رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصدمة».. مواقف تكشف تاريخ تخلى قادة الإخوان عن أبناء الجماعة (تقرير)

الإخوان
الإخوان

كثير من المواقف التي كانت تتكشف فيدرك شباب جماعة الإخوان أنهم كانوا عروسة "ماريونيت" بيد قادتهم، بعد أن كان يظن هؤلاء الشباب أن طاعة هؤلاء القادة من طاعة الرب سبحانه، ووقت تخليهم عنهم كان انشقاق الأرض بالنسبة إليهم أهون وأقل وطأة في نفوسهم، وكان من أبرز هذه المواقف التاريخية هو ما حدث في اغتيال النقراشي باشا.

- البنا يتبرأ من اغتيال النقراشى

أصدر محمود باشا فهمي النقراشي عام 1948 قرارا بحل جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك إثر القبض على أعضاء من التنظيم السرى الجناح العسكري وبحوزتهم سيارة ممتلئة عن آخرها بالأسلحة والديناميت، كما تم فصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها، واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها مما دعا التنظيم الخاص للإخوان للانتقام، باغتيال النقراشي.


وقام عبدالمجيد حسن المنتمى للجماعة الإرهابية، والذي تخفى بزى ضابط شرطة، باغتيال رئيس الوزراء آنذاك النقراشي باشا، بعد أن قدم التحية له عندما همّ بركوب المصعد بإطلاق 3 رصاصات في ظهره.

وكانت المفاجأة عقب الحادث حين أصدر حسن البنا، مؤسس الجماعة الإرهابية، بيانًا يشجب فيه القيام بهذا الجرم وتبرأ من فاعليه، قائلًا مقولته الشهيرة "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين"، وتم الحكم على القاتل بالإعدام.

- تنكر الإخوان لمحمود عبداللطيف عقب حادث المنشية

بعد محاولته اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية الشهير بإطلاقه 8 رصاصات على الرئيس، ألقت السلطات المصرية القبض على محمود عبد اللطيف سمري وعضو بجماعة الإخوان الإرهابية، وحكم عليه وعلى 12 آخرين بالإعدام والمؤبد، ومنهم يوسف طلعت، إبراهيم الطيب، هنداوي دوير، محمد فرغلي، عبد القادر عودة، وحسن الهضيبي الذي خفف الحكم عليه إلي الأشغال الشاقة المؤبدة.

لكن صدمة محمود عبد اللطيف لم تكن في الحكم عليه وإنما فيما سمعه بأذنيه من قادة الجماعة، كان في محكمة الشعب حين رأى مثله العليا تتهاوى أمام عينيه، ورأى قادته يتخاذلون ويجبنون ويكذبون ويحنثون في أيمانهم بالله العظيم، وكل منهم يحاول أن ينجو بجلدته ويرمي التهمة على صاحبه وأخيه، سمعها من المرشد العام حسن الهضيبي نفسه ومن قادته هنداوي وفرغلي وطلعت، وهو الذي كان يعتقد أن هؤلاء أقرب منه إلى الله، وأن المرشد العام ولي من أولياء الله الصالحين، وربما يأتي مباشرة خلف الأنبياء، وهم الذين أفهموه أن عبد الناصر خان الأمانة وباع مصر في اتفاقية الجلاء، وسمع في المحكمة أن اتفاقية الجلاء لم تكن سبب محاولة اغتيال ناصر، وأن الاغتيال كان مقررا سواء كانت الاتفاقية وقعت أم لا، وأن جمال عبد الناصر لم يبع بلاده ولم يخن الأمانة.

حينها بكى محمود عبد اللطيف وعرف أنه تم خداعه والتغرير به باسم الدين، حتى إن رئيس المحكمة وقائد الجناح جمال سالم نظر إليه وقال له:" اقعد يا غلبان".