رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتحى عبدالوهاب.. الجوكر يواصل السحر فى «جزيرة غمام»

فتحى عبدالوهاب
فتحى عبدالوهاب

بشكل تلقائى، عندما تشاهد فتحى عبدالوهاب لا بد أن تسأل نفسك: هل يدرك فتحى عبدالوهاب أنه «فلتة فنية» أم لا؟ هل يعرف حجمه وقيمته؟ هل يعى أنه كممثل يمثل خامة نادرة وطيّعة يمكن تشكيلها فى أى شخصية؟ 

نظن أنه يعرف ذلك، فداخل فتحى عبدالوهاب قدرات تمثيلية ضخمة، يدركها ويعرف مداخلها، لذا لا يهتم كثيرًا بالبطولة المطلقة، وإذا طرق أبوابها يرتد مرة أخرى إلى الخلف فى أدوار صغيرة أو بطولات جماعية.

فهو يعطى لنفسه مساحات واسعة للانطلاق، من خلال النصوص المختلفة التى تُعرض عليه، ولا يقيّد نفسه بحجم الدور، إنما بقوة الشخصية التى يقدمها بمعالجته الخاصة، ليخلق لها هوية خاصة، ويحوّلها إلى شخصية من لحم ودم، لها حركاتها وانفعالاتها المميزة. 

فى شخصية «الشيخ محارب» التى يقدمها هذا العام فى مسلسل «جزيرة غمام»، سترى ذلك بوضوح، فهو يتعايش مع الشخصية ويبتكر لها «لزمات» تجعلك تنسى أن من أمامك هو الممثل فتحى عبدالوهاب.. بنظرات عينيه، هدوئه، صوته.

فعلها من قبل أيضًا فى شخصية «سمير العبد» ضمن أحداث مسلسل «أبوعمر المصرى»، فلأنه رجل أعمال شرير وخبيث، كان يتكلم بطريقة معينة، ويتحدث وهو يميل بجزعه مثل الثعبان، وببحة صوت أقرب إلى الفحيح، تعكس خداع ومكر وخبث تلك الشخصية. 

والحقيقة عندما يمثل هذا النجم الكبير، فهو يستعرض مهاراته وموهبته الأصيلة بحرية تامة، وليس غريبًا ولا مبالغة أن يرى الجمهور فيه الأنسب والأجدر لتقديم شخصية «الجوكر» الشهيرة، فهو يمتلك مقومات التمثيل والتلون فى الصوت والحركة والانفعال، والتحوّل من الفعل إلى نقيضه، كل ذلك فى نفس الثانية، بشكل مذهل وتلقائى، وبطريقة تجعلك تسأل: هل ما يتمتع به فتحى عبدالوهاب مهارات تمثيلية وقدرات، أم أنها فطرته التى ولد بها؟.

نعم، لقد ولد نجمًا فعلًا من اللحظة الأولى التى انفجرت فيها موهبته، فى طفولته، وفى شبابه عندما كان طالبًا فى كلية التجارة التى اكتشف موهبته على مسرحها، وبين أيدى أكبر المسرحيين، مثل لينين الرملى، ومحمد صبحى الذى أسند له دورًا مهمًا فى مسرحية «بالعربى الفصيح»، إيمانًا بموهبته واختلافه وتفرده. تحية للفنان فتحى عبدالوهاب، الكبير الذى ولدت نجوميته على أيدى الكبار، تحية أيضًا لأدائه المتميز فى «جزيرة غمام»، هذا العمل المميز الملحمى، بكل أبطاله ونجومه وصناعه.