رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيمان أبوطالب: الإعلام مهنتى والتمثيل هوايتى.. واختفيت 4 سنوات لاستكمال الماجستير

المذيعة إيمان أبوطالب
المذيعة إيمان أبوطالب

بعد سنوات من التألق، بدأت بالعمل فى تقديم البرامج المختلفة على قنوات «روتانا»، استطاعت المذيعة إيمان أبوطالب أن تكون مسارًا مهنيًا حافلًا؛ لتكون من نجوم العمل الإعلامى، فى ظل طريقتها السلسة فى تقديم البرامج الفنية والحوارية والسياسية والاجتماعية، التى توجت ببرنامجها «بالخط العريض»، الذى تقدمه حاليًا على قناة «الحياة».

وخلال حوارها مع «الدستور»، تحدثت المذيعة إيمان أبوطالب عن أسرار اختفائها عن الساحة الإعلامية فى السنوات الماضية، وأسباب عودتها ببرنامج «بالخط العريض»، وفلسفتها الخاصة فى اختيار موضوعات حلقاتها، وعلاقتها بالفنان الراحل سمير صبرى، بالإضافة إلى تأثير دخولها عالم التمثيل على عملها مذيعة تليفزيونية. 

■ بداية.. غبت ٤ سنوات عن العمل الإعلامى فأين كنت؟

- فترة توقفى عن العمل الإعلامى كانت فرصة للهدوء، والتقرب أكثر لابنىّ أحمد ونادين، ومساعدتهما فى دراستهما، والانغماس فى الحياة بعيدًا عن المشهد الإعلامى، وقد قضيت السنوات الماضية فى التحضير للماجستير بالجامعة، لأننى أدرس لطلاب الإعلام، ووجدت أمامى فرصة لاستكمال دراستى العليا، والتبحر أكثر فى دراسة علوم الإعلام المتجددة، لأننى أرى أن الإعلامى الجيد لا بد أن يكون على دراية بكل شىء، وعادة، حين أسافر للخارج ألتحق بورش للدراسة، لأكون على دراية بالجديد.

■ ما الذى شجعك على العودة للعمل الإعلامى ببرنامج «بالخط العريض» عبر قناة «الحياة»؟

- وجدت فى برنامج «بالخط العريض» حلم حياتى، والمتمثل فى تقديم برنامج متنوع، سياسى فنى إخبارى حوارى، أى أنه برنامج شامل يهتم بكل الأحداث على مدار الأسبوع، كما يسمح بتقديم حوار دسم مع إحدى الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع.

لذلك، عندما عرض علىّ الدكتور حازم شفيق، رئيس قناة «الحياة»، الانضمام إلى القناة وافقت على الفور، خاصة أن فكرة البرنامج كانت تدور فى ذهنى منذ فترة طويلة، ووجدت فيه فرصة جيدة للعودة إلى الشاشة بعد غياب طويل عن جمهور التليفزيون، وبعد عدة اجتماعات واقتراحات توصلنا إلى فكرة البرنامج، لتقديمه على قناة «الحياة» بشكل أسبوعى.

وأنا سعيدة جدًا بلتك التجربة، وأعتبر برنامج «بالخط العريض» أقرب التجارب الإعلامية إلى قلبى، لأنها تجربة جديدة ومختلفة، وجدت فيها ما أسعى لتقديمه على الشاشة منذ فترة طويلة. 

■ لماذا اخترتم اسم «بالخط العريض» للبرنامج؟

- البرنامج كان له أكثر من اسم مقترح فى البداية، لذا بدأنا العمل عليه لعدة أشهر وأرجأنا اختيار الاسم إلى النهاية، لأن الأمر كان يشغلنى، لأن اسم البرنامج أحد أهم عوامل جذب الجمهور، ويسهم فى نجاحه إذا ترك بصمة فى أذهان المشاهدين.

ولذلك، وقبل انطلاق حلقات البرنامج، فكرت كثيرًا فى اسمه، وفى إحدى الجلسات مع فريق عمل البرنامج للوقوف على التفاصيل النهائية، خطرت فى ذهنى فكرة الخطوط العريضة، واختيارها اسمًا للبرنامج، وأبدى فريق العمل إعجابه بالاسم، لأن الخط العريض يدل على حدث أو موضوع مهم وفارق، وهو ما يظهر فى حلقات البرنامج المختلفة.

