رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تاجر بالإسلام ومارس المحرمات.. رحلة سقوط قناع حفيد البنا" (ملف)

طارق رمضان
طارق رمضان

لا تزال الجرائم تلاحق طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، منها اتهامات بالاغتصاب وارتكاب جرائم عنف جنسي، ومحاولته تشويه ضحاياها والكشف عن هوياتهن، أملا في ابتزازهن أو إسكاتهن عن فضحه.

ثلاث سنوات وسبعة أشهر سقط خلالها قناع "الداعية" الذي يرتديه الضال حفيد مؤسس الجماعة، فبعد أن كان يتظاهر بأنه محاضر في جامعتي "أكسفورد" البريطانية و"فرايبورج" الألمانية، وأحد أشهر المفكرين الإسلاميين ذو الثقل في أوروبا، وضحت حقيقته، التي يخفيها تحت ستار الدين الإسلامي، بأنه "مغتصب".
تهمة جديدة تلاحق الحفيد المتحرش
يمثل رمضان، غدًا الأربعاء، أمام محكمة الجنايات في العاصمة الفرنسية "باريس"، بتهمة كشفه عن هوية إحدى ضحاياه في كتابه "واجب الحقيقة" الذي أصدره في سبتمبر عام 2019، وحاول من خلاله تبييض وجهه من تهم الاغتصاب التي يحاكم فيها حتى الآن، بالإضافة إلى حديثه عنها خلال أحد البرامج التليفزيونية.
انتهاك القانون الفرنسي

وتم استدعاء حفيد البنا إلى المحكمة في باريس بناء على طلب النيابة الفرنسية التي اتهمته بانتهاك قانون 29 يوليو 1881 الخاص بحرية الصحافة، والتي تنص المادة 39 فيه على "حظر نشر معلومات تتعلق بهوية ضحية اعتداء أو اعتداء جنسي دون موافقة كتابية"، ويواجه رمضان عقوبة تصل لتغريمه 15000 يورو.

وكذلك، من المقرر أن يمثل حفيد مؤسس الجماعة الإرهابية أمام المدعي السويسري، الأسبوع المقبل، في إطار محاكمته بتهمة الاغتصاب.
ضحية "حفيد البنا" تحضر جلسة التحقيق

وستحضر إحدى ضحايا حفيد البنا، والتي عُرفت في كتابه، وكذلك وسائل الإعلام باسم "كريستيل"، تلك الجلسة، وهي المرة الأولى التي سيلتقيان فيها وجها لوجه منذ عدة سنوات، حسبما نشرت مجلة "ميديا بارت" الاستقصائية الفرنسية.

وتقدمت "كريستل" بدعوى قضائية ضد رمضان في عام 2017، اتهمته فيها باغتصابها داخل أحد الفنادق بمدينة "ليون" الفرنسية عام 2009، فيما ذكر اسم "كريستل" داخل كتاب حفيد البنا 84 مرة.

وقال كريستل، التي كانت تعاني من إعاقة جسدية، في وقت سابق، إن حفيد البنا يسعى إلى تدمير حياتها، وأنها كانت تعاني من الاكتئاب، وعندما تمكنت من الشفاء، عاد رمضان ليهددها بالانتقام منها، كما أنه شوهها في كتابه الأخير.
المتاجرة بـ"حقوق المرأة وتعليم الإسلام"

ويناقض حفيد البنا نفسه بشكل مستمر، كما يسعى إلى غسل سمعته السيئة بعد اتهامه باغتصاب أربع نساء، ليعود للقفز على الحبال، ما بين كتاب يزعم خلاله نظيرة المؤامرة ضده، أو المشاركة في ندوات عن حقوق المرأة وتعليم الإسلام، حتى لجأ في نهاية الأمر إلى اعترافه، عبر وسائل الإعلام إلى ارتكابه "الزنا" مع ضحاياه، مدعيا أنه لم يغتصبهن، ولكن كانت علاقاته الجنسية بموافقتهن جميعا.

