رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبول ذاتك.. طريقك لتحقيق التغيير

قبول الذات مش حاجة محتاج تعملها مرة واحدة فى حياتك علشان تحققها، لكنها رحلة طويلة ومستمرة، رحلة ممتعة وغير مرهقة، بل بالعكس تمامًا، فعدم قبول الذات هو ما يرهقنا.

لماذا أولًا لا نقبل ذاتنا؟ هناك بُعد إيجابى وآخر سلبى.

البُعد الإيجابى: هو أننا نريد الأفضل من أنفسنا باستمرار، ولهذا لا نكتفى بما حققناه إلى الآن، أو عدم الرضا عما قمنا به من سلوك وأفعال لأننا نؤمن من داخلنا بأنه كان من الممكن أن نفعل أفضل مما فعلنا.

البُعد السلبى: هو أننا لا نحب أنفسنا بشكل كافٍ، وأننا لا نستطيع أن نسامح أنفسنا، أيضا تأثرنا بالتربية السلبية وعدم ثقتنا بأنفسنا وتذكرنا كل المقارنات واللوم والنقد الهدام الذى تعرضنا له على مدار حياتنا.

أنت عارف إنك بتحب نفسك حتى وإن كنت تظن إنك مش بتحب نفسك؟

بتحب نفسك فى المجمل لأنك بتسامح نفسك على حاجات كتير غلط بتعملها فى حق نفسك، ولو كان حد تانى عملها معاك كان مستحيل تسامحه.

مثلًا أنت بتكلم نفسك- داخليًا- بشكل سلبى ومهين أحيانًا، ولو حد كان بيعمل ده معاك كل يوم عشرات ومئات المرات كنت هتكرهه وهتتخانق معاه ومش هتتعامل معاه تانى، لكن بالرغم من أنك بتعمل ده، إلا أنك ما زلت بتحب نفسك!

أنت بتحب نفسك بس أنت مش عارف، ولو بدأت لأول مرة تدرك إنك فعلًا بتحب نفسك من أعماقك، بالرغم من الكلام السلبى اللى بتقوله لنفسك، هتدرك إن فيه حاجة تقدر تبنى عليها تقديرك لذاتك، لأنه هيكون نابع من حاجة جواك، وهى حبك لذاتك، لكن أنت اللى مكنتش مدرك ليها مش أكتر. 

اقبل نفسك زى ما هى دلوقت الأول، مش لما تتغير أو تحقق إنجازات معينة، كتير ناس رابطين سعادتهم وقبولهم لذاتهم بالتغيير، أو بالوضع اللى هيكونوا عليه.

افتكر الجملة دى كويس أوى: «لو معرفتش تحب نفسك دلوقت زى ما أنت.. مش هتعرف تتغير أصلًا، ولو حصل واتغيرت؛ فمش هتعرف تحب نفسك برضو».

عقلنا بيبنى على الإيجابيات والنجاح والإنجاز، وكل لما تحب نفسك فى الوضع اللى أنت فيه، ده هيحفزه يوصل للمستوى اللى بعده وينجح أكتر.

«عامل نفسك كما تعامل أفضل صديق لك».. افتكر الجملة دى وخليها قاعدة لحياتك. 

لو لقيت واحد صاحبك متضايق وبيلوم نفسه، مش عادة أنت بتقعد تهون عليه وتساعده يقبل نفسه وإن كلنا بنغلط وإن الموضوع بسيط ومش مستاهل كل اللوم ده.

فى رحلتك لقبول ذاتك، أيضًا، ابدأ بالبحث عن كل الصفات الحلوة اللى فيك واكتبها واحتفظ بيها واقرأها من وقت لآخر، ولو مش عارف إيه هى الصفات دى؟، اسأل ناس قريبة منك وعارفاك كويس وبتحبك، وهتلاقى حاجات أكتر مما تتخيل.

كمان اكتب الصفات اللى نفسك تكون فيك، واكتب ممكن تعمل إيه علشان تزودها وتكون جزءًا من حياتك وشخصيتك، مع ملاحظة قبولك لنفسك دلوقت، وإن الخطوة دى عملية إضافية ليك مش عملية تغيير لكل حاجة جواك.

حب نفسك.. اقبلها زى ما هى.. لأنها فعلًا تتحب.. أنت مجاش قبلك ومش هيجى زيك.. وافتكر إن قبولك لذاتك هو طريقك للتغيير.