رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حاول «الإخوان» إنشاء كيان مواز لمفتي الجمهورية لمنازعة الأزهر؟ (تقرير)

الإخوان
الإخوان

لا يخفى على من هو متابع لساحة الإسلام السياسي ما يحدث الآن لجماعة الإخوان الإرهابية؛ فعناصرها يحاولون إيجاد ملاذ آمن لهم بعدما انقلبت عليهم معظم حكومات الدول.. ما قد لا يعلمه البعض، أن الجماعة تسعى بكل الطرق إلى العودة إلى مصر كأنها هي أرض الميعاد المنشودة بالنسبة لهم.

آخر محاولات الإخوان للعودة إلى مصر والشارع المصري وثّقها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في إصدار له بعنوان "التأسلم السياسي"، حيث قال إن الجماعة قد بدأت بالعمل على قلب الحقائق واللعب بالألفاظ والتقاط الألفاظ من أفواه العلماء لتكون حجة لهم في إثبات صحة أفكارهم وكسب تعاطف المصريين.

وبحسب الاصدار فإن ما يفعله الإخوان يتلخص في جلب هويات وسمات غريبة عن الوطن والمجتمع، ثم يحاولون جاهدين زرعها بالكلمات التي التقطوها من أفواه علماء الأزهر، كل ذلك غرضه دفع الأزهر بتصريحات مزورة من قبلهم إلى تأييد أفكار تيارات الإسلام السياسي وإقناع المصريين بأن ما جلبوه من هويات غريبة هي في الأصل كانت في زمن ما أصيلة في البلاد.

وتابع الاصدار بعد ذلك قائلا: "ثم بدأت تلك التيارات تتحول تحولًا دقيقًا في محاولة لإعادة إنتاج الذات، والإبقاء على نفس الفكر، والبروز تحت الهيئة الأزهرية؛ لتكون الهيئة الأزهرية أو الشهادة الأزهرية شفيعة لها في نشر أفكارها".

وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية "أرادوا الاقتراب من الأزهر في مرحلة إعداد دستور الإخوان، واعتمدوا على كيانات موازية لمهمة الإفتاء وقصرها على الجماعة في منصب مفتي الجماعة، حيث أنشأوا كيانًا موازيًا لمفتي الدولة بغرض منازعة الأزهر، لذلك وقف ضده علماء الأزهر وكان على رأسهم الشيخ محمد مصطفى المراغي حيث طالب الإمام المراغي رئيس الوزراء حينها أحمد ماهر بحل الجماعة".

المثير للاهتمام ما قالته الافتاء في إصدارها أن الإخوان يحاولون أن يقوموا بتحريف ما يخرج عن الأزهر أو جلبه ناحيتهم باستغلال العلماء الذين كانوا منتسبين للجماعة سابقا، متابعا: "قامت محاولاتٌ لخلق مرجعياتٍ لهم ولو كانت على ظهر علماء لا علاقة لهم بالتيارات الإسلامية، اعتمادًا على أن النَّاس تثق في هؤلاء العلماء، ومعلوم أن هناك عددًا من العلماء كان انضمامهم لهذه التيارات مجرد فترة زمنية عبروا عليها، ثم تركوها".

وما زاد الشعر بيتا، هو ذكر الافتاء أسماء الشيوخ والعلماء الذين تم ذكرهم من قبل جماعة الإخوان ولذا ذكرتهم الجماعة.. هؤلاء الشيوخ والعلماء- حسب ما ذكرت الافتاء- هم: الشيخ محمود خطاب السبكي، والعلامة المحدث الشيخ محمد الأودن، والعالم المعروف الدكتور محمد عبدالله دراز، والعالم الأزهري الشيخ عبدالرحيم فرغل البليني السوهاجي.

أما عن السبب الذي جعل جماعة الإخوان المسلمين تذكرهم- حسبما قالت الافتاء: "من بين من ادعوا أنه منهم الشيخ محمود خطاب السبكي، الذي أسس الجمعية الشرعية، مجتنبًا الفتن السياسية وغيرها، والحقيقة أن السبكي نال العالمية من الأزهر الشريف، ودافع عن الأشاعرة والتصوف والتزكية.. وكذا العلامة المحدث الشيخ محمد الأودن، من كبار علماء الأزهر، وقد ادَّعى الإخوان أنه منهم، مستغلين صدامه مع الرئيس جمال عبدالناصر.. وكذا العالم المعروف الدكتور محمد عبدالله دراز، الذى عارض بعض سياسات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فاستغل الإخوان ذلك، وذكروا أنه كان مدافعًا عن الإخوان.. والعالم الأزهري الشيخ عبدالرحيم فرغل البليني السوهاجي، انضم إلى الإخوان في البداية، وما إن ظهرت له حقيقتها حتى تركها، وكتب يحذر منها ومن فكرها ومنهجها، إلا أن الموقع الرسمي لجماعة الإخوان كتب عن (تاريخ الإخوان في سوهاج)، فخدع القارئ، حيث قال: (كانت البلينا أول مركز في سوهاج يستجيب لهذه الدعوة، والثابت أن دعوة الإخوان قد دخلت قبل عقد مجلس الشورى العام الثاني في 20 من يناير 1934م، وقد اعتذر الشيخ عبدالرحيم فرغل أول نائب لشعبة البلينا عن الحضور لبعض الأسباب، كما أرسل أعضاء مجلس شورى الجمعية بالبلينا خطابا بتأييد قرارات مجلس الشورى العام موقَّع عليه من حضرة الشيخ عبدالرحيم فرغل)، وهكذا أخفى موقع الإخوان الحقيقة الجلية من أن الشيخ قد استقال من جماعة الإخوان، وحذر منها، وكتب في رفضها".

جماعة الإخوان المسلمين يعتبرون مصر أرض الميعاد والأرض الموعودة، أرضا منشودة لهم هم فقط وليس لأحد غيرهم؛ فتجدهم يسعون بكل الطرق جاهدين إلى إعادة تنصيب أنفسهم وتمركزهم في مصر.

هم يعرفون أن ذلك لن يحدث إلا بتعاطف الشعب المصري معهم؛ لذا تجدهم يحرّفون ما يصدر من المؤسسات التي يثق بها المصريون لينالوا التعاطف المراد، متناسين أن الشعب منذ البداية كان هو من الأساس بداية تدهور حالهم في مصر؛ عندما انقلبوا وتظاهروا على حكمهم في 30 يونيو 2013، وأطاحوا بحكم محمد مرسي الذي نصبته جماعة الإخوان رئيسا على البلاد في وقتها.