«حياة الجنود الأمريكان في العراق».. كيف وثقت الروايات مآسي الحروب؟

استعرض بعض الأدباء والروائيين ظروف الحرب القاسية في أعمالهم الروائية، وتبعات تأثير هذه الحروب على حياة المواطنين اليومية سواء الظروف الاقتصادية أو النفسية.

وصورت بعض الروايات الجنود الأمريكان الذين تم التأثير عليهم من خلال الميديا وطرح أفكار من خلال السينما لغسل عقولهم وتصدير صورة معينة لإثارة الغرور بداخلهم. 

نتطرق لاستعراض ما جاء في الروايات التي وثقت الحرب ومزجت بين الواقع والخيال من خلال تقرير نشرته جريدة "أخبار الأدب" تُرجم عن توم وراد لمجدي عبد المجيد خاطر.

رواية المسلخ رقم خمسة.. رواية فونيجت

صدرت رواية المسلخ رقم خمسة عام 1969، وهي تعد أولى الروايات التي تمزج بين الحداثة العبثية والثقافة الشعبية مع سرديات الحرب العالمية الثانية الجادة. حسب جريدة "أخبار الأدب". 

رواية "المسلخ رقم خمسة" للروائي الأمريكي كيرت فونيجوت، وهي تكشف عن وجه الحرب القبيح. وتصف الرواية الجنود الأمريكيين إثر الحرب العالمية الثانية بأنهم أطفال أو صبية أغرار، ضُللوا بأفلام هوليوود التي تعرضت لمغامرات الجيش الأمريكي في الحروب والمعارك بأفكار مضللة. 

وغلب الحماس والغرور على الجنود الأمريكان في حرب وحشية، تزامنا مع روايات أسطورية زائفة عن البطولة. وراجت الرواية واكتسبت شعبية كبيرة إثر الحرب العالمية الثانية. 

لمن تقرع الأجراس.. هيمنجواي

يسرد هيمنجواي في رواية "لمن تقرع الأجراس" حكايات الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينات القرن الماشي التي عاشها الإسبان بين الجمهورين والفاشستيين. وتوثق الراوية مرحلة سعي إسبانيا لبناء دولة حديثة.

صدرت رواية "لمن تقرع الأجراس"  عام 1948، وواجهت نقدا لاذعا، لأنها حسب منتقديها، لم تتناول تفاصيل الحرب بين الجمهوريين والفاشستيين التي استمرت لمدة ثلاث سنوات.

وتتناول الرواية قصة حياة البطل الأمريكي روبرت جوردون الشاب الذي سافر إلى إسبانيا وانتمى إلى الكتائب الدولية التي رافقت إحدى الفصائل التي تخوص الحرب الأهلية الإسبانية، وقد تم تعيينه بمهمة دقيقة، تتجلى في قطع الإمداد عبر الجسور على الخصوم، بصفته خبير في هذا المجال. 

واستكشفت الرواية القناعات الفلسفية للمتمردين ضد الفاشية، ورُشحت للحصول على جائزة البوليترز. 

ساحة الماس.. ميرثي رودوريدا

صدرت رواية "ساحة الماس" بترجمة عربية لطلعت شاهين عن الهيئة العامة المصرية للكتاب عام 1996، كما صدرت لها ترجمة أخرى بعنوان زمن الحمام". وحولت لفيلم سينمائي عام 1982 إخراج فرانسسكو بيتري بطولة سيلفيا مونت. 

وتستعرض الرواية المجتمع الإسباني في فترة الحرب الأهلية الإسبانية وأثناءها وبعدها، ترويها الشخصية المحورية تمبل البراءة في الحياة. وتكشف الرواية عن تأثير الحرب الأهلية الإسبانية عن الأفراد ومصائر المواطنين وتعثر حياتهم اليومية، من ناحية الأحوال الاقتصادية. 

عملت ميرثي رودوريدا في حكومة كتالونيا إثر الحرب الأهلية الإسبانية لذا نُفيت إلى فرنسا. خلال هذه الفترة بدأت في كتابة الروايات وكانت رواية "ساحة الماس" هي الأولى من التي تنشر باللغة الإنجليزية. حسب جريدة "أخبار الأدب" الذي ترجمه مجدي عبد المجيد خاطر من توم وارد.

الطيور الصفراء.. كيفن باورز

صدرت رواية كيفن باورز قبيل نهاية عام 2012. وهي الرواية الأولى في حياته، تدور حول الحرب الأمريكية في العراق. 

تدور الرواية حسب حسين كركوش في "الحوار المتمدن"، حول "جون بارتل" الجندي الأمركي الذي يذهب للحرب رفقة جندي أصغر منه عمرا في الثامنة عشر يدعى "ميرفي" الذي تبكي والدته وتتوسل لـ "بارتل" أن يعيده سالما من الحرب. 

يتعهد "بارتل" -حسب أحداث الرواية- أن ينفذ وصية والدة "ميرفي"، لكنه يفشل في تحقيقه، إذ يقتل "ميرفي" في الحرب ويسقط في مياه دجلة كما ابتعل البحر النبي يونس. يشعر "بارتل" بالندم وتأنيب الضمير وتتحول حياته جحيما. 

الرواية تعد تسجيل لواقع الحياة اليومي الذي عاشه كيفن باورز في العراق، أثناء تواجده ضمن قوات الاحتلال العراقية في مدينة "تلعفر" في محافظة "نينوي" خلال عامي 2004-2005، ورغم ذلك لم تخرج الرواية تسجيلية بالشكل الكامل، أو كُتبت كسيرة ذاتية، بل جاءت عمل سردي يمزج ما بين الواقعية والتخيل.