رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البحث عن «سيد الإليزيه».. هل يصبح ماكرون أول رئيس فرنسى يحكم ولايتين منذ شيراك؟

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية الفرنسية

تنطلق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، اليوم، بمشاركة ١٢ مرشحًا، من بينهم ٦ مرشحين رئيسيين، وباستثناء المرشح إريك زمور، لم تضم قائمة المرشحين أسماء مختلفة عن المرشحين فى الانتخابات الرئاسية الماضية، التى أجريت فى عام ٢٠١٧، وفاز بها الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون، من الجولة الثانية التى نافس فيها المرشحة مارين لوبان.

وفى السطور التالية، تتناول «الدستور» توقعات الفوز والخسارة فى الانتخابات الفرنسية، واحتمالات فوز «ماكرون»، أو «الوسيم الرمادى» كما يحب أن يلقبه الفرنسيون، بولاية ثانية، ليكون بذلك أول رئيس فرنسى يفوز بولايتين منذ الرئيس الفرنسى الراحل جاك شيراك.

 

12 مرشحًا يتنافسون على الفوز غدًا.. و«جولة إعادة» الأكثر ترجيحًا 

يتم تنظيم الانتخابات الرئاسية الفرنسية على جولتين، واستوفى ١٢ مرشحًا شروط الترشح فى الانتخابات، على رأسهم الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التى تعد منافسته الرئيسية. ومن الناحية النظرية، يمكن لأى مرشح أن يفوز مباشرة فى الانتخابات بالحصول على أكثر من ٥٠٪ من الأصوات فى الجولة الأولى، لكن هذا لم يحدث أبدًا فى فرنسا، لذا فمن الناحية العملية يتأهل أكبر متنافسين فى الجولة الأولى لجولة الإعادة، مع إعلان المرشح الفائز فى الـ٢٤ من أبريل الجارى.

ويعد الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون المرشح الأوفر حظًا فى السباق الرئاسى الفرنسى، رغم أن مزاج الناخبين الفرنسيين لا يمكن التنبؤ به، كما أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية الحالية تحظى بحالة كبيرة من عدم اليقين، لذا يقول عدد كبير من الناخبين، وفقًا لاستطلاعات الرأى، إنهم غير متأكدين إن كانوا سيصوتون فى الانتخابات أم لا، ما قد يعد عاملًا مؤثرًا على الانتخابات الحالية، ويؤثر على نسب التصويت.

ومع ذلك، لا يزال «ماكرون» الوسطى المؤيد لأوروبا يتقدم بشكل مريح على ١١ مرشحًا آخر فى استطلاعات الرأى قبل الجولة الأولى من التصويت، فيما تصعد أسهم منافسته الرئيسية مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، فى الأيام الأخيرة، لذا فإن كليهما فى وضع جيد للوصول إلى جولة الإعادة، المقررة فى الـ٢٤ من أبريل الجارى، ما يعيد مشهد انتخابات ٢٠١٧ التى فاز بها «ماكرون» بسهولة. 

وتشير استطلاعات الرأى فى الانتخابات الفرنسية إلى وجود المنافسة الشديدة بين «لوبان» و«ماكرون»، لكن رغم تقدم الأخير بفارق واضح فى الأسبوع الماضى فإن ذلك التقدم تآكل فى الساعات الماضية، بعدما حقق كل من المرشحين اليمينية المتطرفة «لوبان» واليسارى المتطرف جان لوك ميلينشون مكاسب.

 

ماكرون: يتصدر القائمة بملفى لبنان والحرب الأوكرانية

لضمان البقاء فى قصر «الإليزيه» لـ٥ سنوات جديدة، ركز الرئيس الفرنسى الحالى على ملف السياسة الخارجية بشكل كبير، وسعى من خلاله لاستعادة الدور القيادى لبلاده فى أوروبا والعالم، وهو ما ظهر فى تحالفها مع ألمانيا، بالشكل الذى أهلها لقيادة الاتحاد الأوروبى، وضمان خروج هادئ لبريطانيا من التكتل.

ولعبت فرنسا بقيادة «ماكرون» دورًا دبلوماسيًا واضحًا فى العديد من القضايا الشائكة حول العالم، بداية من ملف انفجار مرفأ بيروت، وطرح مبادرة لحل الأزمة السياسية والمالية فى لبنان، بالتوازى مع فتح محورى تعاون مع كل من المملكة العربية السعودية وإيران، فى إطار الاهتمام بملفى الأزمة اللبنانية والبرنامج النووى الإيرانى.

ومَثلت الحرب الروسية- الأوكرانية الأخيرة فرصة لـ«ماكرون» كى يُثبت نفسه كرجل دبلوماسى من الطراز الأول، وتضعه فى مقدمة قادة العالم الذين يسعون- حتى اللحظة- لوقف هذه الحرب، عبر اتصالات وزيارات مكوكية مكثفة بين موسكو وكييف، ليصبح غزو أوكرانيا «كارت» لصالحه فى سعيه للفوز بولاية ثانية.