وفي إطار سعيه المستمر لاستغلال الإسلام وتزييف حقيقته كمُغتصب، أعلن حفيد مؤسس الجماعة الإرهابية، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تدشين مركزًا لتدريس المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة والأخلاق، أطلق عليه مسمى "الشفاء" – والتي تموله له قطر - على أن يتم افتتاحه خلال أكتوبر المقبل، رغم تجميد منصبه في جامعة "أكسفورد"، والتحقيق معه بتهم اغتصاب 4 سيدات، إحداهن تعاني من الإعاقة.
غضب فرنسي

وأثار إعلان حفيد البنا لافتتاحه مثل ذلك المركز موجة غضب في فرنسا، خاصةً بين الحركات النسائية وأبرزها حملة "Me Too" لمكافحة التحرش والجرائم الجنسية، إذ قالت ماري بيكار معلمة وباحثة فرنسية: "هل نضحك أم نبكي؟ إن الخيانة الفكرية ونفاق وسخرية رمضان ليس لها حدود على الإطلاق".

ويزعم رمضان أن مركزه الجديد يشمل تدريس موضوعات في المنهج الدين والروحانية والإنسانية والقانون، بالإضافة إلى الأخلاق والمساواة بين الجنسين، متابعا: "سيتم تدريس الدورات من قبل فريق من المعلمين حول موضوعات الدين والروحانية والإنسانية وعلم النفس ومساواة الجنسين والإيكولوجيا والتعليم والأخلاق والاستعمار والعنصرية والقانون والاقتصاد، وغيرها".

من المقرر أن يقع المركز في إحدى المدن الفرنسية، لكنه يخطط لأن يصبح منصة تعليم دولية، وأن يضم معلمين خريجين في مجالات تخصصهم من أصول مختلفة مع دورات تدريبية مختلفة، قائلا: "لن يكون جميعهم مسلمين، والمناهج تقودها لجنة توجيهية مثل مركز البحث والتدريب نفسه، ستكون هناك شهادة لأولئك الذين أكملوا التدريب لمدة ثلاث سنوات، ولم نفكر في ربط مركزنا بمعهد رسمي حتى الآن، ولكن قد يكون هناك بعض الدلائل إلى ذلك في المستقبل".
بداية سقوط حفيد مؤسس الإرهابية

وشهد شهر فبراير لعام 2017 أول دعويين قضائيتين ضد رمضان، قدمتهما سيدات بتهمة اغتصابهن والاعتداء الجنسي عليهن، داخل أحد فنادق مدينتي "ليون" و"باريس" الفرنسيتين، خلال عامي 2009 و2012.

وعُرفت إحدى هاتين السيداتين باسم "كريستل" فيما بعد، بينما الأخرى أعلنت عن هويتها وهي هند عياري- ناشطة نسوية فرنسية من أصل عربي- ولدت لأم تونسية وأب جزائري.

وبعد 7 أشهر أي في نوفمبر 2017، قررت جامعة أوكسفورد البريطانية، منح رمضان إجازة مفتوحة، بعد تهم الاغتصاب ضده، فيما قررت الشرطة الفرنسية اعتقاله، في 31 يناير لعام 2018، بعد إجراء التحقيقات الأولية معه، ووجود شكويين أخرين ضده بالتهم ذاتها.

وخلال تلك الفترة، سعى حفيد مؤسس الجماعة الإرهابية إلى إنكار أي تهم موجهة إليه بشكل كامل، زاعمًا أنها بلاغات كيدية و"وشيات كاذبة"، بل وحملة منظمة لتشويه سمعته يقودها أعداؤه.
محاولات تبييض الوجه الكالح لـ"حفيد البنا"

قضى رمضان تسعة أشهر في الحبس الاحتياطي، وبعدها أطلقت السلطات الفرنسية سراحه بنوفمبر 2018، بكفالة قدرها 400 ألف دولار، كما منعته من مغاردة البلاد وصادرت جواز سفره، وكذلك حظرته من التواصل مع السيدتين اللتين اتهموه بالاغتصاب أو الشهود بالقضايا، من أجل استكمال التحقيقات.

