أبوبكر شيكاو لا يموت إلا منفجرًا.. هكذا كانت رحلة زعيم بوكوحرام الذى حول الجماعة من طائفة متطرفة مغمورة إلى جيش من الإرهابيين

بعد أسبوعين من ورود أنباء بوفاة "أبو بكر شكوي" زعيم جماعة بوكو حرام، نشرت وكالتا "فرانس برس" و"رويترز" تسجيلا صوتيا مسربا يؤكد مقتل الزعيم منتحرا خلال مواجهة دامية مع مسلحين من فرع تنظيم داعش غرب إفريقيا.

جاء هذا التصريح على لسان متحدث باللغة الكانورية يدعى أنه "أبو مصعب البرناوي" زعيم تنظيم داعش غرب إفريقيا. وأكد المتحدث أن "شكوي" قام بتفجير نفسه بعبوة ناسفة خلال معركة شرسة مع فرع تنظيم داعش في غرب إفريقيا. وقال "فضل شكوي أن يهان في الآخرة على أن يهان في الأرض. لقد قتل نفسه على الفور بتفجير عبوة ناسفة".

ورغم أن التسجيل الصوتي هذا تم نشره منذ يومين إلا أن جماعة بوكو حرام لم تعلق علي مقتل زعيمها رسميًا حتى الآن، وهو ما يشير إلى تعاظم احتمالية صحة هذا التسجيل.

واقعة مقتله
أشار المتحدث في التقرير إلى أن واقعة مقتله بدأت عندما أرسل تنظيم داعش بعض المقاتلين إلى جيب لبوكو حرام في غابة سامبيسا ليعثروا على "شكوي" في منزله وتبدأ بينهم معركة بالأسلحة النارية هرب على إثرها "شكوي" إلى الغابة وظل بها خمسة أيام.

استمر المقاتلون في البحث عن "شكوي" طوال هذه الأيام حتى تمكنوا من تحديد مكانه. وبعد العثور عليه طلب مقاتلي تنظيم داعش منه ومن أتباعه التوبة لكنه رفض وفجر نفسه بعبوة ناسفة.

سبب مقتله
يذكر أنه في عام 2016 – بعد عام من مبايعة جماعة بوكو حرام لتنظيم داعش في 2015 – عزل أبو بكر البغدادي (زعيم داعش) "شكوي" من منصبه كزعيم ولاية غرب أفريقيا (بوكو حرام سابقًا) بسبب توجهاته وتصرفاته العنيفة مع المدنيين وسفكه لدمائهم. وعين "البغدادي" أبو مصعب البرناوي أميرًا لفرع التنظيم في غرب أفريقيًا بدلًا منه.

منذ ذلك الحين، انقسمت ولاية غرب أفريقيا إلى شقين الأول هم القادة التاريخيون للجماعة بزعامة "شكوي" والثاني هم جماعة معترف بها من تنظيم داعش ومعقلها في محيط بحيرة تشاد. أسفر هذا الانقسام عن معارك دامية كثيرة وقعت بين الشقين لمحاولة كلًا منهما السيطرة على غرب ووسط أفريقيا.

من هو أبو بكر شكوي؟
ولد "شكوي" المعروف أيضًا باسم "شيكاو" في قرية شيكاو المعروفة بتربية المواشي والزراعة بالقرب من الحدود مع النيجر في ولاية يوبي. وهو ينحدر من قبائل كانوري.
درس "شيكاو" الفقه الإسلامي لدى رجال الدين في مايدوغوري (عاصمة ولاية بورنو). حينها، تعرف "شيكاو" على محمد يوسف مؤسس جماعة بوكو حرام ثم التحق بالجماعة وترأس زعامتها عام 2009 عندما أعدمت الشرطة النيجيرية الزعيم السابق محمد يوسف.

قاد "شكوي" التنظيم الذي نشر الإرهاب وسفك دماء العديد من الإرهابيين على مدار 10 سنوات في 4 دول إفريقية: "النيجر وتشاد والكاميرون ونيجيريا". واشتهرت جماعته بخطف فتيات المدارس في نيجيريا.
يوصف "شكوي" بأمير الدم حيث أنه حول جماعة بوكو حرام من طائفة متطرفة مغمورة إلى جيش من الإرهابيين وتسبب في سفك دماء آلاف الأبرياء من المدنيين وقوات الأمن النيجيري.
حرض "شكوي" كثيرًا على الجهاد من خلال نشره لمقاطع مصورة يعظم فيها من أسامة بن لادن زعيم القاعدة الأسبق. وصل به حد عشق سفك الدماء إلى أنه في عام 2012 قال في أحد تسجيلاته "أستمتع بالقتل بالطريقة نفسها التي أستمتع فيها بذبح الدجاج والكباش".
خصصت الولايات المتحد الأمريكية منذ سنوات 7 ملايين جنيه كمكافأة لأي شخص يدلي بمعلومات عنه. وذلك منذ اختطافه 300 طالبة عام 2014 بمنطقة شيبوك النيجيرية.