كورونا والحرب.. كيف أثرت أزمة الرقائق الإلكترونية على مبادرة إحلال السيارات؟

جاءت مبادرة إحلال السيارات الملاكي القديمة المتهالكة بأخرى تعمل بالغاز الطبيعي، لتكون بادرة أمل للحد من تلوث البيئة والتوفير في نفقاتها لانخفاض تكلفة الغاز الطبيعي عن السولار والبنزين وشارك فيها العديد من المواطنين.

وتتمثل الفائدة منها في الآثار الإيجابية التي ستعود على الاقتصاد القومي، ومنها الحد من تلوث الهواء والحفاظ على البيئة من الانبعاثات الكربونية الضارة، وتخفيض الدعم المقدم للوقود من خلال التحديث والدفع بسيارات حديثة تستهلك وقودًا أقل.

ولكن بسبب أزمة نقص الرقائق الالكترونية التي بدأت بعد أزمة فيروس كورونا، وواصلت في إحداث مشكلة عالمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، خاصةً وأن كلا الدولتين هما مصدران للغازات الأساسية اللازمة لتصنيع الرقائق الإلكتروني، تعطلت الكثير من المصالح ومنها تأخير تسليم سيارات المبادرة في موعدها الرسمي وذلك لأن هذه الرقائق تدخل في تصنيع السيارات.

صناعة السيارات الأكثر تأثرًا بنقص الرقائق الإلكترونية

كانت صناعة السيارات من أبرز الصناعات التي تأثرت بأزمة الرقائق الالكترونية وفي تقارير إخبارية صادرة ذكرت أن صانعي السيارات سيخفضون إنتاجهم بما لا يقل عن 1.3 مليون سيارة بحلول نهاية العام الجاري.

وهو ما ذكره الدكتور طارق عوض، المتحدث باسم المبادرة الرئاسية إحلال السيارات بوزارة المالية، أن الرقائق الإلكترونية أثرت على إنتاج السيارات على مستوى العالم، وأدت لتأخير موعد تسليم السيارات ضمن مبادرة الإحلال، مؤكدًا أنه سيجري العمل على تسليم 1800 سيارة أخرى مع نهاية الشهر الحالي.

وبالفعل، وصل عدد الطلبات المقدمة للمبادرة وتنطبق عليها الشروط على الموقع الخاص بها إلى 39 ألف طلب تنطبق عليها الشروط، وجرى تسليم 18 ألفا و200 سيارة من جميع أنواع السيارات الملاكي والميكروباص بالأسعار القديمة.

وعن أهمية الرقائق الإلكترونية في صناعة السيارات يجيب خالد سعد، أمين رابطة مصنعي السيارات، لـ"الدستور"، أنها تدخل في صناعة الكهرباء الخاصة السيارات، ومع توجه الشركات لصناعة أجهزة التابلت والآي باد والموبايل واللابتوب بكثرة خلال أزمة فيروس كورونا.

وتابع: "لأن هذه الأجهزة كانت هي البديل أمام العالم أجمع مع الحظر الكلي الذي شهده ونتيجة للمكوث في المنزل والاعتماد عليها في عمليات التواصل والدراسة والعمل من المنزل، وبالتالي تأثرت صناعة السيارات سلبًا بشكل كبير".

وهو ما أكده الدكتور فادي رمزي، أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأمريكية، أن صناعة السيارات هي الأكثر تأثرًا باختفاء الرقائق الالكترونية لأن كل السيارات قائمة الأنظمة الإلكترونية، وبسببها انخفض إنتاج السيارات على مستوى العالم، وبالتالي رفع من سعر السيارات الموجودة بالفعل.

وأوضح رمزي، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الشركات أصبحت تغير من سعر السيارات بناء على وجود أو عدم وجود هذه الرقائق الإلكترونية، وأصبح الحصول على سيارة بالنسبة للمستخدم العادي أمر في غاية الصعوبة في الوقت الحالي.

ما هي مبادرة إحلال السيارات القديمة؟

وعن مبادرة إحلال السيارات القديمة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يناير ٢٠٢١ واستبدالها بأخرى تعمل بالغاز الطبيعي، حيث يتم توفير سيارات جديدة موديل العام للمواطن، وكذلك الحفاظ على البيئة وتحسين الشكل الجمالي للشوارع.

وتساعد المبادرة في خفض سعر السيارة الجديدة بنسبة من ١٠% إلى ١٥% عن سعر السوق، كما يشارك الجهاز المصرفي في المبادرة من خلال إتاحة قرض سداد كامل للسيارة نيابة عن المواطن، وبالتالي لا يتحمل المواطن أعباء سداد أي مقدمات خلاف أن عائد سداد القرض مخفض للغاية ولا يزيد عن 3%.

وبعد استلام السيارات القديمة يتم جمعها في ساحات التكهين في القاهرة والجيزة والقليوبية والبحيرة والبحر الأحمر، وبعد تسليم السيارة في ساحات التخريد يتم طمس هويتها بالكامل، وتكهينها بالكامل لضمان عدم عودة هذه السيارة مرة أخرى للشارع المصري.