رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية مسجد| بن عطاء السكندري ..قطب صوفي تحولت زاويته إلى مقام

مسجد بن عطاء السكندري
مسجد بن عطاء السكندري

في سفح جبل المقطم بمنطقة الأباجية، وبالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي، هنا يقع العديد من المساجد والمقامات، ومقابر العديد من الشخصيات الهامة والمؤثرة في التاريخ الإسلامي والمصري، ومن بين تلك المساجد والمقامات مسجد" بن عطاء الله السكندري".

بن عطاء السكندري، هو تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالرحمن بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي، ينتمي إلى قبيلة جذام أحد القبائل العربية الوافدة إلى مصر بعد الفتح الإسلامي، وعاشت القبيلة في الإسكندرية، ولذلك سمي بن عطاء السكندري، ولد بن عطاء في عام 658 هجرية- 1260 ميلادية، وتعلم منذ صغره العلوم الشرعية والدينية.

وشهدت حياة “بن عطاء” العديد من مراحل التطور، ففي بداية شبابه اقتصرت تعاليمه الدينية على التفسير والحديث وأصول الفقه، وقد كان منكرُا لعلوم الصوفية، وكان يقول :"من قال أن هنالك علما غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل" إلا أن وجهة نظر بن عطاء تغيرت وأصبح فيما بعد أحد أهم فقهاء الصوفية، فقد التقى خلال فترة إقامته بالإسكندرية بتلميذ الإمام الصوفي أبو الحسن الشاذلي، وهو المرسي أبو العباس، ليتعلم على يديه ويصبح قطب من أقطاب الصوفية، وبالتحديد الطريقة الشاذلية، نسبة إلى الإمام أبو الحسن الشاذلي، وأصبح له العديد من المؤلفات والكتب الصوفية، منها "تقريب التراث الحكم العطائية – تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس- مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح"

وقد توفي “بن عطاء السكندري” في القرن الثامن من الهجرة في عام “709 هجرية - 1309 ميلادية” في القاهرة، التي انتقل إليها واستقر بها بعد وفاة شيخه المرسي أبو العباس، ودفن في خلوته بزاويته التي كان يتعبد بها بالمقطم، وهي عبارة عن ساحة مستطيلة ويحيط بها سور من الحجر وفي الضلع الجنوبي محراب صغير، ليقام مسجد صغير مجاور للمقام في العصر الفاطمي، إلا أنه لم يحظى بالاهتمام الكافي وتعرض المسجد للإهمال، حتى أعيد بنائه بصورته الحالية في العام 1975 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وأطلق عليه مريديه وتلاميذه العديد من الأسماء منها، "ترجمان الواصلين، ومرشد السالكين"، لسهولة تعليمه الصوفية وإرشادهم السير في طريق الله.