رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى القديسة جان دارك الشهيدة

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى القديسة جان دارك الشهيدة. وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني سيرتها قائلا: "ولدت جان دارك في دومريمية فرنسا في 6 يناير عام 1412 لعائلة من الفلاحين، والدها جاك دارك ووالدتها إيزابيل رومية وكانت تعيش مع والدتها في دومريميه في الوسط الشرقي من فرنسا”.

وأضاف: “لكن بالرغم من فقرهما هذا إلا أن والديها علموها التقوى وتعلمت المهارات المنزلية من والدتها، ولم يغامروا قط بالابتعاد عن الوطن، كما تولت جان دارك رعاية الحيوانات وتعلمت الخياطة”. 

وتابع أن جان كانت تعيش حياة إلهية مع الجميع، وأن أول رؤيا لها كانت في عام 1424 عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، حين رأت رئيس الملائكة ميخائيل وكاترينا الإسكندرانية والقديسة مارغريت في احدى الحقول وطلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد وإعادة العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكاً. وقالت جان دارك بأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غاية في الجمال.

وواصل: في السادسة عشر من عمرها طلبت من الكونت روبير دو بودريكور قائد الحماية أن يطلب الإذن لها بالذهاب إلى البلاط الملكي في شينو الواقعة غرب البلاد، في بداية الأمر قوبل طلبها بالسخرية ولكن تم السماح لها في النهاية حيث حصلت على تأييد اثنين من أصحاب المكانة والنفوذ، هما جان دو متز وبرتران.

وتابع: اندلعت حرب المئة عام في سنة 1337، بعد أن طالبت انجلترا بحق العرش الفرنسي، عانت فرنسا كثيرا جراء هذه الحرب وكان الإنجليز على وشك تحقيق هدفهم حتى ظهرت جان دارك. حدث تصارع بين دوق أورليان لويس وابن عمه جون الأول على الحكم واستغل ملك إنجلترا هنري الخامس هذه الأحداث المضطربة.
مضيفا: قام الملك الإنجليزي بغزو فرنسا وحقق انتصارا كبيراً في معركة أجينور عام 1415، تمكن بعدها من السيطرة على معظم المدن الواقعة في شمال فرنسا وبعد ذلك قام البورغنديون باحتلال جزء من المدن الشمالية الفرنسية.

وتابع: كانت جان دارك قد تنبأت بانسحاب الجيش فذهبت إلى مدير البلاط الملكي وأخبرته ولكن لم يكن المحيطين بالملك واثقين في جان حيث كانوا يظنونها مشعوذة أو زنديقة، لذا أخذوها إلى الكنيسة للتحقق من مسيحتيها وأثبتت التحقيقات إيمانها وانتمائها للمسيحية الكاثوليكية وقام روبِر دو بودريكور بمنح جان دارك فرصة مرافقته لشينو بعد سماعه لخبر تحقق نبوءتها بالانسحاب العسكري.

وتابع: بعد ذلك قامت جان دارك عبر أراضي البرغنديين بالتنكر بهيئة رجل وحازت على اعجاب الملك شارل السابع وعقد معها اجتماع سري. وبعد مرور سنوات من الهزائم المتتالية، سيطر الإحباط على القيادة العسكرية والمدنية في فرنسا وأفقدها مصداقيتها.

وواصل: وبعد أن قام الملك شارل السابع بوضع جان دارك، على رأس الجيش، طلبت جان السماح لها بالذهاب مع البعثة المرسلة لإنقاذ أورليان على هيئة فارسة، معتمدة على التبرعات في الحصول على الدروع، والخيل، والسيف. 
قادت دارك الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمة خلال حرب المئة عام، لتمهيد الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد. ولكنتها وقعت في يد البرغنديين كأسيرة، وعندما طلبوا عليها مبلغ من المال، رفض الملك شارل أن يدفع المقابل المادي لتحريرها من الأسر. ونتيجة ذلك قامت انجلترا بأخذها مقابل مبلغ كبير من المال.

ثم عقدت محاكمة لها بتهمة الهرطقة، وكانت عقوبة هذه التهمة هي الإعدام وقيل إن المحاكمة لم تكن نظامية على الإطلاق حيث قاموا ببعض التلفيقات بغرض إعدامها.

وتابع: وعندما أصدر حكم الإعدام بالحرق عليها وتم تنفيذه في الثلاثون من مايو عام 1431، قدم المحقق جان بريال والسيدة بريال وإيزابيل رومية بإجراءات اعادة محاكمة في عام 1452 وقام فريق من اللاهوتيين بتحليل شاهدة 115 شاهد، وكان نتيجة ذلك أن أثبتت التحقيقات براءتها واعتبرتها شهيدة.

مختتما: ومن التكريمات التي حصلت عليها جان دارك بعد وفاتها: قام فيليكس دوبان لوف أسقف أورليانز ، بإغداق المديح على جان دارك مما لفت الانتباه، في فرنسا وإنجلترا أصبحت جان دارك رمزا للرابطة الكاثوليكية، في فرنسا خلال القرن السادس عشر. كما قام بتطويب جان دارك عام 1909. وقام البابا بنديكت الخامس عشر في 16 مايو 1920 بإعلان جان دارك قديسة.