رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«استراتيجية هدم الجدران».. كيف كشف البغدادى قبل مقتله عن خطة الدواعش لتهريب القيادات من سجن غويران؟

جريدة الدستور

فيما لم تتضح حتى الآن الملابسات الدقيقة لما يحدث من ليل الخميس الماضي وحتى الآن، وهو شن أكثر من 100 من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي هجوماً على سجن غويران، في محافظة الحسكة بسوريا ونجح التمرد في إطلاق سراح عدد غير معروف من الإرهابيين، تصفه قنوات الإعلام التابعة لداعش بأنه تم فرار 800 عنصر.

ورغم تساؤل البعض حول إن كان الحدث نتيجة عمل تم تنسيقه على مستوى قيادة تنظيم داعش، أم نتيجة مبادرة من الخلية المحلية له- إلا أن جيروم دريفون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، ذكر أن التنظيم ليس في الوضع نفسه الذي كان عليه عندما كان يسيطر على منطقة واسعة ويتخذ قراراته بطريقة هرمية، مشيراً إلى أنها إما لإرسال إشارة على عودة التنظيم، أو قد تكون ذات بُعد محلي، ونفذتها خلية تريد إطلاق سراح عناصر من هذا السجن بالتحديد.

وحسب مراقبين لشئون الحركات الإرهابية، فإن ما فعله داعش فى سجن غويران بالحسكة ومحاولة اختراقه لتهريب المساجين الدواعش يعد اتباعاً لنظرية خطيرة تسمى "هدم الجدران" نسبة للمقولة الشهيرة للبغدادي فى خطبته بالعراق ("سيعود تنظيم داعش إلى هذا التكتيك، ببساطة لأنه ناجح. سيعملون من جديد على هدم الجدران"، لا سيما أن الخبراء والمحللين يشيرون إلى أن العسكريين فى التحالف الدولي والسلطات المدنية تعلم يقيناً أن هذه السجون ليست إلا أرضا خصبة لتفريخ الإرهابيين، نظرا لأنها تؤوي عناصر محليين ومقاتلين أجانب، وخلال عملية الاحتجاز يتواصلون فيما بينهم ويخططون للتحرك بمجرد مغادرتهم السجن وتدريب الأجيال الشابة على القتال ويستعدون لمعارك قادمة.

إلى ذلك، رصدت شركة "جهاد أناليتكس" المتخصصة في تحليل الأنشطة المتطرفة على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني، أن العملية الأخيرة توضح أن التنظيم ما زال لديه القدرة على تنفيذ هجمات كبيرة وأن إطلاق سراح عشرات السجناء - بمن في ذلك بعض القياديين - سيسمح له بتعزيز صفوفه.