رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لمقال رئيس وزراء ليبيا ورد الفعل الغاضب عليه

فتحي باشاغا
فتحي باشاغا

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالا منسوبا إلى رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان «فتحي باغاشا» ضرب كل جهوده في توحيد الصف الوطني الليبي، تحت عنوان «ليبيا تريد الوقوف مع بريطانيا ضد العدوان الروسي»، حيث عرض كاتب المقال المفترض (باشاغا) على بريطانيا الوقوف معها ضد روسيا، مؤكدا أن حكومته مستعدة للعمل مع بريطانيا لو أرادت شريكاً للرد ضد روسيا، مشيراً إلى أن حكومته هي شريكتهم المناسبة. يذكر أن «باشاغا» أطلق مبادرةً للحوار الشامل تهدف إلى إنهاء الانقسامات وترسيخ مبدأ المشاركة في وقت تشهد ليبيا اضطرابات سياسية ألقت بظلالها على الاقتصاد. 

ومن النقاط الشائكة التي أثارها المقال المنسوب لـ«باغاشا» هي ما يتعلق بالرئيس الروسي بوتين، حيث أوضح أن رئيس الوزراء المكلف شعر بالرعب عندما شاهد فلاديمير بوتين يغزو أوكرانيا، قائلًا: «كما في ليبيا، فإنني أعرف الشعور عندما شاهدت القوات الأجنبية تدخل بلداً بطريقة غير مشروعة، ومنذ عام 2014، دخل آلاف من المرتزقة التابعين لفاغنر، وهي مجموعة عسكرية خاصة قريبة جداً من فلاديمير بوتين، إلى بلدي وخلفوا وراءهم آثار الدمار. وتورط بوتين هو أمر يجب أن أشجبه بالكامل، ولكن عليَّ أن أذهب أبعد من هذا». وذكر المقال أن إمكانيات ليبيا المهولة تعزز الطمع فيها، لكن من الممكن أن تكون بديلا لما يحتاجه العالم، فلديها أكبر احتياطي للنفط في قارة أفريقيا، مضيفا: «عندما نستأنف ضخ النفط فسيساعد ذلك على استغناء العالم عن النفط الروسي، ويمكن للنفط والغاز الليبي المساعدة في تعويض النقص العالمي وتخفيض أسعار الوقود في بريطانيا». وتضمن المقال وعدا بإعادة الديمقراطية وتنظيم انتخابات في أقرب وقت بليبيا، وأكد أنه سيعمل على الحد من تدفق الهجرة غير الشرعية، معرباً عن صدمته من مظهر الناس الذين يغرقون في جماعات بالبحر المتوسط وهم يحاولون العبور إلى أوروبا، مؤكداً أنه لا يمكن حل المشكلة من دون مساعدة ليبية. وأوضح أن «باشاغا» يريد شراكة استراتيجية مع بريطانيا تقوم على التجارة والأمن والتشارك في الاستخبارات، كما يريد التبادل التجاري البريطاني، والأعمال المساعدة في إعادة بناء ليبيا، وكذلك تقديم الخدمات للشعب الليبي. وذكر أن الشعب الليبي لا يريد رؤية عقد آخر من الحرب الأهلية، ولا يريد أيضاً مشاهدة قوات المشاة التابعة لـ«فاغنر» وهي تنهب البلدات والقرى الليبية، فهم متعبون بعد كل هذه السنين، ولكن هذا لا يعني أنهم استسلموا، بحسب وصفه. وأضاف المقال أن الليبيين يريدون العيش في بلد طبيعي، بلد بحكومة واحدة وبانتخابات حرة ونزيهة، بلد خالٍ من المرتزقة، مثل أوكرانيا، وهو ما أثار غضب النشطاء والسياسيون في ليبيا كونه ليس الوقت المناسب لشراء عداوات مع قوى عظمى ومنها روسيا وحلفائها ومن الواجب الانشغال بالشأن المحلي، وبناء الوطن من الداخل لاسيما بحوار يجمع كل الأمة ولا يفتت ما بينها من روابط. وفي رد سريع منه، أكد «باشاغا»، إنه لا علاقة له بالمقال الذي نشرته صحيفة «تايمز» بتوقيعه، مضيفا في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «فوجئت بمقال منسوب لي منشور على صحيفة التايمز الإنجليزية، أتمنى من هذه الصحيفة العريقة والمحترمة تحري الدقة لتفادي التورط في نشر مقالات مكذوبة».