رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: منظومة الإسلام في فرض الزكاة وتحريم الربا والحث على الصدقة تحقق التكافل الاجتماعي

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية  وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، لقد حث الإسلام على إطعام الطعام سواء أكان من الأغنياء إلى الفقراء أم من كرم الضيافة أم كان من قبيل حقوق الإنسانية، فقال تعالى في الكتاب: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا)، وقال رسول الله ﷺ: "أَيُّهَا النَّاسُ أ: َفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ،وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ؛تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِيسَلاَمٍ"[الترمذي]، وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به" [الطبراني والبزار (بإسنادٍ حسن)]، وكان كلما ذكر ابن جُدعان، يتهلل وجهه فرحاً لما كان يفعله ذلك الجاهلي من ضيافة الحجيج. 

وأوضح" جمعة "عبر صفحته الرسمية قائلا : إن مكارم الأخلاق محمودة حتى ولو خرجت من المشرك فما بالك لو كانت من المؤمن، ولذلك نراه أوصى بإكرام الضيف وعده من علامات الإيمان فقال: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" [البخاري].

وتابع "جمعة ":  سواء أكان الإطعام صدقة للفقير أو إكراماً للضيف أو إطعاماً للأسير، فهو في كل الحالات لوجه الله سبحانه وتعالى، ومن الحقوق الأساسية التي لا يجوز التلاعب بها أو الضغط بموجبها على عباد الله حتى ولو كانوا أسرى في حرب مشروعة، والتجويع لم يكن أبداً في شريعة من الشرائع الإلهية نوعاً من أنواع العقوبة، وكذلك لم يكن أبداً مباحاً في أي نظام قانوني في العالم إلى يومنا هذا.

وأوضح "جمعة" إن منظومة الإسلام في فرض الزكاة وفي تحريم الربا وفي الحث على الصدقة ومنها الإطعام وفي ربط العبادات بإطعام الخلق منظومة متكاملة تحقق التكافل الاجتماعي، وتحرم في نفس الوقت التعالي والتفاخر والمنّ بين المعطي والآخذ، ونرى هذا المعنى في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى ).