رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالمدارس والمبادئ وزرع المحبة ونزع الكراهية.. هكذا تُحصن «الصوفية» شبابها من التطرف

الطرق الصوفية
الطرق الصوفية

قامت الطرق الصوفية حول العالم بدور كبير جدًا لحماية الشباب من الفكر المتطرف والشاذ، وظهر هذا جليًا خلال الفترة الماضية، سواء في مصر أو المغرب أو الجزائر أو إندونيسيا أو السنغال، حيث كشفت الطرق والزوايا الصوفية في هذه البلدان عن تجارب عملية لإنقاذ الشباب من براثن الفكر المتطرف الذي تنشره التيارات المتشددة.

وتنسق المشيخة العامة للطرق الصوفية في مصر مع نظيرتها حول العالم لمواجهة خطر التشدد والتطرف وذلك عبر تبادل الخبرات، والنقاش والتباحث في كل ما يخص الشباب لحمايتهم من أي فكر دخيل قد يضرهم.

وقال الدكتور سيد مندور، نائب الطريقة السمانية الصوفية، إن التربية الصوفية تعرف بين أتباع ومريدى الطرق، بالتربية الروحية، وحققت الطرق والزوايا الصوفية فى كل من مصر والمغرب والجزائر والسنغال نجاحات كبيرة ومذهلة فى هذا الإطار، خلال الفترة الأخيرة، فى نشر وتعليم النشء الصغار مبادئ وتعاليم التصوف الإسلامى.

وتقوم الطرق والزوايا الصوفية بدور كبير جدًا فى هذا المجال، خاصة بعد أن أدركت الزوايا والطرق خطورة الفكر المتطرف على المجتمعات، وأنه لا علاج لهذا الفكر إلا بالتصوف الإسلامى، مما جعل الأنظمة الحاكمة حول العالم تطلق يد الصوفية لنشر أفكارها وعلومها ومبادئها بين الكبار والصغار.

وقال الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام لاتحاد الصوفية، إن الطرق الصوفية فى مصر نجحت خلال الفترة الأخيرة فى تنشئة الشباب على التصوف الإسلامى من خلال الروحانيات والمحبة الموجودة لدى أهل التصوف، حيث يعتبر شيخ الطريقة بالنسبة للمريدين هو الأب الروحى الذى يستمد المريدون منه الطاقة التى تدفعهم إلى الأمام، ولذلك تتم تربية الأطفال الصغار على محبة شيخ الطريقة الذى يعتبر بالنسبة لهم هو المعلم والأستاذ الذى يرشدهم إلى الطريق الصحيح.

وتابع "الأمين العام للصوفية" أن شيخ الطريقة يعلم أشبال وبراعم الطريقة الصدق والمحبة والأدب ومحبة الوطن، ولذلك نجد أن المبادئ الحسنة لدى شيخ الطريقة تنتقل بشكل تدريجى إلى أتباعه ومحبيه، والصغار فى الطريق، مما يخرج جيلًا جديدًا تابعًا للطريقة يتمتع بالكثير من الخصال الطيبة، خاصة رفض العنف والإرهاب الموجود لدى التيارات الأخرى، وذلك بتعليم الصغار الكثير من المفاهيم والأفكار التى يحدث بسببها الخلاف العقائدي بين الصوفية والتيارات الأخرى، كالجهاد والكفر والإلحاد وغير ذلك من الأمور.

وأوضح "العزمي" أن الصوفية استطاعت خلال الفترة الأخيرة تحصين الشباب من التطرف والإرهاب الذى تنشره التنظيمات الإرهابية، وذلك من خلال زرع محبة الآخر فى نفوسهم، ونزع الكراهية والحقد وغير ذلك من الصفات من نفوسهم وقلوبهم، وهذا ما ميز الصوفية عن غيرهم من التيارات الأخرى.

فى السياق ذاته، قال الدكتور مولاى منير القادرى، نائب الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب، إن الطريقة القادرية استطاعت خلال الفترة الأخيرة نشر التصوف الإسلامى بين الشباب الصغار فى المملكة، من خلال عمل معسكرات صيفية لهؤلاء الشباب، وتعريفهم بمبادئ التصوف الإسلامى، وتخويفهم من الفكر المتطرف الذى تنشره التنظيمات والجماعات الأخرى، وبالفعل استجاب الشباب الصغار، لهذه المحاضرات والدورات والجلسات التى علمتهم مبادئ التصوف الإسلامى، وحببتهم فى الوسطية الموجودة لدى أهل التصوف.

وأوضح "القادرى" أن تربية الصوفية للنشء والشباب لها دور كبير فى حمايتهم من الإرهاب والتطرف الذى تنشره التيارات المتشددة، وهذا الأمر ليس فى المملكة المغربية فقط بل فى كل أنحاء العالم.

من جانبه، قال الشيخ عبدالرؤوف الحسانى، القيادى بالطريقة القادرية بالجزائر، إن دور الصوفية فى حماية الشباب من الفكر المتشدد، معروف للجميع، حيث إن صوفية الجزائر على وجه العموم تقوم بتربية النشء الصغار على المحبة والوسطية والاعتدال والبعد عن الأفكار والجماعات المتشددة التى تدعو للتطرف وسفك الدماء.

وأوضح "الحسانى" أن الطريقة القادرية دشنت خلال الفترة الأخيرة سلسلة مدارس صوفية فى الجزائر، تهدف هذه المدارس لتخريج مجموعة من الطلبة المعتنقين للفكر الصوفى، بالإضافة إلى تعلم أمور الفقه والشريعة وحفظ القرآن الكريم.

من جانبه، قال الدكتور محمد أبوهاشم، شيخ الطريقة الهاشمية الصوفية، إن الصوفية قدمت للشباب الكثير والكثير لحمايتهم من التطرف والإرهاب، فبذلت الغالي والنفيس في سبيل ذلك وهذا يعلمه القاصي والداني، حيث قامت الطرق والزوايا والساحات الصوفية بعمل ندوات علمية ودينية لجذب الشباب وتعريفهم بمبادئ الإسلام الصحيح، الأمر الذى جعل الكثير من الشباب يعتنق الفكر الصوفي.

وتابع "أبوهاشم" في تصريحات له أن الصوفية قادرة على حماية الشباب من الفكر المتطرف وذلك لأن منهج أهل التصوف يستوعب الجميع فهو منهج معتدل لا يكفر الآخر ولا يحارب أحدا.