رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائي البريطاني حنيف قريشي: مغامرات توم سوير تسببت في إدماني القراءة

الروائي البريطاني
الروائي البريطاني حنيف قريشي

يُعد الروائي البريطاني من أصل باكستاني حنيف قريشي واحدًا من أبرز الروائيين المعاصرين، إذ صدر له العديد من الأعمال المهمة منها ما ترجم إلى اللغة العربية مثل "بوذا الضواحي"، و"الجسد"، وهدية غابرييل"، و"الحميمية". 

في عام 2008، أدرجت "التايمز" قريشي في قائمتها لأعظم خمسين كاتبًا بريطانيًا منذ عام 1945.

أجرت صحيفة "الجارديان" البريطانية حوارًا مع الكتاب حول قراءاته الأولى في فترتي الطفولة والمراهقة، وأبرز الكُتب التي أثّرت فيه وجعلته يتجه صوب الكتابة الإبداعية.  

يتذكر قريشي أنه في طفولته استمتع كثيرًا بقراءة أعمال "إيند بليتون" (كاتبة أطفال إنجليزية)، ومنذ بدأ القراءة لها اعتاد التردد على المكتبة كل يوم لمدة ساعة تقريبًا، إلى أن صارت القراءة عادة لديه، لكنها لم تتوقف أبدًا عن كونها متعته، موضحًا أن والده كان يمتلك مكتبة ممتازة تضم أعمال سياسية وفلسفية تلقى منها تعليمه، لكن مغامرات"توم سوير" أسرته منذ صفحتها الأولى الرائعة، كما أنها أسهمت في انطلاقه نحو روايته الأولى "بوذا الضواحي".

أما فيما يخص الكتاب الذي أثّر به في المراهقة يقول:  كان كتاب "إلى سيدي المحترم، مع الحب" لآي آر بريثويت أول كتاب قرأته عن العرق والمدارس في بريطانيا: «كنت أعرف بالفعل كيف أن الاختلاف العنصري جعل الناس عدوانيين وحمقى، وقد ساعدني ذلك على بدء إدراك أن أسئلة العرق ستكون في قلب العالم الغربي بعد الحرب، ورأيت أنه من الممكن بل الضروري تناول هذا في الكتابة الأدبية».

ويذكر أنه كان يقرأ الفلسفة في الجامعة عندما عرف أن ريتشارد ووليهم سيلقى محاضرة عن فرويد كجزء من المساق الدراسي، يقول: «على الرغم من حقيقة أن فرويد كان محتقرًا إن لم يدحضه العديد من الفلاسفة، قرأت مقدمة ووليهم عن فرويد، كانت الفلسفة رائعة ولكنها جافة، وفجأة جعلني فرويد أفكر في الجنس والرقابة والأحلام واللا وعي واللغة، حتى ذلك الحين، في السبعينيات، كان الناس يقولون إن فرويد كان مخطئًا وعفا عليه الزمن، وبينما طوى النسيان هؤلاء النقاد، ما تزال أعمال فرويد حاضرة وكاشفة».

أما عن الكتاب الذي جعله يرغب في أن يصبح كاتبًا يذكر قريشي: «جعلتني رواية "الحارس في حقل الشوفان" لسالينجر جنبًا إلى جنب مع "شكوى بورتنوي" لفيليب روث أدرك أنه من الممكن كتابة أعمال ملهمة وصادقة ومباشرة مثل موسيقى البوب​​، ولكن بمزيد من العمق، كما ساعدتني الأصوات الفردية لهؤلاء الكتاب على رؤية أن النبرة والشخصية بدلاً من الحبكة يمكن من خلالهما إنتاج رواية مقروءة».

ويبين قريشي في حواره، أنه يعود مراراً إلى قسم "غرام سوان" في "البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست، إذ يضيع شخصان، الأرستقراطي تشارلز سوان وعشيقته من الطبقة الدنيا أوديت دي كريسي، اللذان من الواضح أنهما غير مناسبين لبعضهما البعض، في دوامة من الغيرة والهوس والبارانويا، إذا كان الحب والرغبة يمكن أن يجعلنا مجانين تمامًا، فهو للأسف الشيء الذي نتوق إليه أكثر ولا يمكننا الاستغناء عنه.

ويشير إلى أنه يعود لقراءة مقال "روح الإنسان في ظل الاشتراكية" لأوسكار وايلد كلما شعر بالتشاؤم، فهو مقال حكيم وذكي يعتبر أن العصيان في نظر كل من قرأ التاريخ هو فضيلة الإنسان الأصلية، ومن خلال العصيان والتمرد يُحرَز التقدم.