رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هبرة بنت دمرة» رواية محمد جمال المغربى عن عشق الجن والإنس

هبرة بنت دمرة
هبرة بنت دمرة

هبرة بنت دمرة.. هو عنوان رواية الكاتب محمد جمال المغربى، ما يدفع إلى التساؤل ما معنى هبرة بنت دمرة؟، يبدو أنه اسم امرأة ولكنه اسم غريب وغير مستساغ، وحين تدخل الى عوالم الرواية تكتشف أنه اسم بنت ملك الجان وهى واحدة من أبطال الرواية  التي تحكي عن المزج بين عالمي الجن والإنس.

 
واستطاع الكاتب محمد المغربى أن يتناول الموضوع بحيادية بين العالمين بعكس المعتاد فى هذا المجال الذى يبين أن الجن شر وأذى لبنى ٱدم، حيث انقسم عالم الجن فى الرواية إلى هبرة العاشقة التى تتلبس الآنسى حسام وهنا مزج بين الحب والكره بين الجمال والقبح، أما الصنف الثانى فكانوا خدام الشيخ أبو ٱدم وهم من الأخيار، أما الصنف الثالث فكان أولئك القضاء العادلون فى مملكة الجن الذين قاموا بحل المعضلة دون تحيز لبنت جنسهم وإن كانت بنت سيدهم ملك الجن.

 
أحداث القصة:
تبدأ القصة بحسام الذى يحكى عن أحلام يرى فيها امرأة تنادية فيقص القصة على صديقه المقرب حمزة فيخبره أن زوجته سارة والتى كانت زميلة حسام فى الجامعة، والتي رشحها لصديقه حمزة ترى نفس الأحلام التى يراها حسام وتعلم أن جنية تراوده فى أحلامه.

ينغمس «حسام» فى قصة حب مع هبرة بنت ملك الجن فيحدث الشقاق بينه وبين زوجته نور ويبدأ الصراع حين يتزوج حسام من الجنية العاشقة، وبيّن الكاتب هنا أن الزواج بين الجن والانس لايكون واقعيا بل يكون فى الاحلام ذلك لاختلاف ماهية الجنسين، هنا يتدخل حمزة لينقذ صاحبه عن طريق الشيخ الروحاني أبو ٱدم وبعد محاولات مضنية يرسل الشيخ  إلى قضاة الجان فيحكمون على هبرة بالخروج من جسد حسام.

فى نهاية الأحداث تعترف سارة أنها كانت تحب حسام وأنها ذهبت إلى دجال ليفرق بين حسام ونور فأنى بتلك الجنية العاشقة هبرة بنت دمرة.

يؤخذ على الكاتب:
القصة في مجملها جيدة وشيقة وبها حبكة درامية ممتازة تصلح لأن تكون عملا دراميا مهما ولكن يؤخذ على الكاتب أنه لمح بأن هناك قصة حب دفينه من قبل سارة  لحسام فى منتصف الرواية، وكنت أود الا يخبرنا بذلك ليباغتنا به فى نهاية الأحداث.

 
أما الأمر الثاني، فيكمن فى شخصية الراوي التي جاءت على أكثر من وجه، فتارة يكون هناك راوي عليم وتارة يكون الراوي هو حسام ما أدى إلى تشويش القارىء.

 
أما شخصية أبو أدم الشيخ الروحاني فكانت جيدة فى نصفها الأول، حيث لم يجعله المغربى دجالا بل معالجا بالقرٱن وهذا يحسب للكاتب، ولكن وقع المغربى في خطأ حين جعل هذا الشيخ يرسل جنيات يمارسن المتعة مع حسام كي ينسى فاتنته هبرة بنت دمرة، وهذا لا يتفق مع شخص أبو أدم نفسيا أو دينيا.

الهدف من الرواية:
يحسب للكاتب محمد المغربى في روايته هبرة بنت دمرة أنه تحدث عن عالم الجن الخفى بطريقة احترافية، حيث بين أنه عالم مكتمل به الخير والشر ولم يأت الجن فى روايته فى هيئة البعبع المخيف طوال الوقت، كما بين أن الجن مخلوق ضعيف يستمد قوته من ضعف الإنسان.