رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذُكرت فى مسلسل «بيت الشدة».. ما هى «الشدة المستنصرية» التى ضربت مصر؟

أرشيفية
أرشيفية

تناول مسلسل "بيت الشدة" عددًا من الأحداث القديمة التي مرّت على مصر منذُ قرون وشاعت أوقاتها بالفتنة والمجاعة وأكل لحوم البشر، في أولى حلقاته التي أُذيعت على قنوات: "ميكس بالعربي"، "الشارقة"، "نايل دراما"، "صدى البلد"، "القاهرة والناس"، "Ten"، حيث تدور أحداثه في إطار اجتماعي يجمع بين التشويق والإثارة، من بطولة الفنانة وفاء عامر، وعدد من النجوم، تأليف ناجي عبدالله، وإخراج وسام المدني، وإنتاج شركة إكسيليفون للإنتاج الفني.

ومن بين هذه الأحداث القديمة التي تحدَّث عنها المسلسل، كانت "الشدة المستنصرية".. فما هي؟

عرفت "الشدة المستنصرية" بالكارثة الكبرى التي قسمت ظهور المصريين في عهد الخليفة الفاطمي "المستنصر بالله"، حيث انشغل الحُكام آنذاك عن شعوبهم من أجل السلطة التي كانوا يسارعون إليها بطرق شرعية وغير شرعية، أدى ذلك إلى انتشار الفساد في الأرض وتفشّى الظلم في كل جنبات الدولة، وزاد  عليه نقصان مياه النيل أدى إلى جفاف وحالة من الفقر المدقع.

هلك الحرث والنسل

حيث كتب المؤرخ تقى الدين أبوالعباس المقريزي، عن حال مصر آنذاك، وعن المجاعة التي حلّت على الدولة وحالة الفقر المدقع التي أصاب سُكانها، فى كتابه "إغاثة الأمة بكشف الغمة" الصادر عام 1442، واصفًا ذلك بقوله: "تصحرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخُطف الخبز من على رءوس الخبازين وأكل الناس القطط والكلاب، حتى إن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى إنه باع ما على مقابر آبائه من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جائعات يتظاهرن".

أكل لحوم البشر

وقال المؤرخون، أنَّ "الشدة المستنصرية" من أشد المجاعات التي أصابت مصر في هذا التوقيت، حيث أبادت المجاعة ثلثي الشعب المصري، وانتشرت السرقات والسطو المسلح والأنفلات الأمني، وأصبحت الناس تآكل الجيفة والميتة والقطط والكلاب، ولحوم البشر.

أكل الكلاب الأطفال

وذكر "ابن إياس" أنَّ من العجائب التي لا يصدقها عقل زمن تلك المجاعة، منها: أن الكلب كان يدخل البيت فيأكل الطفل الصغير وأبواه ينظران إليه فلا يستطيعان النهوض لدفعه عن ولدهما من شدة الجوع والضعف.

أكل الجار

وأشار إلى أنه بعد أن اشتد الأمر على المصريين صار الرجل يأخذ ابن جاره ويذبحه ويأكله ولا ينكر ذلك عليه أحد من الناس، وصار الناس في الطرقات إذا قوى القوى على الضعيف يذبحه ويأكله، وكانت تُصنع الخطاطيف والكلاليب لاصطياد المارة في الشارع لقتلهم وأكلهم.