيل عن العواقب العديدة للعنف الجنسي من تعذيب الأجساد إلى الندوب النفسية.

وتعهدت رئيسة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالوقوف وراء التحقيقات والمحاكمات التي تركز على الناجين في مزاعم العنف الجنسي، والقيام "بكل ما هو ممكن لعرقلة عدم المساواة بين الجنسين مما يغذي جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.