رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الكركمين لطبيبة السمنة.. ضحايا الوصفات الطبية المغشوشة يتحدثون لـ«الدستور»

 الوصفات الطبية
الوصفات الطبية

كان اليوم الأول الذي تجرب فيه رحمة خالد، عشرينية، تلك الوصفة التي ابتاعتها من إحدى مجموعات موقع «فيس بوك» على ثقة أن صاحبته هي طبيبة تغذية تعرض منتجات التخسيس وأخرى للنحافة وقامت إحدى صديقاتها بنصحها بتجريب ذلك المنتج.

كانت «رحمة» تريد إنقاص وزنها لذلك ابتاعت منها وصفة تخسيس وبدأت في تجربتها إلا أنها بعد مرور ساعة فقط شعرت بآلام حادة في المعدة وبدأ يظهر ذلك على وجهها حتى سقطت مغشية عليها.

حملتها أختها وزوجها إلى المستشفى بعدما حاولا إفاقتها دون جدوى، واستقبلهما أطباء الطوارئ في المستشفى، ووضعوها في العناية المركزة لإجراء الإنعاشات اللازمة، واضطرت للخضوع إلى عملية غسيل معدة بعدما أصيب بتسمم حاد.

«رحمة» ليست حالة فردية اتبعت وصفات طبية مغشوشة في أماكن مجهولة، لكنها تتكرر كل يوم حتى أصبح هناك ضحايا لتلك الوصفات ووقائع تقوم فيها الدولة بالقبض على أرباب تلك الوصفات.

يتسق ذلك مع البيان الذي خرجت به النائبة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، تعلق فيه على ضبط دعاء سهيل خبيرة التغذية بتهمة النصب والاحتيال على المواطنين وترويج أدوية مغشوشة، بأن الضربات تتوالى على مدعي الوهم ومروجي الوصفات الطبية، فهذه الضربة الثانية بعد ضبط طبيب الكركمين والحكم عليه بالسجن.

وأوضحت عضو مجلس النواب، أن هناك الكثير من أمثال هؤلاء الذين يقومون بإيهام المواطنين بأن لديهم علاج لكل الأمراض وأنهم خبراء تغذية وخبراء علاج، والطب منهم براء.

ووجهت التحية للجهات الرقابية والتي لا تتوانى في ضبط هؤلاء وكشفهم أمام الشعب المصري كله، وطالبت بحملات توعية بعدم الانصياع وراء الإعلانات التى تروج للوصفات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكادت رحمة بالفعل تكون إحدى ضحايا تلك الوصفات الطبية لولا العناية الإلهية التي أنقذتها، تقول شقيقتها: «كانت تريد إنقاص وزنها قرابة 10 كيلوجرامات فقط، فاشترت تلك الوصفة الشهير من صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) دفعت فيهما ٥٠٠ جنيه».

ما يدل على تحركات الأجهزة الأمنية ضد تلك الكيانات، ما تم خلال الشهر الماضي من القبض على صيدلي شهير بلقب «طبيب الكركمين» بتهمة حيازة وترويج مواد عشبية وأدوية مجهولة المصدر بقصد تحقيق أرباح غير مشروعة.

 وجاء التحرك نتيجة تلقي العديد من البلاغات التي تتهم الصيدلي بالترويج عبر إعلانات تليفزيونية لمواد وأعشاب ووصفات علاجية بدعوى العلاج بالكركمين بدون الحصول على التراخيص اللازمة مما يعرض حياة الناس للخطر في حال الاستجابة لوصفاته.

كانت «دعاء.م» إحدى ضحايا ذلك الصيدلي الشهير قبل القبض عليه، إذا ابتاعت لوالدتها الكركمين الشهير الذي يعرضه الصيدلي، بسبب إصابتها بالتهاب في المفاصل، إلا أنه تسبب لها في أضرار بالغة بسبب عدم وجود إشراف طبي لذلك المنتج.

تقول: «كان عامل زي الخلطة وسعره غالي ٤٠٠ جنيه جبته من موقع على الإنترنت، وبدأت كل يوم أخلي والدتي تأخد منه لأنه داخل فيه عناصر تانية غير الكركمين بس، لكن مع مرور الأيام جاتلها حساسية وحكة وافتكرت أنها من تغيير الجو بس».

تضيف: «مع الحساسية جالها إمساك شديد وانسداد في الأمعاء واضطرينا نطلع بيها على الطوارئ وأجرت جراحة عاجلة عشان الانسداد كان ممكن يؤدي إلى وفاتها بسبب كميات الكركمين اللي خدتها عشان التهاب المفاصل».

وينص بند العقوبات من قانون مزاولة مهنة الصيدلية أن يحال الصيدلي إلى مجلس التأديب وتكون العقوبة السجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن عشر سنوات والغرامة التي لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه إذا ترتب على هذا الغش الدوائي أي أضرار بصحة الإنسان أو الحيوان.

وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة أو المؤبدة وغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه إذا ترتب على هذا الغش إصابة الإنسان بعاهة مستديمة أو الوفاة.