بعد حادث الوايلي.. خريطة انهيار العقارات في مصر «تفاعلي»

لا يزال مُسلسل انهيار العقارات ممتد وكأنه طريق لا نهاية له، يحصد من يطوله من الأرواح، وذلك على الرغم من الجهود المُستمرة من الدولة في محاربة البناء المخالف والعقارات الآيلة للسقوط فخلال السنوات القليلة الماضية شهدت مصر عددًا ضخمًا من انهيار متتالي للعقارات في أغلب المحافظات.

وكان آخر ما جاء بمسلسل انهيارات ما شهدته منطقة الوايلي من انهيار عقار مكون من خمس طوابق، والذي نتج عنه مصرع 6 ضحايا من قاطنيه، وكشفت المعاينة الأولية عن أن المنزل انهار على عدد من السيارات وهشمها، كما تصدع عقاران مجاوران، وتم إخلاؤهما من السكان، وتبين صدور قرار بترميمه منذ فترة ولكنه لم ينفذ.

حسب  الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء هناك 97 ألفًا و535 ألف عقار آيل للسقوط موزع في أنحاء الجمهورية لم يتخذ بشأنه أي إجراء، وهي عقارات من الممكن أن تسقط في أي لحظة، كما كشفت الإحصاءات عن أن 11 ألفًا و215 عقارًا تحت الهدم وهي عقارات تم البدء في اتخاذ إجراءات هدمها سواء إجراءات إدارية أو فنية، وتمثل نسبتهم نحو 97% عقار آيل للسقوط في مصر، وسُجل عامي 2017، 2020 الأعلى في حوادث انهيار العقارات.

عقار "الوايلي" لم يكن الأول

حادث انهيار عقار الوايلي لم يكن الأول في عام 2022، إذ شهدت محافظة الإسكندرية وتحديدًا منطقة محرم بك بشهر يناير من العام انهيار عقار مأهول بالسكان في ساعات الصباح الباكر، وتم الدفع بقوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى مكان العقار.

وتكرر الأمر كذلك في شهر فبراير بمحافظة الإسكندرية أيضًا إذ شهدت انهيار أجزاء من عقار قديم، مكون من دور أرضي و3 طوابق علوية "خالٍ من السكان" كائن في حارة نجمة الفراهدة، بمنطقة اللبان، التابعة لحي الجمرك، وذلك دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية، وفي شهر مايو انهار عقار مكون من 3 طوابق فى شارع قصر العينى تبين من المعاينة أن العقار أمام وزارة التموين، وأنه انهيارًا جزئيًا.

وفي الخريطة التفاعلية التالية ترصد "الدستور" أكثر المحافظات الكائن بها عقارات آيلة للسقوط في مصر حسب ما جاء بتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

إذ تعتبر محافظة الشرقية هي الأعلى في ضم عقارات آيلة للسقوط بواقع 11 ألفًا و430 عقارًا تمثل 11.7% من إجمالي العقارات الآيلة للسقوط، تليها المنيا بإجمالي 10424 عقارا، ثم سوهاج بإجمالي 7370 عقارًا، ثم الدقهلية بواقع 7095 عقارًا.

انهيار العقارات إحدى مشكلات الإسكندرية

في تصريح سابق له أعلن اللواء محمد الشريف أن العقارات الآيلة للسقوط من أبرز المشاكل التي تعاني منها المحافظة، إذا باتت المساكن المبنية في الثمانينيات والتسعينيات متهالكة، ويسكنها عدد كبير جدًا من الأسر، وهي أملاك خاصة، وهناك نحو 2300 عقار مبنية منذ أكثر من 100 سنة آيل للسقوط.

جهود الدولة للتعويض

وفي مطلع يناير من العام الماضي، سقط عقار في شارع نظام بالإسكندرية مكون من أرضي و5 أدوار، كان يقيم بالعقار 11 أسرة، بواقع 26 فردًا، من أجل مساعدتهم الفترة القادمة على الإعاشة بعد انهيار العقار.

كما قال المهندس خالد صديق، رئيس صندوق تطوير المناطق العشوائية، إثر انهيار عدة عقارات في محافظة الجيزة سابقًا إنه تم التصرف بسرعة ونقل المصابين إلى المستشفيات ونقل باقي الأفراد إلى وحدات سكانية جديد، مشيرًا إلى أنه تم تجهيز عقود الملكية وإعطائها إلى المواطنين المتضررين تعويضًا لهم عن الأضرار التي تلقوها أثر انهيار العقارات المختلفة.