رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف الحسينى: برنامج «التاسعة» الأهم والأعلى مشاهدة حاليًا و«المتحدة» نجحت فى تحويل «القناة الأولى» إلى «ند قوى»

يوسف الحسيني
يوسف الحسيني

واحد من أهم الوجوه الإعلامية فى الوقت الحالى، نجح فى صناعة اسمه خلال فترة وجيزة، وتمكن من وضع بصمته المميزة على برامج «التوك شو»، حتى أصبح علمًا مهمًا من أعلام هذه النوعية من البرامج.

إنه الإعلامى يوسف الحسينى، الذى نجح عبر إمكاناته الإعلامية وطلته المميزة فى جذب كثير من المتابعين لبرنامج «التاسعة» على شاشة قناة «مصر الأولى»، إلى جانب تميزه الإذاعى من خلال برنامج «حروف الجر»، الذى يقدمه عبر محطة «نجوم إف إم».

«الدستور» التقت الإعلامى فى الحوار التالى، للحديث معه عن هذه التجارب، ورؤيته للمشهد الإعلامى المصرى فى الوقت الحالى، إلى جانب تحليله للوضع السياسى الراهن ولتعامل مصر مع الأزمات المختلفة، على ضوء عضويته الحالية فى مجلس النواب.

■ ما الذى تغيَّر فى «ماسبيرو» منذ عملك به فى ١٩٩٨ حتى تقديمك برنامج «التاسعة»؟ 

- بالتأكيد تغير العديد من الأشياء بحكم المتغيرات التى شهدها المجتمع كله خلال هذه الفترة، وهو ما يعبر عنه برنامج «التاسعة»، الذى يشاهده الملايين فى مصر والوطن العربى.

فبرنامج «التاسعة» يواكب السرعة والتطور والتغيرات التى حدثت فى مصر، ويغطى جميع الأحداث المحلية والعالمية. أما فى بداية عملى بالتليفزيون، لم تكن تتوافر كل هذه الإمكانات، وكان المشاهد ينصرف لمشاهدة القنوات الخاصة. 

و«التاسعة» برنامج لكل المصريين، نشارك المشاهد فيه كل التفاصيل، ونناقش الموضوعات المختلفة بكل صراحة ووضوح وشفافية وحيادية، وأستطيع القول إنه أصبح البرنامج الأهم والأعلى مشاهدة حاليًا، ومنافسًا قويًا لكل برامج «التوك شو» المختلفة.

■ كيف رأيت ما فعلته شركة المتحدة للخدمات الإعلامية من تطوير للتليفزيون المصرى ليصبح منافسًا للقنوات الفضائية المختلفة خلال الفترة الأخيرة؟

- شركة المتحدة للخدمات الإعلامية بذلت جهدًا جبارًا من أجل استعادة المشاهد إلى التليفزيون المصرى، وجعلت القناة الأولى «قناة مصر الأولى» منافسًا قويًا للقنوات الفضائية الخاصة الموجودة حاليًا.

وأرى أن تجربة شركة المتحدة لتطوير القناة الأولى تجربة متكاملة، وفرت خلالها كل الإمكانات للنهوض بشاشة التليفزيون المصرى وقناته الرئيسية، من خلال الاستعانة بكوادر إعلامية مميزة، وأجهزة وكاميرات متطورة، إلى جانب إتاحة سقف حرية كبير مثل الذى تمتلكه القنوات الخاصة.

وتبعًا لذلك أصبحت قناة مصر الأولى تمتلك كل الإمكانات التى تجعلها عنصر جذب كبيرًا للجمهور، خاصة مع وجود برامج منوعة تشبع رغبات المشاهد، سواء برامج الرياضة أو الفن أو «التوك شو»، إلى جانب الأعمال الدرامية.

