رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معزوفة الأرنب» رواية جديدة عن منشورات المتوسط

 معزوفة الأرنب
معزوفة الأرنب

صدرت عن منشورات المتوسط - إيطاليا، رواية جديدة لصاحب رواية "اللوز المر" المغربي محمد الهرادي، حملت عنوان "معزوفة الأرنب"، وتقع في 208 صفحات من القطع الوسط.

يقول الناقد المغربي الدكتور محمد برادة عن الرواية في كلمة الغلاف التي جاءت بقلمه: “هذه رواية غنيَّة في عناصرها الواقعيَّة، غرائبيَّة في تهويماتها التخييليَّة، جميلة بلغتها المتدفِّقة، المُكتنزَة للاستعارات والإحالات، الطامحة إلى الإمساكِ بالكينونة المتأرجحة بين الطابَع البشري والظلال الخرافية ... القارئ لن يفلتَ من سِحْرها قبل أن يستوعب دلالاتها ورموزَها التي تستوحي مشاهِدَ الطفولة الملتحمة بتاريخ المغرب قُبَيْلَ الاستقلال ثمَّ بعدهُ، كما سيتوقَّفُ عند شخصيَّتَيْ إدريس الذي لَقَّبَ نفسه بـ «صاحب السُّمُوِّ»؛ وسعاد التي درستْ الأدب الإنجليزي، وواجهتْ تجربة تحقيق الذات، من خلال علاقة غرامية مُلتبَسَة مع إدريس المفتون بتاريخ روسيا وأبطال ثورتها وروايات كُتَّابِها وسيمفونيات مُوسيقيِّيها ... وفي الخلفيَّة وعَبْر الأحداث ينتصبُ مكتبُ «أرشيف الدولة»؛ حيث يعمل إدريس وسعاد، وحيثُ تكمنُ بذورُ «الدَّاء الوطني» الذي يهدِّدُ حُرِّيَّة المواطنين ويَلْجُمُ ألسنتَهُم، ويُلقي بهم في أَتُون القلق المُفجِّر لأسئلةِ الكينونة في سياقٍ يُعادي الحياة. ومِنْ هذا القلق ينسُج الهرادي «معزوفة الأرنب» التي تستعيرُ قماشها من الذاكرة البشرية، ومن التهويمات الخرافية، الفانتاستيكية، مُتطلِّعةً إلى الإمساك بما يظلُّ مُتحصِّناً في زئبقيَّئه. لا أبالغ إذا قلتُ إن صاحب «اللوز المُرّ» يُدشِّنُ بهذه الرواية مرحلة جديدة من مساره ومن مسار الرواية المغربية المتطلِّعة إلى أُفق يُلائمُ بين مخزون الذاكرة وانفلاتات التخييلِ المُتدثِّر باللغة الرقراقة الموحية".

من أجواء الكتاب: "وهو يحاول وصف حالته ذلك الصباح بعيدا عن سمك السردين المِزوَاج المَحشوّ بالثوم والبقدونس، ويقرأ بغير حماس بضع كلمات من كتاب ما، ثمَّ يَقذِف به في اتِّجاه سلَّة المهملات، يتخيَّل نفسه في سنٍّ أقلّ من الثلاثين التي كانت هي سنَّهُ الحقيقية، ثمَّ وهو يركب درَّاجة الهارلي دافدسون وخلفه عشيقته اليانعة، يقطعان الأودية المقفرة وعَتَمَة الغابات، ويتسلَّقان الجبال، ويقيمان في الفنادق الصغيرة، وهو يلتهم العالم البِكْر بعينَيْه من وراء نظَّارة شمسية، ويرى الأرنب الأبيض الصغير يعدو بحماس ودون توقُّف في قلب الخضرة الشاسعة. ثمَّ وهو يستيقظ ويتحرَّر من سِحْر تخيُّلاته دون أن يصل إلى لحظة الذُّرْوَة، وهو ينهض ويتمشَّى داخل مساحة الصالون الفارغة، مُتتبِّعا بتصميم خطَّ سَيْر الشقوق الصغيرة على الجدران وخطوط مربَّعات الزِّلِّيْج المرصوفة وبقع الطلاء الباهت، وهو يُلقي من حين لآخر نظرة على السماء، مرَّة تلو أخرى، يتوقَّف، وربَّما شعر للحظة أنه كائن جديد، كائن مُصمَّم لتغيير شيء ما، لا يعرف حقيقة هذا الشيء، لكنه متأكِّد من وجوده، وربَّما يكون قريبا منه، لكنْ، ما الذي كان يريد تغييره، يا ترى ؟ لا يدري هو نفسه ما يخفيه هذا السؤال من سخف وزَيْف".

محمـد الهرادي: كاتب مغربي من مواليد مدينة القنيطرة، عام 1946. عمل مفتشاً رئيسياً بوزارة التربية الوطنية، وأستاذاً في علوم التربية وباحثاً بمركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط.

صدر له: رواية (اللوز المر) في دمشق 1980، ورواية (أحلام بقرة) في الدار البيضاء 1988، ومجموعة قصصية (ذيل القط) الدار البيضاء 1990، وسيرة (نوبير الأموي: موقع في قمة جبل) في الرباط 1995، ورواية ديك الشمال في الرباط 2001، ورواية (دانتي)في بيروت 2015.