رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد رحيل مجيد طوبيا.. أبرز 5 روائيين اعتزلوا الكتابة فى حياتهم

مجيد طوبيا
مجيد طوبيا

جاء رحيل الكاتب الروائي والسينارست مجيد طوبيا، صباح  أمس، بمثابة فاجعة للمشهد الثقافي المصري والعربي، وبرحيله فتح باب السؤال حول أبرز الكتّاب الذين اعتزلوا الكتابة وفضلوا الانزواء في حياتهم.. ونرصد في التقرير التالي  أبرز الأصوات الإبداعية الذين  توقفوا واعتزلوا الكتابة الإبداعية في حياتهم.  

 - مجيد طوبيا.. النسيان والحب كان سر اعتزاله الكتابة 

يأتي اسم الكاتب الروائي مجيد طوبيا كواحد من أبرز كتّاب جيل السبعينيات، ويعد أحد أبرز الصامتين والمعتزلين للكتابة في سنواته العشر الأخيرة، وقد يرجع ذلك لأسباب صحية. 

كاتب وكتاب: مجيد طوبيا و«تغريبة بنى حتحوت».. إبداع يتحدى الزمن | المصري  اليوم

 سجل مجيد طوبيا الإبداعي كان وما زال حافلا بالأعمال المغايرة والمختلفة التي جسدت  حال مجتمعنا وناقشت وطرحت وعالجت قضاياه، وهو رجل لم تنقصه الشهرة أو الذيوع، إلا أن حالة من الانزواء والعزلة الاختيارية أبعدته عن المشهد الثقافي والاشتباك معه، وأرجع الكاتب الروائي فتحي سليمان ذلك إلى عدة أسباب، أولها كان انشغال مجيد بالسفر، وثانيها والأهم هو فقدانه حبيبته، والتى كانت بمثابة سبب رئيس في  اختياره العزلة، ومن ثم كان للحالة الصحية دورها فيما بعد في تفضيل حالة الانزواء حتى رحيله. 

- إدوار الخراط .. حالته الصحية  كانت سببًا رئيسيًا فى عزلته 

يأتي اسم الكاتب الروائي والناقد البارز إدوار الخراط كواحد من أبرز علامات اختيار العزلة واعتزال الكتابة  قبل سنوات من رحيله، ويرجع ذلك للحالة الصحية التي كان يمر بها. 

إدوار الخراط يرحل فى صمت مسيرة حافلة فى عالم الإبداع والنقد«رامة والتنين»  و«ترابها زعفران».. أشهر أعماله - الأهرام اليومي

 وفي حوار سابق معه كان بمثابة كسر لتلك الحالة من العزلة الاختيارية لصاحب "رامة والتنين" سُئل: هل  تسعى إلى الكمال والخلود في كتابتك؟، وجاء رد "الخراط": «السعي إلى الكمال نعم، لكن فكرة الخلود تحتاج إلى الكثير من النظر، وخلودي في عالمي هو أساساً عرضي وعابر، وحياة ماضية في سبيلها».. أما عن الفن والإبداع فيشير الخراط إلى أن الإبداع ما هو إلا إعادة صياغة لشكل الوجود، وإثراء وإضافة وليس مجرد إعادة صياغة، وإعادة الصياغة تتضمن إفراط وغنى المادة التي تتكون منها خبرات الوجود. 

 وكان أبرز النقاد العرب الذين صكوا مصطلحات نقدية يتم تداولها والعمل بها إلى الآن، منها الحساسية الجديدة، ورحل الخراط عن عمر يناهز الـ89 عاما، وذلك بعد مشوار طويل مع  مختلف أنواع الكتابة الإبداعية والنقدية وممارسة الفن التشكيلي.

- عادل كامل عن اعتزاله: يكفى الساحة مجنون واحد 

عادل كامل واحد من أبرز أدباء الجيل الأول في الرواية العربية، ولد في القاهرة 1916، تخرج في كلية الحقوق 1936، وكتب الرواية المسرحية والقصة القصيرة. 

وتأتي روايته "مليم أكبر" واحدة من أبرز أعماله الإبداعية والتي بدأها بـ«ملك من شعاع»، مسرحية «ويك عنتر»، قصص قصيرة، «ضباب ورماد».

حالمون ومحبطون.. عادل كامل: الروائي الذي تفوق على نجيب محفوظ (١) - أصوات  أونلاين

وعلى حد وصف الكاتب الصحفي مصطفي عبيد، كان غريبًا أن يقرر عادل كامل الاعتزال مبكرًا بعد أن تعجل تحقيق النجاح، وعندما سألوه عن سبب اعتزاله أجاب بأنه يكفي الساحة مجنون واحد اسمه نجيب محفوظ، ولم يكتف الأديب عادل كامل بهجرة الأدب والإبداع فقط، بل هجر الشرق كله إلى أمريكا ليحيا هناك ويموت منسيًا.

- إسماعيل ولى الدين عاش نجمًا واعتزل لأنه لم يعد يقوى على الكتابة 

عاش إسماعيل ولى الدين كنجم، والأديب الذي تفضله السينما، ويقبل على قصصه المنتجون الذين رأوا فيها خامة براقة لأفلام جذابة، وأتاح له ذلك عقد صداقات مع أشهر نجوم ونجمات الشاشة فى تلك الفترة، مثل فاتن حمامة التي علمته فن كتابة السيناريو، ولكن أديب القاع الذى كان ملء السمع والأبصار شعر بأنه ضائع فى عالم الأضواء، لا يستطيع الاختلاء بنفسه التي أحس أنه يفتقدها، فقرر الانسحاب من دنيا الأضواء، والانزواء فى بيته القابع فى أحد شوارع قلب القاهرة، وامتدت عزلة إسماعيل ولى الدين حتى وفاته.

وداعا..صاحب «الباطنية».. إسماعيل ولى الدين عاش فى عزلة ومات فى صمت | بوابة  أخبار اليوم الإلكترونية

 جاءت أحد أبرز أسباب عزلة إسماعيل ولي الدين أنه لم يعد يقوى على الكتابة، وكشف على صفحات جريدة «الأخبار» عن مشروعه الذي تعثر ولم يجد لتحقيقه طاقة فى نفسه، وهو رواية أجيال اختار لها عنوانا مبدئيا هو «شجرة العائلة»، وقد شرع- فى عزلته- فى الإعداد له، حيث أخذ يجمع الوثائق والأوراق الخاصة به، ولكن كان مصير هذا المشروع هو التوقف.

- عبده جبير .. المرض وفترة العلاج أبعداه عن الإبداع

 منذ أبريل الماضي، لا توجد أي أخبار عن واحد من أبرز كتّاب الصحافة المصرية، عبده جبير، وهو أحد مبدعي جيل السبعينيات وواحد من أركان هذا الجيل الأساسيين، ذلك بما قدموه في المشهد الروائي والصحفي المصري، غاب صوت جبير عن المشهد الصحفي والإبداعي، ويبدو السبب، كما أشار هو في تصريحات سابقة: «قضيت ثمانية أشهر فى قصر العيني بعد انفجار فى المخ جاءني فجأة ودون مقدمات، وكانت هذه الفترة ملهمة، حيث أعطتني الفرصة لإعادة ترتيب أوراقي، والتفكير فى كل القضايا المؤجلة».

جريدة الجريدة الكويتية | الأديب عبده جبير: الموجة الكبيرة من الكتابات تنتهي  بالتصفية