ورأينا أن الاسم جاء مناسبًا لطبيعة ضيوف البرنامج، وحديثهم عن أهم الموضوعات فى حياتهم، والنقاط الفاصلة والمهمة، كما أن البرنامج يتميز بمناقشة نوعية معينة من الموضوعات، ويختار الضيوف الذين لديهم مشوار حياة يستحق الاحترام.

■ على أى أساس يُجرى اختيار موضوعات الحلقات؟

- دائمًا ما تشغلنى الموضوعات التى أقدمها، لذا أستمر فى البحث والقراءة ومتابعة الأخبار من مصادرها، لأكون على اطلاع دائم بما يحدث حولى، خاصة أننى لا أعتمد على مواقع التواصل كمصدر لأخبارى وموضوعاتى.

ولدىَّ فى البرنامج فريق إعداد قوى جدًا، نتجمع دائمًا فى جلسات نتشاور خلالها حول كل الموضوعات، لأننى أهتم بتقديم الموضوعات القوية التى تهم الجمهور، وأبحث عن الضيوف الذين لا يتواجدون على الشاشات بصورة مستمرة، ومن لديهم تاريخ ومشوار يستحق أن يسلط الضوء عليه، مع وضع النقاط الإيجابية والدور التنويرى نصب أعيننا.

■ كيف ترين ردود الأفعال حول البرنامج؟

- الحمد لله، ردود الأفعال حول البرنامج جاءت إيجابية جدًا، والنجاح فاق توقعاتى منذ الحلقة الأولى، التى استضفنا فيها العالم الكبير الدكتور فاروق الباز، وحصدت ملايين المشاهدات، وجاء أول التعليقات التى أسعدتنى من الدكتور فاروق الباز شخصيًا، عندما قال لى: «بالخط العريض أنت مشرفة»، وهو ما أعتبره إشادة كبيرة بى وبالبرنامج، ودفعة قوية للاستمرار فى تقديم مزيد من الحلقات الناجحة.

إلى جانب ذلك، فإننى عادة ما أقيس نجاح أى برنامج من خلال رأى الجمهور فى الشارع ومحيط عائلتى وأصدقائى وعلى مواقع التواصل، لأننى أهتم بمتابعة جميع الآراء من كل الأعمار، كما أهتم أيضًا بالانتقادات، لأنها تدفعنى للتطور، وإن كنت لا ألتفت للآراء السلبية التى تهاجم لمجرد الهجوم.

■ ما أكثر الحلقات التى تأثرت بها شخصيًا؟

كل الحلقات، لكننى أخص بالذكر حلقة الدكتور فاروق الباز، لأنه لم يتردد للحظة فى الظهور معى بالبرنامج، وأعتبر أن وجوده فى الحلقة الأولى مثل انطلاقة قوية لنا، لأننا قدمنا حلقة مختلفة، سرد خلالها العديد من الأسرار التى أذيعت للمرة الأولى.وبالإضافة إلى ذلك، فهناك حلقة مكتشف النجوم المنتج نصر محروس، التى لاقت نجاحًا كبيرًا بين الجمهور، لأنها كانت كاشفة لكل الشائعات التى طالت هذا المنتج، الذى قدم نجومًا كبارًا على مدار مشواره الفنى، وهناك أيضًا حلقات النجم وليد توفيق والكاتبة فريدة الشوباشى والمنتج محمد مختار، وأيضًا السفيرة إيناس سيد مكاوى، التى أعجبتنى كثيرًا بسبب مواقفها الداعمة للمرأة، وهذه الحلقات كانت قريبة لقلبى، لأنها كانت مريحة ولا تخلو من طرح الموضوعات المهمة بكل حيادية ومهنية، دون الإساءة للضيف.

أما الحلقة التى تأثرت بها وبكيت عقب إذاعتها فكانت حلقة صديقى ومثلى الأعلى الفنان الراحل سمير صبرى. 

