رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اغتيال مفتي دمشق وريفها» آخرها.. تفاصيل عمليات استهداف المشايخ (فيديو)

محمد عدنان الأفيوني
محمد عدنان الأفيوني

لم يكن اغتيال الشيخ محمد عدنان أفيوني، مفتي دمشق وريفها٬ والذي استشهد أمس بعبوة ناسفة استهدفت سيارته٬ هي العملية الإجرامية الأولى التي تنفذ ضد المشايخ٬ فقد سبقتها عمليات أخرى يرصدها "أمان" في السطور الآتية:

ــ اختطاف الشيخ الذهبي خلال ذهابه لصلاة الفجر
حينما كان يستعد في بيته،  الكائن بضاحية حلوان٬ لصلاة الفجر في الثالث من يوليو 1977، اقتحمت مجموعة من أعضاء جماعة التكفير والهجرة- الذين تخفوا في زي رجال شرطة- منزل وزير الأوقاف الأسبق الشيخ محمد حسين الذهبي٬ واختطفوه من بين أفراد عائلته٬ وساقوه لمكان مجهول بعدما عصبوا عينيه٬ وفيما بعد تواصلوا مع الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام٬ ليعلنوا عن مطالبهم لإطلاق سراحه٬ والتي تلخصت في الإفراج عن أعضاء من جماعة التكفير والهجرة التي أسسها شكري مصطفى من السجن٬ وإلا سيقتل الذهبي.

كان وزير الداخلية حينها ممدوح سالم، الذي أعلن منذ بداية الكشف عن حادث اختطاف الذهبي٬ يرفض رفضا تاما التفاوض مع الإرهابيين٬ وبدأت محاولات البحث عن الأماكن التي يمكن أن يكون قد اقتيد إلى أحدها الشيخ الذهبي.

وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية عن مكان الذهبي٬ بعد القبض على اثنين من أعضاء الجماعة عثر في مسكنهما على رسومات توضيحية لمنزل الذهبي والشارع الذي يقطنه٬ ومن ثم انتقلت الأجهزة الأمنية إلى عنوان الفيلا التي كان يحتجز فيها الذهبي٬ لكن كان الوقت قد فات فقد عثروا على جثمانه٬ قبل أن يتم التخلص منه بإلقائه في ترعة الزمر بعد رفض الأجهزة الأمنية تلبية مطالبهم.

كان الشيخ الذهبي وسطيا، لمع نجمه في فترة السبعينيات٬ وواحدا من علماء الدين الذين قدموا خلاصة جهدهم العلمي والإصلاحي لمحاربة التطرف والإرهاب والعنف، وكان يرى أنه لا بد من تنقية التراث الإسلامي، خاصة من كتب التفاسير القرآنية وكتب الحديث والسيرة والتاريخ.


ــ الشيخ البوطي يستشهد بجانب حفيده
بينما في 21 مارس من العام 2013، كان الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي٬ مفتي دمشق وقتها وإمام الجامع الأموي٬ يقف على المنبر يلقي بدرس ديني في مسجد الإيمان بدمشق٬ استشهد ومعه حفيده في تفجير نفذته جبهة النصرة أسفر عن قتل 42 شخصًا آخرين، وأصاب 85 آخرين بجروح مختلفة.

البوطي مواليد 1929، وحاصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر في أصول الشريعة٬ والمعروف عنه تأييده للنظام الرسمي السوري٬ كما عرف عنه تأييده لــ"آل" الأسد الأب والابن٬ كما عرف عنه الوسطية وتنديده بالأفكار الإرهابية والمتطرفة٬ كما أصدر عدة كتب وصلت لستين كتابا في مختلف المجالات معظمها دينية وفلسفية، عبر فيها عن نقده السلفية٬ وطرح فيها آراءه تجاه بعض القضايا الدينية، كرفضه ختان الإناث، كما أدان فيها تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا٬ وكانت له مواقف واضحة وصريحة ضد النقاب وعمل المنتقبات بثها من خلال قناة "نور شام" الفضائية، مما أثار حوله جدلا واسعا.

مواقف "البوطي" وأفكاره التي كان يبثها في خطبه وأحاديثه العامة بين السوريين، خاصة في أعقاب أحداث 2011، ترجح مسئولية جبهة النصرة عن اغتياله وتفجير مسجد الإيمان الذي كان يعتلي منبره ليستشهد وبجانبه حفيده، وكان التنظيم الإرهابي قد بث فيديو يوثق فيه عملية التفجير ويعلن مسئوليته عن تنفيذه.