رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: القرآن ما زال بين أيدينا قرآنا واحدًا ولم يستطع أحد تغييره

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن نقل القرآن بالأسانيد المتصلة المتكاثرة التي بلغت حد التواتر الإسنادي والجملي، ولقد أورد ابن الجزري في كتابه «النشر في القراءات العشر» أكثر من ألف سند من عصره «القرن التاسع الهجري» إلى القراء العشرة، وهم قد نقلوا القرآن ممثلين عن مدن بأكملها كلها يقرأ كما كانوا يقرأون، وهذا ما يسمى بالتواتر الجملي؛ فلأن الناس جميعا يقرأون القرآن في مدينة معينة بهذه الطريقة وبهذا الأداء فكان هؤلاء القراء مجرد مندوبين عنهم وممثلين لقراءتهم وحافظين لطريقتهم في التلاوة، وارتضاهم أهل كل مدينة لما رأوا فيهم مزيد الاهتمام وتمام العلم، فشهدوا لهم جميعا بذلك، فهناك ابن كثير «القارئ وليس المفسر» في مكة، وهناك نافع وأبوجعفر في المدينة المنورة، وهناك عاصم والكسائي وحمزة في الكوفة، ويعقوب وأبوعمرو بن العلاء في البصرة، وابن عامر في الشام، وخلف في بغداد، وهؤلاء العشرة يرون قرآنا واحداً، وطريقة كل واحد في القراءة تفسر القرآن تفسيراً يجعله واسعاً قادراً على أن يكون مصدراً للهداية إلى يوم الدين مع تغير الأحوال وتطور العصور. 

وتابع "جمعة"، عبر صفحته الرسمية قائلًا: القرآن ما زال بين أيدينا قرآنا واحداً، وامتلأت كتب التاريخ والأخبار بمن قرأه قراءة خاطئة أو تعمد تحريفه، وظل القرآن كما هو لا يتزحزح ولا يتغير ولا توجد فيه نسخ كثيرة، ولا يحتار المسلم بين نسخة وأخرى ولا يحتاج إلى أن يتخير منها عدة نسخ، بل هو قرآن واحد من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة، وكان جديراً بعد كل هذا أن يتغير لكنه لم يكن كذلك، إنه محفوظ في الواقع المعيش، ويحلو لبعض الناس أن تحشر هذه المخالفات من كتب التاريخ وهي مذكورة لتبين للناس أجمعين وفي كل العالم أن هذا الكلام من الحجارة التي ألقيت على القرآن أثناء مسيرته لم تؤثر فيه، وأنه تعرض لكثير من الضجيج ولكثير من الهجمات، فكان جبلاً شامخاً بحق، ليس من حول المسلمين وقوتهم؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا الله، بل بحفظ الله له كما وعد سبحانه.

وتابع "جمعة" قائلًا: ثم رأينا تقريبا كل مائتي عام من يقوم فيحاول محاكاة القرآن تكبراً أو مدعياً للنبوة أو الألوهية أو سافراً أو مفسداً في الأرض أو غير ذلك، فرأينا مسيلمة يحاول أن يحاكي جرس القرآن في كلمات هي أقرب إلى المزحة منها إلى الهداية، وكذلك سجاح، وهي امرأة ادعت النبوة وأسقطت من فوقها شيئا من الصلاة، وجاءت محاولة أبي العلاء المعري في كتابه الفصول والغايات.