■ ما سر تأثرك بحلقة الفنان الراحل سمير صبرى؟

سمير صبرى هو أحد أهم الإعلاميين والفنانين الذين سنفتقدهم كثيرًا، لأنه لا يوجد له مثيل، فهو فنان وإعلامى شامل، وقد ربطتنى به علاقة صداقة وأبوة، فأنا من تلاميذه فى العمل الإعلامى، كما تعلمت منه كثيرًا على المستويين المهنى والشخصى.

وقد بكيت بشدة لرحيله، خاصة أننى لم أتوقع هذا الرحيل المفاجئ، لأننى كنت بصحبته قبل رحيله بساعات، وكان فى كامل صحته ولياقته البدنية وكان ضاحكًا وبشوشًا، وفى هذا اللقاء الأخير تحدثنا فى كل شىء، وكأنه كان يقول وداعًا، وقد تذكر ليلتها العديد من الأمور عن علاقته بعدد من الفنانين.

وقد سعدت جدًا بالحلقة التى قدمتها عنه بعد وفاته مباشرة، والتزمت بإذاعة جميع الفيديوهات التى سجلتها معه دون زيادة أو نقصان، وكانت الحلقة من الأكثر مشاهدة، وكان لها صدى جماهيرى كبير، وقد تلقيت اتصالات متعددة من شخصيات عامة وفنانين وفنانات حولها، وكلهم أثنوا بشكل كبير على الحلقة، وعلقوا على مدى التزامنا فى البرنامج بميثاق الشرف الإعلامى فى كل ما نقدمه. 

أما عن الجدل الذى أثير حول ابنه عقب وفاته مباشرة، فأقول لمن أثار ذلك الجدل: اتقوا الله فى قيمة فنية وإعلامية أثرت الحياة الفنية فى مصر، فليس من الأخلاق فتح ملفات تخص المتوفى ما دام لم يتحدث عنها أو يتناولها على الملأ قبل وفاته، وإن كانت هناك أسرار صرح بها لمقربين منه فليس من حق أى شخص أن يفشيها، سواء كانت شخصية أو مهنية.

■ قدمت نوعيات مختلفة من البرامج.. ألا يشكل ذلك الأمر صعوبة؟

- التنقل بين البرامج يجرى بسلاسة بالنسبة لى، لأننى أحب مهنة الإعلام، واخترتها لدراستى فى الجامعة، ثم عملت لها، وقد دخلت مجال الإعلام منذ أكثر من ١٨ عامًا، من خلال قناة «روتانا موسيقى» ثم «روتانا سينما» ثم «روتانا مصر»، وقدمت خلال تلك الفترة العديد من الحفلات والمهرجانات الموسيقية، وأجريت لقاءات مع كبار المطربين، وبعدها انتقلت إلى قناة «دريم»، وقدمت برنامج «الباب المفتوح»، الذى أعتبره فاتحة الخير علىّ، وقدمت من خلاله أهم الملفات الاجتماعية وقتها.

وبعد ذلك قدمت برنامج «صبايا» على قناة «المحور»، وهو ما جعلنى أصل إلى شريحة مختلفة من الجمهور، ثم انتقلت بعدها إلى قناة «إم بى سى»، وقدمت توك شو سياسيًا بعنوان «نواب مصر».

وأنا دائمًا أسعى إلى تطوير نفسى، وأهتم بالأخبار والفنون والسياسة، وأهوى التنوع وأحرص عليه، وقد ساعدنى فى ذلك اطلاعى على مختلف المجالات، كما أن ثقة الجمهور تحتاج للثقافة والتعقل والحيادية وتنحية الرأى الشخصى ومداومة التعلم ومحاولة فهم كل ما تجرى مناقشته، مع التواصل الدائم واحترام عقل المشاهد، والالتزام بالمصداقية فيما يقدم، واحترام المهنة والاطلاع على كل المستجدات.

