رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك: أطلب من العالم النظر لجراح أوكرانيا

سفياتوسلاف شفشوك
سفياتوسلاف شفشوك

وجه رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في كييف المطران سفياتوسلاف شفشوك، رسالة فيديو إلى المؤمنين في اليوم الحادي والأربعين من الحرب الرهيبة التي تعيشها أوكرانيا والشعب الأوكراني.

وقال: “نعيش زمن الصوم الكبير، ونحن في طريقنا إلى عيد النور: قيامة المسيح. وفي هذه الأيام بالتحديد، يسجد المسيحيون من مختلف الطوائف أمام المخلص المصلوب. يعلمنا الإيمان المسيحي ألا نحيد نظرنا عن الله الذي صار إنسانًا، عن الله الذي احتقره الإنسان وصلبه ومات بأبشع شكل من أشكال الموت. يعلمنا الإيمان المسيحي احترام جراح المسيح، وتقبيلها، لأننا نعلم أن جراحه قد شفتنا، كما يقول النبي أشعيا”.

تابع المطران شفشوك: تعيش أوكرانيا في هذه الأيام جلجلتها وصلبها. واليوم أطلب منا جميعًا، جميع المسيحيين في العالم، وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة ألا يحيدوا نظرهم عن معاناة أوكرانيا وإذلالها وموتها وجراحها. تظهر أمام أعين العالم بأسره هذه الأيام صور مرعبة لجرائم الحرب المرتكبة في المدن والقرى الأوكرانية. وعندما نسأل أنفسنا "لماذا، لماذا حدث هذا؟"، "باسم ماذا عُذب هؤلاء الأبرياء ثم قُتلوا؟"، يخبرنا شهود تلك الفظائع اليوم: لقد تعرضوا للتعذيب والقتل لمجرد أنهم أوكرانيين، فقط لأنهم يتحدثون اللغة الأوكرانية. لقد كانوا يسألون كل واحد منهم عن مهنته، وإذا كان مدرسًا، كان يُقتل لأنه كان يدرِّس اللغة الأوكرانية، ولأنه كان يعلّم ويربي الأوكرانيين. إذا كان رياضيًا، كان يُقتل لأنه كان يُعزز الرياضة الوطنية. إذا كان فنانًا أو مخرجًا، كانوا يقتلونه لأنه يحب الثقافة الأوكرانية وينشرها.

أضاف رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في كييف قائلا: نرى أن حرب روسيا ضد أوكرانيا لها أساس أيديولوجي واضح. وقد تم الحديث عن ذلك في الأيام الأخيرة على أعلى مستويات السلطة الروسية. هذه الحرب هي إنكار لوجود شعب أوكراني ضخم ويبلغ عدده الملايين. يتم شن هذه الحرب اليوم لإغلاق المسألة الأوكرانية بشكل نهائي. اليوم أطلب من العالم بأسره ألا يحيد نظره عن جراح أوكرانيا. يمكن لجراح أوكرانيا هذه الآن أن تشفيكم من وهم راحتكم، من لامبالاتكم، ومن غياب النقاط المرجعية في حياة بلدانكم ومجتمعاتكم. اليوم نطلب من العالم كله أن يرى الجرائم المرتكبة ضد الشعب الأوكراني والتي تستحق محكمة دولية. نتوجّه اليوم إلى ضمير الكائن الحديث: لنبذل قصارى جهدنا لوقف أيديولوجية الموت الجديدة، التي تحصد ضحاياها اليوم على الأراضي الأوكرانية؛ الأيديولوجية التي هي أسوأ من النازية، الأيديولوجية التي ستنتظر محاكمات نورنبيرغ الخاصة بها.

وختم رئيس أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في كييف المطران سفياتوسلاف شفشوك رسالة الفيديو إلى المؤمنين بالقول: نرفع صلاتنا اليوم يا مخلصنا المصلوب خلص أوكرانيا. بارك يا الله قواتنا المسلحة التي تنقذ أرواح شعبها. بارك يا الله شعبنا الذي يطلب الخلاص الوحيد والحماية فيك وفي جراحك.