بشهادة «الصحة العالمية».. كيف نجحت مصر في التخلص من فيروس سي؟

انتصار تلو الآخر استطاعت مصر أن تحققه في قطاع الصحة والمنظومة الطبية المصرية بعزيمة وإرادة صلبة كان أهم هذه الانتصارات هو التخلص من فيروس الكبد الوبائي بشكل غير مسبوق، وفي انتظار إعلان منظمة الصحة العالمية قريبًا عن خلو مصر من فيروس سي، وذلك بحسب ما ذكره الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان.

وأضاف عبدالغفار أن المبادرات الرئاسية في مجال الفيروسات الكبدية شهادة نجاح لمصر، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية تأمل أن يصبح العالم خاليًا من الفيروسات الكبدية في الفترة بين 2016 وحتى 2030، لكن الدولة المصرية أخذت على عاتقها هذا التحدي وسبقنا العالم بشكل كبير.

خطة محكمة وضعتها القيادة السياسية والمنظومة الطبية للقضاء على فيروس الكبد الوبائي سي وذلك بعد سنوات من المعاناة مع المرض الأكثر انتشارًا، فوفقًا للإحصائيات السابقة أظهر مسح لعينة عشوائية أُجري سنة 2008 أن نسبة انتشار المرض في مصر تُقدر بنحو 9.8% من إجمالي عدد السكان، ووفقًا للدراسات التطبيقية في عام 2011 كانت النسبة تصل إلى 10% من المصابين بفيروس سي وفي 2015 كانت تمثل 7%، وهو ما جعل مصر تصبح من أول وأكثر الدول في العالم ارتفاعًا في الإصابة بهذا الفيروس من عدد المرضى نسبة إلى عدد السكان بها.

وفي عام 2014 انطلقت حملة قومية للقضاء على الفيروس في مصر، مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت، وفي عام 2015 تم الاعتماد على أدوية مثيلة زهيدة الثمن مصنعة في مصر؛ وذلك للقضاء على مرض التهاب الكبد "سي" في مصر عام 2020.

حملة 100 مليون وتكلفة 4 مليار جنيه للقضاء على الفيروس

واستمرت الخطة لمواجهة فيروس الكبد الوبائي من خلال حملة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في سبتمبر من عام 2018 لتساهم في القضاء على فيروس سي من خلال الاكتشاف المبكر وتقديم العلاج اللازم بإجمالي تكلفة حوالي 4 مليارات جنيه، من بينهم 2.5 مليارات جنيه تكلفة المسح و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج.

وبالفعل خلال 7 شهور تم مسح حوالي 58 مليون مواطن، واكتشاف حوالي 2.2 مليون مصري متعايش مع فيروس سي، وقد تم علاج حوالي 3 ملايين مصاب منذ عام 2014 من أصل حوالي 4.5 مليون متعايش مع فيروس سي تم اكتشافهم.

اتخاذ التدابير الوقائية التي تمنع دخول إصابات جديدة بفيروس سي

وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إنه في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2030 سيتم القضاء على فيروس سي من العالم، نجحت مصر في تحقيق هذا الهدف في عام 2020 بالفعل من خلال الإمكانيات الهائلة والضخمة التي وضعتها للقضاء على الفيروس الأكثر انتشارًا.

وأوضح عز العرب، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الدور الذي تقوم به الدولة في الوقت الحالي هو تجنب دخول مرضى جدد بإصابات جديدة لفيروس سي وذلك من خلال التطبيق الأمثل لبرامج الجودة في مكافحة العدوى في جميع المنشآت الطبية.

وتابع: أن الإهمال في تعقيم الأجهزة والأدوات المستخدمة يمكن أن تكون سببًا في نقل العدوى من شخص مصاب  إلى شخص سليم إذا لم يكون هناك تعقيم بنسبة 100%، لذلك مكافحة العدوى في المستشفيات أصبحت بالجودة المطلوبة لتجنب هذه الأزمة.

واستكمل عز العرب أنه من الضروري نشر الوعي الصحي للمواطنين لتجنب العدوى في الأماكن العامة واستخدام الأدوات الشخصية لكل مواطن، كل هذه من الإجراءات التي تساعد في منع انتشار فيروس سي من جديد، مضيفًا أن مصر لديها الآن برامج نقل الدم الآمن ويجرى بفعالية عالية، كل هذه العوامل وأكثر أهلتنا لمرحلة الإعلان عن مصر خالية من فيروس سي.