رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تنازلات إخوان ليبيا.. الجماعة تطلق مبادرة لوقف إطلاق النار وإجراء انتخابات رئاسية

جريدة الدستور

طرح رئيس المجلس الأعلى للدولة وعضو في جماعة الإخوان الإرهابية، خالد المشري، مبادرة لحلحلة الأزمة الراهنة في ليبيا، تراوحت بين الحل العسكري والسياسي، قدّم من خلالها "الإخوان" تنازلات غير مسبوقة مقابل خروج الجيش الليبي من العاصمة طرابلس.

وتعليقاً على تلك "المبادرة" التي طرحت أمس الإثنين، رأى مراقبون أنها اعتراف بخسارة المعركة العسكرية ومحاولة منهم للخروج بأخف الأضرار بعد التقدم الميداني للجيش. كما رأوا أنها من الصعب أن تحصل على دعم سواء داخلي أو خارجي.

مبادرة إخوانية
وتقوم مبادرة المشري، وهو عضو في تنظيم الإخوان، بالأساس على إنهاء المرحلة الانتقالية بعملية انتخابية وفق خطة زمنية واضحة، تعتمد على التئام مجلس النواب خلال شهر من إطلاق المبادرة.

أما على الصعيد الأمني، فاقترح المشري وقفاً فورياً لإطلاق النار، وفقاً لضوابط أولها انسحاب الجيش الليبي من الحدود الإدارية لمدينة طرابلس الكبرى، وانسحاب كل القوات الموجودة في مدينة ترهونة، إلى جانب فرض حظر للطيران الحربي بكافة أنواعه بمساعدة الأمم المتحدة، واستيعاب عناصر التشكيلات المسلحة في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفق شروط ومواصفات محددة، وإصدار تشريع ينظم القوات المقاتلة، ويدعم قوة مكافحة الإرهاب، ويوحد المؤسسات الأمنية والعسكرية بشكل مهني.


وقال المحلل السياسي الليبي، يحيى الكرغلي المصراتي، إن المبادرة التي تقدم بها المشري، "تعبّر عن حجم الخسارة التي منيت بها الجماعات المتطرفة كالإخوان والقاعدة،" مضيفاً أن الخطة التي طرحها "ليست مبادرة بقدر ما هي تعبير عن حالة الخوف والهلع التي تعيشها هذه التنظيمات، وتخبّطها للبحث عن منقذ لها"، مشيراً إلى أنّهم اليوم "مستعدون لكل شيء، مقابل ألا يلاحقهم أحد وأن تصبح جرائمهم طي النسيان".

وأشار المصراتي في حديث مع قناة "العربية.نت"، إلى أن اللافت في مبادرة المشري أنه "قدّمها بشكل شخصي ما يعني أن شرخاً عميقاً يعيشه المجلس الأعلى للدولة، كما أنّ فيها محاولة من جماعة الإخوان لإبراز وجه معتدل، وأنها أقرب للسلام وضد العنف، قبل انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، الذين سيحاولون فيه الحصول على ضمانات دولية تسمح لهم بخروج آمن"، لافتاً إلى أنّه "من الصعب أن تحصل على أيّ دعم من أيّ جهة".

من جهته وصف المحلل السياسي، حمد إبراهيم المالكي، مبادرة المشري بمبادرة "المهزوم الذي يحاول أن يتعلق بقشة قد تنقذه من الغرق".