■ هل يمكن تعميم هذه التجربة على بقية قنوات التليفزيون المصرى؟ 

- تطوير شاشات التليفزيون المصرى المختلفة يحتاج إلى مجهود كبير وميزانية ضخمة. وفى اعتقادى أن شركة المتحدة إذا أتيحت لها الفرصة، لن تبخل بتطوير كل القنوات على التليفزيون المصرى. وأتوقع أن تكون قناة مصر الأولى هى شرارة الانطلاق نحو هذا التطوير، خاصة مع النجاح الذى تم تحقيقه على جميع الأصعدة فى القناة.

■ كيف يمكن أن يسهم الإعلام فى نجاح الحوار الوطنى المنتظر؟

- سعيد جدًا بدعوة الرئيس السيسى لإطلاق الحوار الوطنى، وفتح العديد من الملفات خلال جلساته المختلفة، لأن ذلك يخلق فرصة أوسع لعرض وتبادل وجهات النظر والرؤى المتباينة، خاصة مع عدم اقتصار الأمر على المعارضة فقط، وشموله جميع الأطياف والألوان.

وأرى أن الإعلام له دور كبير فى نجاح الحوار الوطنى، من خلال عرض جميع وجهات النظر وتحليلها، والتركيز على أن تكون أولوياتنا هى خدمة الصالح العام، وليس المصالح الشخصية الضيقة، خاصة أن الدولة جادة جدًا فى دعوتها لهذا الحوار والإيمان بأهميته الكبيرة.

ويجب أن يسلط الإعلام الضوء على كل القضايا، وفقًا لرؤية واقعية ومفهومة ومبنية على الحقائق والأرقام والمتغيرات الاقتصادية والإقليمية، وأعتقد أن الحوار فرصة جيدة للإعلام المصرى من أجل استعادة بعض تأثيره، وأداء دوره فى بناء الوعى وحماية الفكر.

■ بحكم معرفتك الاقتصادية القوية، ما تقييمك لتعامل الدولة مع الأزمة الاقتصادية التى يمر بها العالم الآن وتؤثر بالتبعية على مصر؟

- الدولة المصرية تتعامل مع الأزمة العالمية الحالية بكل وضوح وشفافية، ووفقًا لاستراتيجية شاملة وخطة ورؤية مختلفة وضعتها على المدى الطويل، وتهدف إلى الارتقاء بالمستوى المعيشى للمواطن.

وهذه الرؤية والخطة طويلة المدى لم توضع بعشوائية، ولكن من خلال دراسة مستفيضة، بقيادة وتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتضمنت رؤية وحلولًا للأزمات وفقًا لإمكانيات الدولة.

وأعتقد أن دولة بحجم مصر نجحت فى تجاوز أزمة «كورونا»، يمكنها أن تتجاوز الأزمة الاقتصادية، خاصة أن القيادة السياسية تعمل ليل نهار، وهو ما يخيب آمال المشككين فى قدرة الرئيس على الارتقاء بالدولة. 

والاقتصاد المصرى من أقوى اقتصادات المنطقة، لكن أعتقد أننا مطالبون بالعمل على مواجهة حالة الغلاء والركود بالإنتاج والعمل، والوقوف وراء الدولة، ووجهة النظر والسياسة الحكيمة التى تتبناها فى إدارة الأزمات، لمواصلة الحفاظ على الاستقرار الاقتصادى، إلى جانب تنفيذ برنامج يدعم النمو المستدام والتشغيل المستمر.

وبصفة عامة، أرى أن الإجراءات التى تتخذها الدولة للخروج من الأزمة «جيدة جدًا»، مع التشديد على أنها أزمة عالمية يمكن أن تستمر لفترة طويلة، وإذا لم تكن لدينا خطة على المدى الطويل لمواجهتها، سنواجه ما لا يُحمد عقباه.