وعلى المستوى الداخلى، حقق إيمانويل ماكرون إنجازات كبيرة فى الملف الاقتصادى، خاصة فى مجالات الاستثمار والنقل والتعليم والصحة.

كما أظهر نفسه أمام الفرنسيين كمواجه كبير للإرهاب والتطرف، عبر تقديمه خطة لمكافحة ما وصفه بـ«الانفصالية الإسلامية»، وإعلان ما يسمى «ميثاق مبادئ الإسلام فى فرنسا»، الذى بموجبهما منع السيطرة على المساجد والمدارس التابعة للتنظيمات الإسلامية، وكذلك حصولها على تمويلات أجنبية.

مارين لوبان: تراهن على الأمن والمعاشات وحظر توظيف الأجانب

كما حدث فى الانتخابات الأخيرة عام ٢٠١٧، تظل زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان المنافسة الرئيسية لـ«ماكرون»، خاصة فى ظل الخبرة الكبيرة التى تتمتع بها هذه المرة، بعد خوضها سباق الانتخابات الرئاسية مرتين من قبل.

وتلعب «لوبان» على عدة قضايا لترجيح كفتها لدى الناخب الفرنسى، أهمها: «حظر الفكر الإسلامى، وزيادة الانفاق على المخابرات والأمن والسجون، ومنح الشرطة الفرنسية السلطة لاستخدام العنف مجددًا»، وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية.

وذكرت التقارير ذاتها أن «لوبان» تلعب أيضًا على «زيادة الحد الأدنى للمعاش التقاعدى، ومنع شغل الوظائف الفرنسية من قبل الأجانب، وإنهاء إلزامية لقاح كورونا، وإلغاء تعليم اللغات والثقافات الأصلية».

ومن القضايا المثيرة التى لوحت بها مرشحة اليمين، الانسحاب من حلف شمال الأطلسى «الناتو»، وإقامة علاقات وتحالفات قوية مع روسيا، إلا أنها تراجعت قليلًا عن هذه الفكرة بعد العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا.

جان ميلينشون: يتعهد بدستور لـ«الجمهورية السادسة»

تُظهر استطلاعات الرأى الأخيرة أن مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون يحتل المركز الثالث فى ترتيب المرشحين الأكثر حظًا للفوز. 

ويمثل «ميلينشون» فصيلًا جديدًا فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فبعد أن كانت هذه الانتخابات تتحرك فى دائرة الوسط واليمين واليمين المتطرف، اتسعت هذا العام لتشمل اليسار المتطرف الذى يمثله «ميلينشون» عن حركة «فرنسا الأبية». ويلعب «ميلينشون» على صياغة دستور جديد لـ«جمهورية سادسة» كما يصفها، تكون أكثر برلمانية وتشاركية، إلى جانب التركيز على خطط لتطوير الخدمات العامة، وفرض ضرائب على الفئات الأغنى.

إريك زمور: يمينى متطرف يعادى الإسلام والهجرة

تكشف استطلاعات الرأى عن حصول إيريك زمور، المرشح اليمينى المتطرف، على ١٠٪ فى الانتخابات المرتقبة، وهو ينافس «لوبان» فى تطرفها، بل يوصف بأنه أكثر تشددًا.

ويعتمد برنامج «زمور» بشكل رئيسى على الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، وخطابه معاد للدين الإسلامى فى فرنسا، ويتبنى مشروعًا متشددًا لمواجهة الهجرة.

فاليرى بيكريس: ترغب فى بناء «فرنسا الجديدة»

تعد فاليرى بيكريس، مرشحة حزب «الجمهوريين»، أول امرأة تمثل اليمين فى انتخابات الرئاسة الفرنسية. وشغلت «فاليرى» منصب رئاسة منطقة «إيل دو فرانس» منذ ٢٠١٥، وهى سياسية معجونة بـ«الفكر الديجولى الاشتراكى»، وسبق أن عملت كوزيرة للموازنة فى عهد نيكولا ساركوزى.

وتراهن مرشحة اليمين على مشروع رئيسى سمته «فرنسا الجديدة»، الذى يستهدف «إعادة بناء فرنسا»، وترغب فى تنظيم استفتاء لتعديل القانون الدستورى، وتحديد حصص للهجرة يتم التصويت عليها سنويًا فى البرلمان الفرنسى.

ويراها المراقبون أنها أقرب فى الميول السياسية للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.

يانيك جادو: يرفع شعار «البيئة قبل كل شىء»

يانيك جادو هو عضو فى الحزب الأخضر الأوروبى منذ عام ١٩٩٩، ويرتكز على مشروع سماه «الجمهورية الإيكولوجية»، ويلعب على قضايا البيئة.

وهناك أيضًا ٦ مرشحين آخرين أقل حظًا، هم الشيوعى فابيان روسل، ونيكولا دوبون إينيان، وآن إيدالجو، وجان لاسال، وفيليب بوتو، وناتالى آرتو.