يكرس رمضان جهوده منذ إطلاق سراحه، وحتى الآن، لتبييض صحيفته الجنائية، والعودة لمركزه كمفكر إسلامي في أوروبا، ومحاضر بجامعتي أوروبيتين، ومن هنا سلك عدة طرق، أبرزها محاولة استجداء التعاطف "الديني" من مناصريه، وإظهار أنه يمارس حياته بشكل طبيعي ويستمر في عمله كداعية ديني.

رمضان يتسول "التعاطف الديني"

في سبتمبر 2019، أجرى رمضان أول مقابلة تليفزيونية له مع قناة "BFM TV"، وإذاعة "RMC" الفرنسيتين، واعترف خلالها بأنه بالفعل مارس علاقات جنسية مع النساء اللواتي يتهمنه باغتصابهن، ولكنه ادعى أن تك العلاقلات كانت دون إجبارهن.

وكانت اعترافات حفيد مؤسس الإخوان – التي جاءت في بث تليفزيوني على الهواء مباشرة – مفاجأة كبرى لمناصريه، وربما لجماعته الإرهابية أيضًا، فبعد عامين وتسعة أشهر من الدفاع المستميت عنه وإنكاره لتلك الجرائم، جاء ليعترف علنًا أنه مارس علاقات محرمة معهن.

وحاول رمضان أن يستجدي تعاطف مناصريه، فتحدث عن شعوره العميق بالندم على ما فعله وطلب المغفرة من الله، والمسامحة من أنصاره، قائلا: "لجأت إلى الكذب في السابق لحماية نفسي، ولكن أنا الآن أطلب المغفرة من الله، وأن يسامحنى، كما أطلب من الجالية المسلمة، وأي شخص خيبت آماله، بأن يصفحوا عنى، لأني سلكت نهجًا عكس مبادئى".
كتاب "واجب الحقيقة" المزيف

ولم يقف رمضان عند هذا الحد، بل إنه في الشهر ذاته – سبتمبر 2019 - أصدر كتابًا يحمل اسم "واجب الحقيقة"، تحدث خلاله عن تعرضه للظلم، بل وللمؤامرة من أجل النيل منه ومن سمعته، عن طريق النساء اللواتي اتهموه بالتحرش.

وتحدث رمضان في كتابه عن ضحاياه، وحاول تشويه صورتهن، وأنهن تحاولن النيل من سمعته، بل وذكر إحداهن، والتي تدعى كريستل "اسم مستعار"، 84 مرة في كتابه، وهو ما يعد محاولة لكشف هويتها، وربما ابتزازها للتوقف عن فضه جرائمه، مقابل عدم الكشف عنها بشكل كامل.
المغتصب يشارك في ندوة لمكافحة "الإسلاموفوبيا"

وفي نوفمبر 2019، أعلنت دار نشر "البراق" عن تنظيم ندوة مدفوعة الأجر يشارك فيها رمضان بشكل رئيسي، للحديث عن "مواجهة الإسلاموفوبيا والظلم: المقاومة بالإيمان والذكاء"، داخل مدينة "سان جيرمان لى كوربيل" الفرنسية، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يعتلى فيها حفيد مؤسس الإخوان، منصة، منذ اتهامه فى قضايا تمس الشرف.

وشهدت المدينة الفرنسية حالة غليان، رفضًا لوجود رمضان، وأكد يان بيتيل عمدة "سان جيرمان لي كوربيل"، أنه يعمل لمنع قدوم "الحفيد المتحرش"، خاصةً بعد تلقيه عددًا كبيرًا من الرسائل الرافضة والغاضبة التى تطالب بمنعه.

من جانبها، أوضحت مارى جيفينو، عضو حزب "الجمهورية للأمام" الفرنسى، أنها تقدمت بطلب رسمى للسلطات لمقاطعة وحظر الندوة بسبب خطرها على النظام العام، مؤكدةً معارضتها الشديدة لقدومه.

وتستمر الدعاوى القضائية ضد حفيد مؤسس الإخوان، لتكشف عن وجهه القبيح، الذي هو نموذج مصغر للجماعة الإرهابية برمتها.