■ وماذا عن رؤيتك للوضع فى مصر على المستوى السياسى الداخلى والخارجى وكذلك مواجهة الجماعات الإرهابية؟ 

- الوضع الداخلى للدولة وصل إلى مرحلة كبيرة من الاستقرار، بفضل رؤية وسياسة حكيمة على جميع المستويات، وسياساتها فى الخارج قوية جدًا، ولديها ثقل كبير فى المنطقة العربية والعالم بأسره، خاصة ما يتعلق بتطبيق مبدأ عدم الانحياز أو التدخل فى شئون الآخرين، وهو ما جعل لها كلمة قوية على مختلف المستويات.

نعم نجحت الدولة فى كشف الوجه القبيح للجماعات الإرهابية على جميع الأصعدة، وأبرز دليل على ذلك التسجيلات التى تم طرحها من خلال مسلسل «الاختيار ٣» فى رمضان الماضى، وانكشفت فيها مخططات هذه الجماعات للقضاء على الدولة، وأنه لولا وجود رئيس قوى وقيادة سياسية قوية لشهدت مصر الكثير من الأزمات الصعبة.

■ لماذا توصف دائمًا بأنك «مذيع مثير للجدل»؟

- أنا اعتدت دائمًا على أن أقول رأيى، ولا يوجد لدىّ أى استعداد للتوقف عن طرح وجهة نظرى، وأعتقد أنه من المهم أن يعرف الجمهور رأى الشخص الذى يظهر أمامه، وأن جزءًا من «الموضوعية» أن تكون للإعلامى وجهة نظر يقدمها.

وأنا لا أفضل كلمة «إعلامى»، وأسمى نفسى «صحفى تليفزيونى»، وهناك بالمثل «صحفى إذاعى»، فى إطار واحد أعم وأشمل هو الصحافة المعنية بطرح آراء حول مختلف القضايا فى المجتمع.

لذلك أنا أعتبر أن برنامجى هو مساحة للرأى بطريقة متلفزة، أو ما يمكن أن نسميه «صحافة مصورة»، وفى النهاية لك أن تختلف معى أو أن تتفق، والأهم هو وجود مساحة من المناقشة تدفع لظهور مزيد من الأفكار وتبادل وجهات النظر وفتح زوايا جديدة للحوار.

■ كيف ترى المشهد الإعلامى الآن؟ 

- المشهد الإعلامى أصبح أكثر تفاعلًا مع كل القضايا مقارنة بما كان يحدث فى الماضى، وأصبحت هناك رؤية وأهداف واضحة للخطاب الإعلامى، وأصبح هذا الخطاب أكثر انضباطًا ووعيًا وتطورًا، وهو ما نلمسه بالفعل على جميع الشاشات. 

■ وماذا عن دور نقابة الإعلاميين فى ضبط هذا المشهد؟

- نقابة الإعلاميين استطاعت ضبط المشهد الإعلامى بشكل كبير، خلال الفترة الأخيرة، وهى لا تنتهج سياسة المنع، بل محاسبة المخطئ، خاصة أن الإعلام شهد حالة من الفوضى خلال فترة ما، حتى جاءت النقابة وجعلت المشهد أكثر استقرارًا وانضباطًا، بعد أن كانت العملية «سداح مداح»، فلا بد من وجود أطر تحكم العملية الإعلامية ككل.

■ ارتبطت بعلاقة وطيدة مع الإعلامى الراحل وائل الإبراشى.. كيف كانت؟ وما مدى تأثرك بوفاته؟

- المشهد الإعلامى افتقد إعلاميًا بحجم وائل الإبراشى، فهو إعلامى محايد وصحفى استقصائى من الدرجة الأولى، وأنا شخصيًا افتقدت معلمًا وأبًا وصديقًا، افتقدته على المستويين المهنى والشخصى، لأننى ارتبطت به منذ دخولى الأول إلى عالم الصحافة، وتعلمت على يديه الكثير، وأعتقد أن المشهد الإعلامى لن يجد بديلًا له، لأنه قلما تجد إعلاميًا مؤثرًا فى الشارع المصرى. 

