رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لحسناء «فيسبوك» المزيفة.. كيف استغلت مكة محمد آلاف الشباب بصورها؟

مكة محمد
مكة محمد

ظهرت خلال اليومين الماضيين صورة منسوبة لفتاة جميلة تدعى مكة محمد ، خريجة كلية طب أسنان، لديها عدد كبير جدًا من المتابعين على موقعي فيسبوك وإنستجرام، وسط روايات عن قيامها باستغلال عشرات الشباب وخداعهم بجمالها الذي ثبت فيما بعد أنه ما هو إلا "فوتوشوب" لصور مزيفة استخدمها شاب باسم مستعار وليست فتاة حقيقية، لتنقلب مواقع التواصل الاجتماعي رأسًا على عقب ويصبح حديثها الأول هو حقيقة مكة محمد التي استغلت صورها للنصب على الشباب.. "الدستور" يرصد القصة الكاملة في السطور التالية: 

مكة محمد "الفتاة المزيفة"


 

القصة الكاملة لفتاة الفيسبوك مكة محمد Maka Mohamed

 

في فترة قليلة، ظهر أكونت، لا يبدو خارجيًا أنه مزيف، يحمل اسم مكة محمد Maka Mohamed ، وتمكن القائم عليه من جمع العديد من المتابعين والمتابعات من خلال نشر صور فتاة جميلة الملامح وبعض المعلومات البسيطة عنها؛ على أنها خريجة كلية طب أسنان وكانت تعمل في إحدى الجمعيات الخيرية المتعارف عليها، ومن خلال بعض التغريدات والصور والمختارة بعناية ومُعاد تعديلها من خلال تطبيقات الفوتوشوب، كونت مكة – الشخصية المزيفة – صداقات مع العديد من الشباب من متابعيها.

 

 

 وسرعان ما أخذت القصة منحنى آخر، حيث استغلت الفتاة المزيفة صورها الجميلة في التقرب إلى الشباب والحصول على هدايا منهم ومبالغ مالية وأرصدة شحن على الهاتف المحمول، بعد أن أوهمتهم جميعًا بقصص خيالية لا أساس لها من الواقع وصور تم تركيبها وتغيير ملامحها عبر تطبيقات إلكترونية.

 

حقيقة فتاة الفيسبوك.. رجل أم فتاة؟

 

استمرار الخط الزمني للقصة دون ظهور مباشر للفتاة واستمرارها في استغلال أصدقائها الافتراضيين من الشباب دفع بعضهم للشك في حقيقتها؛ فلماذا لم تلتق بهم في أي مناسبة أو مكان عام، ولماذا ترفض الرد على تليفوناتهم أو إرسال أي من الرسائل الصوتية لهم، وبتتبع رواياتها التي قد تكون متناقضة في أحيان كثيرة كُشفت الحقيقة الصادمة بأن من تتحدث مع هؤلاء الشباب يوميًا، صاحبة الصور الجميلة والملامح الملائكية ليست فتاة، بل رجل كان يخادعهم طوال هذه الفترة، ويقوم بتركيب صور مزيفة لفتاة وهمية وخلق قصص لا أساس لها من الواقع، كما أنه قام بإنشاء حسابات وهمية تمثل والدة الفتاة المزيفة وصديقاتها من الفتيات وأخواتها، ليضيف نوعًا من الإقناع لما يقوم بفعله، وباكتشاف الأمر سرعان ما انفجر سيل من الروايات في هاشتاج يحمل عنوان #مكة_محمد.
ومن بين المشاركين في الهاشتاج كان الكاتب، بهاء حجازي، الذي يقول: "مكة كانت بتطلب من الناس يشحنولها كارت بـ 100 اتصالات.. فاضرب مثلًا لو اللعبة دي دخلت على 100 واحد.. مع إن فيه 500 واحد ممكن يعملوا ده لشخصية مشهورة يعني 50 ألف جنيه".


ويقول تامر المغازي: "مكة محمد بنت بقالها فترة لها أكونت على السوشيال ميديا، معلوماتها في الأكونت بتقول إنها طب أسنان وشغالة في رسالة، وبتعمل بوستات ومامتها بتدخل تعلق على كلامها هي وأصحابها، ولها علاقات مع شبان ورجالة وبعتولها هدايا من محبتهم لها، وفجأة اكتشف أهل الفيس بوك إنها فيك والصور مش صورها بل هي مش صور لشخصية حقيقية أصلًا، لكنها مركبة الصور ببرنامج تعديل صور وكمان طلع إن أكونت بابا وماما وأختها وأخوها مزيفين هم كمان.. وواضح إن فيه شبان كتير وقعوا في براثنها واتنصب عليهم عاطفيًا وماديًا، ويقال إن الأكونت يملكه أحد الذكور وتلاعب بكثيرين".

 

 

تاريخ وهمي لشخصية مزيفة:

 

تمكنت الفتاة المزيفة، أو الرجل صاحب الشخصية المزيفة الذي تم اكتشافه فيما بعد - من استغلال الشباب عن طريق خلق تاريخ وهمي لشخصية الفتاة التي تقمصها، فهي الفتاة العشرينية، كما تبدو ملامحها، التي تخرجت من كلية طب أسنان، كما أثبتت الصور التي تم التقاطها في فناء الكلية، والتي سعت للتطوع في إحدى الجمعيات الخيرية الشهيرة والتي عمل بها عدد كبير جدًا من الشباب والفتيات في وقت من الأوقات، تلك التفاصيل وترابطها لم يدع مجالًا للشك في بادئ الأمر بأن الحساب مزيف أو أن من يديره رجل وليس فتاة، خاصة إذا كانت تدعي أنها متحفظة ولا يمكنها الخروج للقاء شاب غريب أو محادثته طويلًا عبر الهاتف، لكن استمرار القصة على وتيرة واحدة كان هو الثغرة التي كشفت الأمر.