رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد أبطال أكتوبر يروى لـ«الدستور» انبهار ألمانيا بالطلمبات

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

تحتفل مصر، اليوم الإثنين، بالذكرى 49 لانتصارات العاشر من رمضان، هذه الذكرى التي تُعيد إلى الأمجاد التاريخ البطولي للقوات المسلحة المصرية التي استطاعت أن تهزم عدوًا ظن أن لن ينتصر عليه أحد لما كان لديه من عدة وعتاد، لتثبت أن النصر إنما يتمثل في الإرادة المصرية التي تمتع بها وما زال كل ضابط وجندي مصري تؤكد ما قاله رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عليه "ذلك الجند خير أجناد الأرض".

عبد الرافع درويش: الجمسي راهن على الجندي وليس الدبابة

استرجع اللواء عبد الرافع درويش أحد أبطال حرب أكتوبر الذي كان ملازمًا أول وقت الحرب بعام 1973 ذكرياته مع نصر العاشر من رمضان بها، قائلًا إن موقف مصر قد تحول حينها من الهزيمة إلى النصر العظيم وذلك بفعل إرادة وقوة القوات المُسلحة المصرية وقائديها البواسل.

قال إنه يذكر بين هؤلاء الأبطال، المشير الجمسي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة حينها، لما كان له من دور عظيم لن ينساه التاريخ في تحقيق هذا الانتصار، وذلك لكونه اهتم بالجندي المصري وبعلمه، ولم يعتمد فقط على القوة العسكرية، موضحًا أن الجمسي قد استدعى الضباط والجنود ذوي المؤهلات العُليا للاشتراك في الحرب، وذلك لكي يستطيعوا التعامل مع تكنولوجيا الأسلحة حينها، ويتمكنوا من ابتكار طرق دفاع استراتيجية وتخطيطية جديدة، وهو ما حدث بالفعل.

اللواء عبد الرافع درويش 


وتابع أنه نتيجة فتح قادة الجيش الأبواب لاقتراح الأفكار الجديدة من قبل الضباط، ومشاركتهم في وضع الخطط، تولدت فكرة هدم الساتر الترابي المنيع الذي شيدته القوات الإسرائيلية وقتها "خط بارليف" باستخدام الماء، موضحًا أنها كانت فكرة لأحد الضباط من فلاحي مصر، الذي ضرب المثل باستخدام تلك الطريقة لديهم في الريف لهدم أي قمة ترابية، وبالفعل نجحت تلك الخطة بعد اقتناع قادة الجيش وتجربتها بعمل نموذج لساتر ترابي آخر بمنطقة جبل حمزة.

أضاف أنه كان يلزم لمصر حينها استيراد عدد كبير من طلمبات المياه الضخمة لاستخدامها في هدم هذا الساتر الترابي العملاق، واعتمدت الخطة حينها على عدم استيراد جميع تلك الطلمبات من دولة واحدة لكي لا تثير مصر الشكوك حولها وينكشف أمر ما تنوي القيام به، لذا تم الاستيراد من عدة دول متفرقة كان من بينها ألمانيا التي رفضت في البداية التصدير لنا هذه الكميات الكبيرة من الطلمبات، فنحن كما ذكرت دولة لا تندلع بها حرائق ضخمة لنحتاج مثل هذه الكميات.

تابع بقوله "أصرينا إن احنا نظهر أغبياء واشترينا الطلمبات"، إلى أن استخدمناها في الحرب وما كان من ألمانيا إلا أن صفقت لنا لقدراتنا العبقرية على الخداع.


كما أكد اللواء أنه بعد هزيمة 1967 وقبل تحقيق نصر أكتوبر كان يعاني هو وزملاؤه من غضب الشعب المصري منه، والذي كان يتسبب كثيرًا في جرحهم بل وبكائهم أحيانًا، حيث كان ينظر لهم الشعب على أنهم سبب النكسة، وذلك لما كان قد يثيره البعض من شائعات على القوات المسلحة، وحين اشتكى حينها الجنود والضباط ذلك الأمر إلى اللواء الجمسي، قال لهم "حقهم.. لما تثبتوا إن انتوا رجالة وترجعوا سيناء هيشيلوكم على رأسهم"، وأمرهم لذلك بعدم ارتداء الزي الميري بالشوارع إلا بعد تحقيق النصر.

تابع اللواء عبد الرافع أنه بالفعل وبعد انتصار حرب أكتوبر أخفض جبينه وقبّل الأرض وبكى صارخًا بقوله الله أكبر، وبعد ذلك أصبح يسير بالشارع مرتديًا الزي الميري، فكان يضرب له الشعب تعظيمًا سلام ويستقبله استقبال الأبطال.