■ لك العديد من التجارب الإذاعية آخرها برنامج «حروف الجر».. ما المختلف بين الإذاعة والتليفزيون؟

- الراديو ساحر وممتع بكل المقاييس، ويختلف كثيرًا عن التليفزيون، لأنك تتعامل مع المستمع بصوتك من أجل إيصال رسالتك إليه، لذا فهو أصعب من التليفزيون، لكن له سحر خاص، كما أن ميكروفون الإذاعة يجعلك تتعلم الكثير فى التعامل مع المستمع، لأنه يدقق بصورة أكبر فيما يستمع إليه.

■ ما الذى أضافه يوسف الحسينى الإعلامى إلى يوسف الحسينى عضو مجلس النواب، والعكس؟

- حينما دخلت مجلس النواب وجدت أن الأمر مختلف تمامًا فى الداخل، حيث خلية نحل تعمل بانضباط شديد، وأصبحت لدىّ رؤية للأمور أكثر اتساعًا، وصرت أكثر ترويًا وهدوءًا فى مناقشة أى شىء، يمكن أن أقول إننى أصبحت أكثر نضجًا، كما تعلمت أن الأمور لا بد أن تُناقش بسلاسة، وأن نحاول الإلمام بكل الجوانب فى الموضوع محل البحث، وأنه لا توجد مساحة للخطأ.

أما يوسف الحسينى الإعلامى فيخطئ أو يخفق، لأن الصحفى أو الإعلامى أكثر تسرعًا فى الحصول على المعلومة، وأحيانًا لا يخطئ، ودائمًا ما تكون لدىّ مراجعات لكل شىء فى عملى، لذلك يمكن القول إن مجلس النواب منحنى قدرًا كبيرًا من النضج، والسعى إلى تقليل الأخطاء قدر الإمكان.

■ وماذا عن تجربة إنتاج فيلمى «الإمارة» و«التنظيم» ولماذا لم تحولهما إلى فيلمين سينمائيين؟

- تجربة إنتاج فيلمى «التنظيم» و«الإمارة» من أكثر التجارب الممتعة والجادة فى حياتى، لأن الأفلام الوثائقية ترصد الواقع كما هو، وتقدم الحقائق بالأدلة والمستندات، ولدىّ العديد من المشروعات الجديدة فى المجال الوثائقى، وأتمنى أن تخرج للنور قريبًا، لكنها تواجه العديد من المشاكل، أهمها التمويل، لأن المنتجين يحسبون الأفلام الوثائقية على «الفئة النخبوية»، فهى أفلام غير تجارية، لذا فإن إنتاجها أو تحويلها إلى أفلام سينمائية يحتاج مجهودًا وميزانيات ضخمة.

■ لكنك صرحت برغبتك فى إنشاء شركة لتقديم الأفلام الوثائقية.. لماذا توقفت هذه الفكرة؟

- بالفعل كان لدىّ مشروع لتأسيس شركة لإنتاج الأفلام الوثائقية، وكما قلت لدىّ العديد من الأفكار، والتى لا تقتصر على إنتاج أفلام سياسية فقط، بل يمكن أن نعمل على أفلام تتعلق بأمور إنسانية.

لكن المشروع توقف لأنه يحتاج إلى ميزانية ضخمة، وأتمنى التعاون مع الشركة المتحدة لتقديم هذه الأفكار التى توثق أحداثًا ووقائع هامة، ينبغى أن نقدمها للمشاهد كما هى دون تزييف.

■ ظهرت كضيف شرف فى بعض الأعمال الفنية.. هل من الممكن أن تقتحم عالم التمثيل؟

- إطلاقًا.. لا توجد لدىّ نية لخوض تجربة التمثيل، وكل الأعمال التى ظهرت بها كانت كضيف شرف بشخصيتى الحقيقية، وجاء ذلك مجاملةً لصناع العمل وأصدقائى، ولا أستطيع أن أرى نفسى ممثلًا.