■ كنت واحدة من أهم المذيعات اللاتى قدمن البرامج الفنية فى السنوات الماضية.. فما سر نظرة البعض إلى مذيعى هذه البرامج باستهانة؟

- أرفض هذه النظرة، لأن الفن هو القوى الناعمة والمحركة للعديد من القضايا، ومن أهم المجالات التى تسهم فى تكوين ثقافة الشعوب، والنظرة السطحية للمذيعين الذين قدموا برامج فنية بزعم ارتباطهم بتقديم البرامج الخفيفة هو أمر سيئ، لأن مذيع الفن يستطيع التنقل بين الأفكار والموضوعات السياسية والاجتماعية والحياتية بسهولة، لارتباط الفن الوثيق بكل هذه القضايا.

■ مَن مثلك الأعلى فى العمل الإعلامى؟

- بكل تأكيد الإعلامى محمود سلطان كان أكثر من أسهم فى تكوين شخصيتى الإعلامية، وكانت له جملة شهيرة يقولها لى هى: «اغرفى من المعلومات اللى عندى».

وقد كان- رحمه الله- من أكثر الشخصيات التى تأثرت بها وتعلمت منه ألا أبخل على من أمامى بشىء أو معلومة، ودائمًا ما أنصح أبنائى وطلابى بها، لأن البخل فى توارث المعلومات وتبادل الخبرات يقدم جيلًا عقيمًا ينساق فقط إلى ما أمامه، كما أذكر بالخير الإعلامية والصديقة هالة سرحان، التى تركت بصمة كبيرة فى وجدان جيلنا بالكامل، وكان لها الفضل فى تشكيل وعى جيل كامل من المذيعين والمذيعات، هى والإعلامية نجوى إبراهيم، لأنهما أسهمتا فى تغيير شكل وصناعة البرامج، هذا بالطبع بالإضافة إلى صديقى الإعلامى محمد هانى والعظيم سمير صبرى. 

■ هل تهتمين بـ«التريند»؟

- أرى أن «التريند» سلاح ذو حدين، والأهم فى نظرى هو المحتوى وليست الفرقعة أو الأخبار الزائفة، لذا أهتم بـ«التريند» من خلال الموضوعات التى أقدمها والمناقشات التى تفيد المشاهد، وتكشف له عن جوانب لم تقدم من قبل.

■ أين أنت من العمل الإذاعى؟

- أتمنى طبعًا العمل فى الإذاعة، لأن ميكروفون الإذاعة ساحر، وقدم قامات كبيرة، والراديو يخاطب فئة مهمة، وأتمنى خوض هذه التجربة لكن لم تسنح لى الفرصة ولم يحالفنى الحظ فيها حتى الآن، وأتمنى أن أجد الفكرة التى أقدمها لجمهور الراديو. 

■ هل أثر التمثيل على عملك كمذيعة؟

إطلاقًا، لم يؤثر التمثيل على عملى كمذيعة، بل أضاف لى الكثير، وقد أسهم بشكل كبير فى تكوين شخصيتى، وجعلنى أكثر نضوجًا فى التعامل مع الكاميرا من منظور جديد وزوايا مختلفة. 

والفن دائمًا لديه سحر خاص، أعرفه لأننى حاورت نجومًا كبارًا، بحجم نور الشريف وفيروز ومحمد عبده وعمر الشريف وأحمد زكى وسميحة أيوب، وتعلمت منهم الكثير، لكن الإعلام هو مهنتى الأصلية، أما التمثيل فهو هوايتى التى لن أتخلى عنها، مع اختيار أدوار تناسبنى وتناسب مهنتى.

■ كانت لك تجربة مع الكتابة لماذا لم تتكرر؟

- صدر لى بالفعل كتاب يحمل اسم «ملفات مفتوحة»، يستعرض مجموعة من القضايا والملفات المجتمعية المهمة، على رأسها قضايا الفقر والجهل والمرض والفتاوى الغريبة، وأتمنى طبعًا تكرار التجربة فى أقرب وقت. 

■ ما البرنامج الذى تتمنين تقديمه فى الفترة المقبلة؟

- أتمنى تقديم برنامج للأطفال، على ألا يكون مجرد برنامج توعوى، بل يكون برنامجًا شاملًا، أستضيف فيه أطفالًا من مختلف الأعمار يناقشون فيه كل ما يشغلهم، لأننا نفتقر كثيرًا للبرامج والأعمال الفنية التى تخاطب هذه الفئة رغم أهميتها.