رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث في الجماعات الإرهابية يكشف خبايا المشروع الإخواني الجديد: يغيرون جلدهم لجلب تعاطف الإدارة الأمريكية (تحليل)

 أحمد سلطان، الباحث
أحمد سلطان، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية

بعدما فشلت الجماعة الإخوانية فشلًا ذريعًا في كسب تعاطف وتأييد الشعوب العربية وبعض الشعوب الأجنبية، وبعدما تأكدت من أنها أصبحت كارتًا محروقًا فثوبها أصبح ممزقًا وملطخًا بالدماء والعنف، قرر التنظيم الإخواني الإرهابي، كعادته، تغيير جلده وارتداء ثوب جديد يستطيع من خلاله استقطاب تعاطف الإدارة الأمريكية ومن ثم الدول الأخرى وشعوبها.

وأكبر دليل على ذلك هو ما يحاول أيمن نور، مالك قناة الشرق الإخوانية، وحمزة زوبع، القيادي الإخواني الهارب في تركيا، القيام به، فيسعى الطرفان إلى تأسيس أحزاب جديدة مقرها تركيا لتكون الهيئات التي يتواصل الإخوان من خلالها مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

وفي هذا السياق، تحدث "أمان" مع أحمد سلطان، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، والذي قال إن التنظيم الإخواني لم يكن يتوقع أو يرجح فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، لذلك عندما فاز "بايدن" عانت الجماعة من ارتباك داخلي دفعها إلى إعادة صياغة مشروعها لكي تحظى بقبول من الإدارة الأمريكية الجديدة.

- الإخوان ضمن حملة بايدن الانتخابية

وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أنه "في نفس التوقيت كان هناك مجموعة من العناصر الإخوانية في الولايات المتحدة الأمريكية ومنخرطون في حملة بايدن الانتخابية، ومن بينهم محمد سلطان ابن القيادي الإخواني صلاح سلطان، وعبدالموجود الدرديري، ومحمد سودان، المعروفون بأنهم من قيادات التنظيم المعنيين بالعمل الخارجي، مشيرا إلى أن المشروع الإخواني الجديد يشمل ثلاثة رءوس هامة، وهى: إعادة إحياء التنظيم من خلال استقطاب مجموعات جديدة وتصعيد قيادات وسيطة فاعلة، والتأكيد على فكرة القيادة المركزية والسيطرة للتنظيم بشكل كامل، وأيضًا تعويض الخلل الحاصل نتيجة الملاحقة الأمنية في مصر باستبدال القيادات التي تم القبض عليها أو انشقت عن الجماعة".

- إعادة تعويم التنظيم سياسيًا

وتابع "سلطان": أما الرأس الثاني لهذا المشروع عبارة عن نصيحة من قبل بعض الدوائر المقربة من الإخوان في بعض الدول الإقليمية، وهو إعادة الطرح السياسي والأيديولوجي للتنظيم، وهو بالفعل ما فعله الإخوان من خلال تصدير خطاب جديد يعبر عنه، وهو ما تفعله الجماعة الإرهابية بشكل معتاد، فهي دائما ما تصدر خطابا مزدوجا، خطابا داخليا يتبني مصطلحات وأفكارا أكثر تشددًا والتي غالبًا ما تكون مستوحاة من خطابات سيد قطب وكلماته (وهو ما يحدث بالفعل في الرسالة الأسبوعية التي توزع على الأسر الإخوانية باسم رسالة المرشد والتي تؤكد دائمًا فكرة الصراع بين الحق والباطل)، لافتا إلى أنه في المقابل فهو يصدر رسالة مختلفة تمامًا توحي بأنه ضد الانعزالية ويقوم بنبذ التطرف، وهو ما ظهر بشكل واضح في المؤتمر الافتراضي الذي أقامه الإخوان برعاية تليفزيون وطن الإخواني من تركيا، فقد كان الحديث ينصب على حسن البنا دون ذكر سيد قطب، رغم أن إبراهيم منير من أبرز قيادات المجموعة القطبية في الإخوان.

واستكمل "سلطان" حديثه لـ"أمان" قائلًا إن "الرأس الثالث لهذا المشروع هو توطيد الصلات بين الولايات المتحدة والدول الغربية، فالإخوان كجماعة دينية لا يمكن أن تتواصل بشكل مباشر مع الإدارة الأمريكية، لذلك قرروا إنشاء شركة علاقات عامة تساعدهم على التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما تم بالفعل، بالإضافة إلى ذلك فهم يشكلون أحزابا وكيانات معارضة جديدة تساعدهم على إعادة الطرح السياسي لهم".

- الإخوان تفضل أيمن نور لأنه غير تنظيمي

أكد الباحث فى الجماعات الإرهابية أن "الإخوان لديهم تكتيك قديم، وهو الاستعانة بعناصر غير موجودة تنظيميًا داخلهم ولكنها موالية لهم لكي تتبنى فكرهم وتروج له، فمن الممكن أن يستعينوا بأكاديميين، أو رياضيين أو فنانين يستخدمونهم في الترويج لهم ولتنظيمهم، لهذا السبب الإخوان استعانوا بأيمن نور وبعض العناصر الأخرى للترويج للمشروع الإخواني في ثوبه الجديد".

واختتم "سلطان" حديثه مع "أمان" قائلا إنه "برغم أن الإخوان في الفترة الأخيرة حاولوا الترويج لهم عبر ملف حقوق الإنسان في مصر، محاولين بذلك استغلال الأمر للدفاع عن أنفسهم متوقعين أنه سيكون هناك رد قوي من قبل إدارة بايدن تجاه مصر، إلا أنهم فوجئوا بعكس ذلك، فالسياق الدولي والإقليمى نفسه تغير، فمصر ليست دولة ضعيفة بل إنها رمانة ميزان المنطقة، كما أنها شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب وغيره من الأمور الأخرى، لذلك لا تستطيع الإدارة الأمريكية أن تضغط على مصر لتقبل التنظيم الإخواني مرة أخرى".

كما أن الإدارة الأمريكية لن تفكر في إرجاع الإخوان للمنطقة العربية بالقوة، فالمزاج العام للمنطقة العربية حاليًا ضد جماعات الإسلام السياسي، بل إنها تحاول فقط إعادة تقديم الإخوان في ثوب جديد لخداع من يمكن خداعه.